سيناتور أمريكى يدعو للتحقيق فى تواطؤ تطبيق فيس آب مع روسيا: أداة فى الحرب الإلكترونية
«ترامب» قبل وبعد على تطبيق «فيس آب»
أثار تطبيق «فيس آب» الذى يمكنه تغيير ملامح الوجه فى الصور الفوتوغرافية، ليظهر مستخدم التطبيق بشكل أكبر من الناحية العمرية، حالة من الجدل فى الولايات المتحدة والعالم، وسط اتهامات بكون التطبيق مجرد أداة فى الحرب الإلكترونية بين روسيا والولايات المتحدة، على خلفية الاتهامات الأمريكية لـ«موسكو» باختراق خوادم الحزب الديمقراطى والتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016، بعد أن كشف السيناتور الأمريكى تشاك شومر أن مقر الشركة المصممة للتطبيق هو روسيا، داعياً مكتب التحقيقات الاتحادى الأمريكى (إف. بى. آى) ولجنة التجارة الاتحادية، إلى إجراء تحقيق أمنى فى التطبيق واستخداماته والبيانات التى يحصل عليها وكيفية معالجتها فيما بعد، لدواعى الأمن الوطنى والخصوصية.
"شومر": يتطلب الوصول الكامل لمعلومات المستخدم.. ولجنة أمريكية تحذر مرشحى الرئاسة من استخدامه
وشهد التطبيق الذى يعمل على الهواتف الذكية، انتشاراً واسعاً فى الآونة الأخيرة، إلا أن «شومر» قال فى رسالة بعث بها إلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى كريستوفر راى ورئيس لجنة التجارة جو سيمونز، إن التطبيق يتطلب «الوصول الكامل الذى لا يمكن إلغاؤه إلى صورهم وبياناتهم الشخصية»، ما قد يشكل «مخاطر على الأمن القومى والخصوصية لملايين المواطنين الأمريكيين». وبعثت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى، أمس، تحذيراً لمرشحى الحزب فى انتخابات الرئاسة عام 2020، من استخدام التطبيق، مشيرة إلى أنه جرى تطويره فى روسيا. وفى الرسالة الإلكترونية، التى نشرتها صحف ووكالات أنباء ووسائل إعلام أمريكية على رأسها شبكة «سى. إن. إن» الأمريكية، حث رئيس هيئة الشئون الأمنية فى اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى بوب لورد، المسئولين عن الحملات الانتخابية الرئاسية لمرشحى الحزب على حذف التطبيق فوراً. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة على أن التطبيق الذى طورته شركة «وايرليس لاب» -ومقرها سانت بطرسبرج الروسية- يمد الحكومة الروسية ببيانات المستخدمين، فإن «شومر» أكد أن وجود مقر التطببيق فى روسيا يثير تساؤلات بشأن كيف أن هذا التطبيق يسمح لأطراف ثالثة، بما فى ذلك الحكومات الأجنبية، بالوصول إلى بيانات المواطنين، خاصة بعد أن أعلن تطبيق «فيس آب» على موقعه الإلكترونى، أن لديه أكثر من 80 مليون مستخدم حول العالم.
وبحسب موقع «فيرج» المهتم بأخبار التكنولوجيا، فإنه على الرغم من أن التطبيق يستخدم بالفعل صوراً يضعها على الخوادم الخاصة به لتنفيذ التأثيرات التى يستخدمها التطبيق على الصور، فإن الشركة تؤكد أنها لا تستخدم إلا الصور التى يتم تعديلها وليس كافة الصور الخاصة بالمستخدم على جهازه. وقال الرئيس التنفيذى للشركة ياروسلاف جونشروف، فى وقت سابق، إن «الشركة بالفعل تخزن بعض الصور لفترة من الوقت ولكن هذا لأغراض تحسين الأداء، أما أغلب الصور فيتم مسحها بعد مرور فترة قصيرة جداً ولا يتم الاحتفاظ بها، وربما تكون عملية حذف الصور لا تستغرق أكثر من 48 ساعة من لحظة تحميلها إلى خوادم الشركة».
الشركة الروسية: لا نشارك معلوماتنا مع "موسكو" أو أى طرف آخر
ورداً على اتهامات خرق الخصوصية، ردت الشركة فى بيان رسمى، قائلة إنها لا تبيع أو تشارك الحكومة الروسية أو أى طرف ثالث المعلومات التى تحصل عليها من المستخدمين، وإنه على الرغم من وجود مقر الشركة فى روسيا، فإن بيانات المستخدمين لا يتم نقلها إلى خوادم الشركة فى روسيا، حيث إن عملية تنفيذ التأثيرات المستخدمة فى التطبيق تتم من خلال الخوادم السحابية لشركة «جوجل» الأمريكية.
وبحسب ديفيد شيبلى خبير أمن المعلومات بشركة «بيوكيرون» المتخصصة فى أمن المعلومات والإنترنت، فإن «تلك التحذيرات بشأن التطبيق الذى صممته الشركة الروسية مهمة ولا يجب تجاهلها، حيث إن التطبيق يحصل على إذن المستخدم للحصول على بياناته بالكامل وليس مجرد صورة فقط، كما أن الحصول على صور واضحة الأبعاد من زوايا مختلفة لأوجه المستخدمين، يهدد بمزيد من خرق الخصوصية من خلال استخدام تلك الصور فى إعادة بناء الوجه باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وبالتالى الحصول على القدرة على اختراق كافة بيانات وخصوصيات المستخدم التى تستخدم تقنية التعرف على الوجه كوسيلة لفتحها»، وتابع «شيبلى»: «خلال العامين الماضيين رأينا العديد من التطبيقات والتقنيات التى ظهرت على الهواتف التى تعمل بنظام الأندرويد باستخدام تقنية التعرف على الوجه، ومن بينها استخدام الصور لإعادة بناء الوجه وطباعته من خلال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ثم استخدامه فى فك قفل الهاتف المحمول أو الولوج إلى الحسابات البنكية التى تستخدم تقنية التعرف على الوجه، وغيرها من الحسابات الأخرى».