رئيس نادى «هيئة التدريس»: يجب مراجعة جميع الكتب التى يتم تدريسها بالجامعة
الدكتور محمد حسين عويضة، رئيس نادى أعضاء التدريس بجامعة الأزهر
انتقد الدكتور محمد حسين عويضة، رئيس نادى أعضاء التدريس بجامعة الأزهر، الوضع الجامعى، مؤكداً أن الجامعة تعيش أياماً «غاية فى السوء»، وأن التنسيق أداة إرهاب وتعذيب للطلاب ويجب إلغاؤه.
وقال «عويضة»، خلال حواره مع «الوطن»، إن غياب الأنشطة سبب كل مشاكل الطلاب، رافضاً فتح معاهد للتعليم الفنى، داعياً لتقديم تحريات أمنية على الطلاب الذين يدخلون جامعة الأزهر، كما يجب تطبيق نظام التخصص بأن نعطى الطلاب حق اختيار ما يدرسونه منذ المرحلة الإعدادية.. وإلى نص الحوار:
هل أنت راض عن التعليم الأزهرى؟
- لست راضياً عما يحدث، وأقول لأولياء الأمور والإعلام، حرام عليكم أن تحملوا الطلاب أكثر مما يحتملون، وترهقوهم، فنفسية الطلاب وعقولهم يتم تخريبها بأفكار بائدة لا علاقة لها بالواقع العملى، والادعاء أن هناك كلية أفضل من كلية أو مجالاً أفضل من مجال، فالأمر قدرات وليس مجموعاً، لذا أطالب بإلغاء التنسيق، الذى يعد أداة إرهاب وتعذيب للطلاب، وأن يتم استبداله وتغييره، حتى لا نرى الطالب المتفوق الحاصل على قرابة الـ100% يدخل كليات طب وهندسة وصاحب الـ50% يدخل الكليات الشرعية، ونرى مستوى متأخراً وسيئاً للعلماء الشرعيين، فللأسف طالب هذه الأيام ليس مخيراً وإنما مسير بالتنسيق.
حسين عويضة: إعادة النظر فى "التنسيق" داخل الأزهر ضرورة
ماذا تقصد بطالب الـ50% الذى يدخل الكليات الشرعية؟
- للأسف الشديد، جامعة الأزهر تشهد حالة ضعف شديدة، فنظام التنسيق لازم يتهدم فى الأزهر خاصة، فوزارة الأوقاف تعانى بشدة من سوء مستوى خريجى الكليات الشرعية، ولا لوم عندى على الكليات الشرعية بقدر ما ألوم نظام التنسيق السيئ الذى منحها الطلاب الأقل اجتهاداً وتحصيلاً علمياً، فمن يدخل الكليات الشرعية أصبح فى «ديل الدفعة»، لذلك نجد ضعف خريجى تلك الكليات.
أدعو لتطبيق "التخصص" ومنح الطلاب حق اختيار ما يدرسونه من المرحلة الإعدادية
كيف نغير نظام التنسيق بالأزهر؟
- الأمر بسيط، نترك للطلاب مساحة ليختاروا من الإعدادية ما الذى يريدون دراسته، هل المواد العلمية والعملية أم الشرعية والعربية، وفى ضوء ذلك يكون التخصص، ثم الدخول للكليات.
كم كان مجموعك فى الثانوية؟ وهل دخلت الكلية التى ترغب أم بالتنسيق؟
- مجموعى كان 72% وكنت من الأوائل، ودخلت كلية الزراعة، لرؤيتى أن والدى يحتاج لمهندس زراعى فى الأسرة لرعاية أراضيه الكبيرة، وأنا كنت أحب الزراعة بشدة، لذلك دخلتها ونجحت فيها لحبى لها، وصرت نائباً لرئيس الجامعة فى شئون الطلاب والآن رئيس نادى أعضاء تدريس الأزهر، وكل هذا بسبب أنى أحببت دراستى وعشت تجربة أسرية فريدة فى الجامعة، فهل نعى أهمية الدعم النفسى والعقلى للطلاب؟!.
غياب الأنشطة سبب كل المشكلات.. وأقول للطلاب: طالبوا بحقوقكم.. وأرفض فتح معاهد لـ"التعليم الفنى"
جامعة الأزهر تؤكد أن هناك تطويراً يحدث بداخلها.. ما تعليقك؟
- الأيام الحالية غاية فى السوء، فالجامعة على الورق فى وضع مثالى، ولكن يظل على الورق فقط، بينما الواقع لا يوجد أى نشاطات أو مساحة للطلاب ليتنفسوا، فقد كان للجامعة زمان ولكل الجامعات تقاليد وأعراف ونظم خلقت جواً أسرياً تحت رعاية وريادة من أساتذة الجامعات المختلفة، فكانت هناك ثقة متبادلة واحترام على الرغم من قلة الإمكانات مثل أيامنا الحالية، إلا أنهم نقلوا لنا الكثير من المبادئ والأخلاق والقيم، إذا أردنا معرفة سبب ما ساد الجامعة مؤخراً فلننظر فى التدخلات فى اللائحة الطلابية وعدم إيجاد نقاط تلاق بين الطلاب والأساتذة، وانعدام الأنشطة، وهو ما فتح المجال لكى يسود فكر آخر داخل الجامعة، فقد جاء فكر مثل الإخوان وملأ فراغاً كبيراً تركه البعد عن الأنشطة.
وماذا عن تطوير المناهج؟
- على الأزهر أن يشكل لجاناً علمية على أعلى مستوى حالاً ويراجع الكتب التى يتم تدريسها للطلاب سطراً سطراً، حتى لا يكون فيها أى فكر يدعو إلى العنف أو التطرف، وأدعو لتقديم تحريات أمنية على الطلبة الذين يدخلون جامعة الأزهر كما يحدث فى الكلية الحربية وكلية الشرطة، فهى أولى بتلك التحريات حتى لا نأخذ «إخوان» داخل الكليات، لأن الفكر يبنى الإنسان ولا بد من استئصال هؤلاء المتطرفين من الجامعة وعدم السماح لآخرين بالدخول من خلال التحريات الأمنية.
هل من نصيحة لطلاب الجامعة؟
- أقول لهم، لا بد من المطالبة بحقكم فى النشاطات، ولا تسكتوا عنه أبداً، وإن لم تعطك الكلية حقك فاشكها للجامعة، وإن لم تعطك حقك، فعليك بالمشيخة، واطرقوا جميع المؤسسات لأخذ حقوقكم فى النشاطات وفى كل شىء، واسعوا لأدوار بارزة فى النشاطات الكشفية والعلمية والرياضية والثقافية، وأن تسعوا لتمثيل جامعة الأزهر فى جميع المنافسات، فهذه حقوقك وحقوق الجامعة عليك، فالجامعة التى لا يراها الطالب ولا تراه لا بد أن تغلق، فسر نجاحنا نحن الآن كقيادات جامعية هو الأنشطة التى انعكست علينا بالثقة فى النفس والشجاعة والقدرة على مواجهة جميع التحديات، فلا تفوق دراسى بلا تفوق فى مجال مواز كالرياضة أو المجال الكشفى أو الثقافى أو الاجتماعى، فهذه الأمور تخدم بعضها ولا تلهى عن الدراسة، وللأسف غياب الأنشطة واتحاد الطلاب سبب كل مشاكل الطلبة.