المدير السابق للحماية المدنية: "التكييفات وغياب الوقاية" وراء تكرار الحوادث
اللواء ممدوح عبدالقادر، المدير السابق لإدارة الحماية المدنية فى القاهرة
قال اللواء ممدوح عبدالقادر، المدير السابق لإدارة الحماية المدنية فى القاهرة، إن الحرائق أربعة أنواع، ولا بد قبل البدء فى التعامل مع النيران تحديد نوع الحريق، لأن كلاً منها له طرق معينة للإطفاء، حتى نتفادى ارتفاع الخسائر المادية والإنسانية، مضيفاً أن غياب وسائل الأمن الصناعى داخل المنشآت والمؤسسات وحتى المحال الصغيرة يعتبر من الأسباب الرئيسية لاندلاع الحرائق.
اللواء ممدوح عبدالقادر: يجب تغليظ عقوبة من يهمل وسائل الأمن الصناعى وإجبار أصحاب المشروعات على الالتزام بمعايير السلامة
وأضاف فى حوار لـ«الوطن» أنه لا بد من التصدى بحزم لإهمال أصحاب المصانع والمحال، وتغليظ عقوبة من يهمل الالتزام بمعايير السلامة والأمان، من الغرامة ألفى جنيه، التى ينص عليها القانون حالياً، لتصبح الحبس والغرامة، على أن تقدر هذه الغرامة بمئات الآلاف، حتى نجبر الجميع على الالتزام بإجراءات الأمن الصناعى.. إلى نص الحوار:
هل تزداد الحرائق فى فصل الصيف أم أن الأمر لا يرتبط بتوقيت معين؟
- بالتأكيد فى فصل الصيف ترتفع نسب الحرائق، وذلك بسبب تشغيل التكييفات على مدار اليوم، ما ينتج عنها أحمال زيادة على وصلات الكهرباء، ومن هنا يأتى «الماس»، وتحدث الحرائق خاصة فى الشقق السكنية، والمحال الصغيرة، التى تفتقد معدات الأمن الصناعى.
المطافئ لا تتأخر فى التحرك إلى موقع الحريق.. ومن يثبت تأخره يتعرض للمحاسبة دون انتظار شكوى من صاحب البلاغ.. ونعانى من "البلاغات الوهمية"
كيف يتم التعامل مع بلاغات الحرائق؟
- قبل أن نتحدث عن كيفية التعامل مع بلاغات الحرائق لا بد فى البداية من معرفة أنواع الحرائق، حيث إن تحديد نوع الحريق يساهم فى الحد من الخسائر المادية وخسائر الأرواح، بمعنى أن تحديد النوع يمكن رجال الحماية المدنية من محاصرة النيران فى وقت أقل بكثير.
والحرائق 4 أنواع، منها «غازية» مثل حرائق الغاز الطبيعى وأسطوانات الغاز، والغازات الناتجة عن التفاعلات الكيميائية، وهى عبارة عن المخلفات، التى تخرج غاز الميثان، ومنها «ذات طبيعة خاصة»، وهى الحرائق الناتجة عن احتكاك الآلات، والكهرباء، والتفاعلات الكيميائية، وهى الناتجة عن التركيبات الكيميائية بالمعامل.
وبالنسبة لوسائل إطفاء تلك الحرائق فلكل نوع منها وسيلة للتعامل معها، فبالنسبة للحرائق الصلبة يتم التعامل معها وإطفاؤها بواسطة المياه فقط، والحرائق الغازية يتم إطفاؤها عن طريق الخنق أى «استخدام ثانى أكسيد الكربون»، أما الحرائق «ذات الطبيعة الخاصة» فيتم التعامل معها بالمياه وثانى أكسيد الكربون، وبالنسبة للحرائق «السائلة» يتم السيطرة عليها باستخدام الوسائط الرغوية.
أما بالنسبة للتعامل مع البلاغات، فإن إدارة الحماية المدنية لها رقم تليفون خاص وهو 180، وهذا الرقم موحد على مستوى الجمهورية، حيث إن المواطن الموجود فى أسوان أو الإسكندرية أو القاهرة يتصل به، ويتم التعامل مع كل مواطن على حسب محافظة مسرح البلاغ، حيث إن كل محافظة بها إدارة للحماية المدنية، وهى المكان الرئيسى لسيارات ورجال الإطفاء، بالإضافة إلى أن كل دائرة قسم بها أكثر من نقطة إطفاء على حسب الكثافة السكانية التى تشغلها، وكل نقطة إطفاء بها 3 سيارات إطفاء مجهزة بكافة وسائل إطفاء أنواع الحرائق المختلفة على الأقل.
وبمجرد تلقى البلاغ يتم الدفع بـ3 سيارات مرة واحدة لفحص الأمر، وبمجرد وصولها، يتم فحص البيان وإخطار إدارة الحماية المدنية بنوعية البلاغ والحريق، وإذا كان الحادث كبيراً يتم الدفع بسيارات إطفاء من أقرب مكان للبلاغ سواء الإدارة أو نقطة الإطفاء القريبة له، ويظل الاتصال مع الضابط المسئول، حتى يتم الانتهاء من التعامل مع الحادث وتحرير محضر بالواقعة، وعودة سيارات الإطفاء إلى النقطة أو الإدارة، ولا ينتهى عمل رجال الإطفاء بوصول السيارات، بل تأتى عملية تجهيز السيارات سواء بالماء أو وسائل الإطفاء، التى نفدت فى التعامل مع الحريق.
كل دائرة قسم شرطة بها نقطة إطفاء حسب الكثافة السكانية وتضم 3 سيارات مجهزة
البعض يشكو تأخر وصول سيارات الإطفاء إلى مواقع الحرائق، ما رأيك؟
- صاحب البلاغ يريد من المطافئ أن تأتى بمجرد نشوب الحريق وقبل الاتصال بالمطافئ، ومعه حق لأن حالته وقتها تكون صعبة، وربنا يكون فى عونه، لأن الدقيقة تمر عليه وكأنها سنة، لكن يوجد هنا بعض الخلط، حيث إن الإدارة تحاسب على البلاغ من لحظة تلقى الاتصال التليفونى وهذا مدون بالدقيقة والثانية، وعلى الفور يتم الانتقال والتعامل مع الأمر، وفى حال وقوع أى تأخير تتم محاسبة المسئولين دون أن يتقدم صاحب البلاغ بشكوى، وأكبر دليل على ذلك أن تجد بعض سائقى سيارات الإطفاء يسلكون الاتجاه المعاكس للسيارات، على الرغم من أنهم لم يصلوا إلى محل البلاغ لتقييمه، لكنهم يتعاملون مع بعض الدقائق القليلة، التى حددتها الإدارة أو الوزارة بمعنى أدق فى التعامل مع البلاغات، وخشية من المحاسبة فهم يريدون الوصول إلى مسرح الحادث بأسرع وقت.
وأناشد بعض أصحاب السيارات بعدم اعتراض طريق سيارة الإطفاء فى الطريق لأن الدقيقة من الممكن أن تنقذ حياة إنسان أو أكثر أو حتى ممتلكات شخص لا يمتلك غيرها فى الحياة، كما أناشد بعض الصبية بعدم الاتصال بالمطافئ للإبلاغ عن بلاغات وهمية، حيث إن الوقت الذى تنتقل فيه سيارات الإطفاء للبلاغ قد تتلقى المطافئ بلاغاً آخر جاداً وقد تستغرق بعض الوقت فى الوصول إليه، هذا بخلاف المساءلة الجنائية التى يتعرضون لها.
ماذا عن وسائل الأمن الصناعى داخل المنشآت التجارية؟ وهل تعمل أم أنها ديكور للحصول على التراخيص؟
- بعد الحصول على الترخيص تخضع تلك المنشآت إلى تفتيش دورى للتأكد من سلامة تلك الأجهزة، عن طريق ثلاث جهات معنية، هى المحليات متمثلة فى الأحياء، إدارات الحماية المدنية بالمحافظات، وأخيراً وزارة القوى العاملة متمثلة فى مكاتب السلامة والصحة المهنية.
وعدم قدرة المنشآت على استخدام أجهزة الإطفاء الخاصة بها وقت الحرائق سببه عدم صيانتها وإهمالها، لسببين أولهما عدم التفتيش على تلك المنشآت بصفة مستمرة، والثانى والأقوى وهو صاحب المنشأة الذى يفضل عدم صيانة أجهزة الإطفاء لتوفير النفقات، التى قد تصل إلى 30 ألف جنيه، معتمداً فى ذلك على أن محضر عدم صيانة أجهزة الإطفاء بعرضه على النيابة ثم المحكمة يدرج تحت عقوبة مخالفة، وأقصى تقدير يدفع صاحب المنشأة 2000 جنيه.