تستعد شريحة واسعة من الطلاب لاختيار الكليات وملء استمارات الرغبات، وانتظار نتيجة التنسيق، الخطوة التى يرونها مصيرية، وتتجه أنظارهم غالباً صوب كليات القمة، والأسماء البراقة اجتماعياً، بصرف النظر عن مدى حاجة سوق العمل لها، ومستقبلهم بعد التخرج.
روشتة الخبراء لاختيار الطالب للكلية
وفى محاولة لمساعدة الطلاب على اختيار الكلية الأفضل، وفقاً لمتطلبات سوق العمل، يقدم خبراء ومتخصصون بعض الترشيحات، لتكون فى مقدمة استمارات الرغبات، حتى لا تنضم شريحة جديدة إلى طابور العاطلين مستقبلاً.
كليات الهندسة باختلاف فروعها وتخصصاتها، تحتاج سوق العمل لخريجيها بشكل كبير، وفقاً للدكتور فرج عبدالفتاح، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، نظراً لكثرة المشروعات الجديدة فى البلد، العملاق منها والصغيرة، وما توفره من فرص عمل عديدة للشباب، يأتى من بعدها تخصصات المحاسبة لحاجة الشركات والبنوك والمشروعات الناشئة أيضاً لها.
التخصصات التكنولوجية هى الأوْلى بالاختيار، فى رأى الدكتور أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، حيث إن سوق العمل حالياً تعتمد على «الميكنة» بصورة كبيرة، حتى الجهات الحكومية، طبقت المعاملات الإلكترونية مثل الدفع الإلكترونى وغيرها.
«على كل شخص يستعد لاختيار كلية، الاهتمام بالتكنولوجيا، ولو كانت له رغبة فى كلية بعيدة عن ذلك مباشرة، عليه تطوير نفسه تكنولوجياً، ليواكب سوق العمل، ومعظم الجامعات استحدثت أقساماً تكنولوجية فى غاية الأهمية، مثل هندسة الميكاترونيكس وغيرها»، بحسب «أسامة».
رئاسة فتحى مرسى للجنة التنفيذية بالغرفة التجارية العربية اليونانية، وقراءته للسوق، دفعته لنصح الطلاب باختيار المعاهد الفنية الصناعية، باعتبارها الأكثر طلباً فى الوقت الحالى، وخريجوها يلتحقون بوظائف وبمرتبات جيدة: «المعاهد العليا الصناعية كثيرة، والسوق دائماً فى حاجة لخريجيها، وأتمنى أن يبتعد الطلاب عن كليات التجارة، لوجود الآلاف من خريجيها ضمن طابور العاطلين، وأنبه أيضاً لعدم الانبهار بما يسمى كليات القمة».
وجهة نظر أخرى يطرحها المستشار أيمن الجندى، مدير عام الاتحاد العربى لتنمية الموارد البشرية، أن لدينا مشكلة كبيرة فى موروثاتنا، على رأسها البحث عن الشهادة فقط، بغض النظر عما بعد الحصول عليها، ويجب توعية وتثقيف الأهل بأن قيمة الشخص ليست فى شهادة البكالوريوس، وإنما فى المهنة التى يعيش منها وينجح فيها، وهو ما ينطبق فى عدد كبير من الدول الكبرى.
«الإقبال على التعليم الجامعى فى بريطانيا ليس الأهم، ويجب عدم اللهث وراء كليات القمة، فيوجد مهن تُستحدث سواء تكنولوجية أو تقنية، والدنيا تتغير من حولنا، الأمر الذى يحتاج إلى جدولة لرؤية السوق والحرف، وتغيير ثقافة المجتمع، لاحترام صاحب المهنة والحرفة، أكثر من احترام الشهادة»، وفقاً لـ«الجندى».
تعليقات الفيسبوك