رحلة مؤتمرات الشباب: الجميع يتكلم.. والدولة تسمع
مؤتمر الشباب الوطنى الأول 2016
بعد أعوام وعقود من غياب الحوار بين الدولة وشبابها، جاءت فكرة مؤتمر الشباب تحت شعار «أبدع انطلق» لتؤكد تبنّى الدولة لفكر جديد فى إتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن آمالهم ومتطلباتهم، مما مثل حالة فريدة لم تشهدها مصر من قبل، حالة تعبِّر عن الحوار والشفافية بين الشباب والدولة، وبعد النجاح الكبير الذى حققته النسخة الأولى فى نوفمبر 2016، تحوَّلت الفكرة من مجرد حدث قد يكون عابراً إلى مؤسسة قائمة ومستمرة.
"الوطن" تستعرض محطات التجربة "الأولى من نوعها" خلال ٣ سنوات
وتحول الشباب من مستمع للحكومة إلى متحدثين أمام جميع مسئولى الدولة بداية من الرئيس نفسه، يطرحون أفكارهم ورؤيتهم فى مختلف القضايا والملفات بكل حرية وشفافية. ولم تقتصر المؤتمرات فقط على القضايا الاقتصادية أو السياسية فقط بل شملت أيضاً نواحى اجتماعية وإنسانية وثقافية، فكانت المؤتمرات ملتقى للحوار ومسرحاً للفنون والمواهب ومنصة لتتويج الشباب المتميزين والمبدعين والأبطال فى جميع المجالات وقطاعات الدولة.
وترصد «الوطن» رحلة قطار «مؤتمر الشباب» التى مرت بـ6 محطات، قبل أن تصل حالياً إلى محطتها السابعة التى تستضيفها العاصمة الإدارية الجديدة على مدار يومَى 30 و31 يوليو الجارى.
البداية 2016 من شرم الشيخ: ٣ آلاف شاب يجتمعون على مائدة حوار واحدة لأول مرة
هنا كانت البداية فى شرم الشيخ، مدينة السلام، حيث جاء مؤتمر الشباب الوطنى الأول فى نوفمبر 2016، بحضور 3000 شاب من مختلف محافظات الجمهورية، وشارك بالجلسات 487 متحدثاً خلال المؤتمر بينهم 330 شاباً، بإجمالى عدد جلسات 83 جلسة وورشة على مدار 120 ساعة عمل.
وكان المحور الاقتصادى على رأس قضايا أجندة المؤتمر، فشمل المحور الاقتصادى 15 جلسة وورشة عمل تحدث فيها 180 متحدثاً، بينهم 80 شاباً، بشأن المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتحديات التى تواجهها، ودورها فى القضاء على البطالة والبيروقراطية.
وشمل المحور السياسى 23 جلسة وورشة عمل بإجمالى 137 متحدثاً بينهم 121 شاباً، وكان أهم ما تمت مناقشته خلال تلك الجلسات هى منظومة المحليات وأهمية مشاركة الشباب فى الانتخابات المحلية القادمة، وذلك بجلسة المشاركة السياسية ودور الشباب ومفهوم المشاركة ومستوياتها والتحديات التى تواجهها، وجاءت أبرز التوصيات أهمية إنشاء هيئات مساعدة للوزراء من الشباب مع التأكيد على زيادة الدعم والوعى السياسى بكل السبل الممكنة.
وحول محور التعليم، فشهد المؤتمر الوطنى الأول للشباب 14 جلسة وورشة عمل شارك بها 95 متحدثاً بينهم 63 شاباً، وكان أهم ما تمت مناقشته خلال تلك الجلسات كيفية ربط منظومة التعليم بسوق العمل، ومفهوم التعليم المدمج وأدوات تطوير البحث العلمى.
وكان المحور الثقافى حاضراً بقوة أيضاً فى الانطلاقة الأولى لمؤتمرات الشباب، حيث شمل محور الثقافة 30 جلسة وورشة عمل بمشاركة 160 متحدثاً بينهم 112 شاباً، وناقش المتحدثون موضوعات متعلقة بالتراث المصرى والفنون والثقافة ودور الأدب والفن فى التنمية المجتمعية ومسرح المواهب، كما شهد المؤتمر استحداث جائزة الإبداع للشباب.
وفى الجلسة الختامية بالمؤتمر، أعلن الرئيس السيسى عدة قرارات استجابة لتوصيات الحضور، وهى: تشكيل لجنة وطنية من الشباب، تخضع للإشراف المباشر من قِبل رئاسة الجمهورية، تقوم على إجراء فحص شامل ومراجعة لموقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، ولم تصدر بحقهم أى أحكام، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية فى الدولة، مشيراً إلى التزام هذه اللجنة بتسليم تقريرها خلال 15 يوماً فقط، لاتخاذ ما يتناسب من إجراءات مع كل حالة. وتشكيل مركز وطنى لتدريب وتأهيل الكوادر الشبابية، من الناحية السياسية، والاقتصادية، والأمنية والاجتماعية، من خلال نظم ومناهج ثابتة ومستقرة، لضخ الكوادر الشابة فى المجتمع.
وعقد مؤتمر شهرى مع الشباب، يحضره عدد مناسب من الشباب بمختلف الفئات، يتم خلاله عرض ومراجعة التوصيات الصادرة عن المؤتمر الوطنى الأول للشباب، وما يستجد بعدها وصولاً إلى المؤتمر الوطنى الثانى، المقرر عقده فى نوفمبر 2017.
ودراسة مقترحات وتعديلات قانون التظاهر المقدمة من الشباب خلال المؤتمر، وإدراجها ضمن حزمة القوانين والتشريعات المقرر مناقشتها خلال دور الانعقاد الحالى لمجلس النواب، فضلاً عن عقد حوار مجتمعى شامل لإصلاح وتطهير منظومة التعليم، خلال شهر على الأكثر، بحضور جميع الخبراء والمتخصصين، مع وضع ورقة عمل لتصحيح مسار التعليم، وتقديمها فى المؤتمر الشهرى المقرر عقده فى ديسمبر المقبل.
ودعوة شباب الأحزاب والقوى السياسية لإعداد برامج وسياسات تسهم فى نشر ثقافة العمل التطوعى، ويكون من أولوياتها تبنى مبادرة القضاء على الامية بالمحافظات المصرية.
وتكليف الحكومة بالتنسيق مع مجلس النواب، لإصدار التشريعات المنظمة للإعلام، والانتهاء من تشكيل الهيئات والمجالس المنظمة لعمل الصحافة والإعلام، فضلاً عن التنسيق بين الحكومة مع أجهزة الدولة، والأزهر، والكنيسة المصرية، لعقد حوار مجتمعى موسع يضم الخبراء، والمثقفين، والمتخصصين، والشباب، لوضع ورقة عمل وطنية تشمل استراتيجية شاملة، لترسيخ القيم والمبادئ، الأخلاق لتصويب الخطاب الدينى.
النسخة الثانية تشهد الانتقال إلى اللامركزية.. والبداية من القاهرة
انطلقت تجربة مؤتمر الشباب، بعد نجاحها فى النسخة الأولى، من المركزية إلى اللامركزية، حيث انتقلت التجربة فى النسخة الثانية إلى المحافظات وبدأت تجمع شباب كل محافظة على مائدة حوار واحدة ليناقشوا أهم القضايا والمستجدات، سواء على المستوى العام أو المستوى المحلى للمحافظة، وكانت البداية من القاهرة فى ديسمبر 2016.
وتناول المؤتمر الذى عُقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، جلسات تتعلّق بالتعليم والبحث العلمى، والمشاركة السياسية، والهوية الثقافية، وتجديد الخطاب الدينى، والاقتصاد وريادة الأعمال، واستعرض العديد من تجارب النجاح فى مجالات مختلفة التى تمكنت من تحقيق أحلامها على أرض الواقع. كما شهد العديد من الفعاليات المهمة مثل الصالون الثقافى وصالون الإبداع الفنى ونموذج محاكاة الدولة المصرية، وأيضاً تطرق المجتمعون من الشباب والخبراء والمسئولين لمناقشة العديد من القضايا الملحَّة التى تعد بمثابة التحديات الرئيسية التى تواجه الدولة المصرية، سواء على مستوى قطاع البترول والوقود، أو الزيادة السكانية وتأثيرها على عملية التنمية، وكذلك مشكلة التعدى على الأراضى الزراعية، وعدم توافر قواعد البيانات الكافية على مستوى الجمهورية.
وانتهى مؤتمر القاهرة إلى 8 توصيات تنوعت بين القضايا السياسية والتعليمية والثقافية، وهى: مراجعة موقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، وتدشين مركز وطنى لتأهيل وتدريب الكوادر الشبابية، وعقد مؤتمر دورى لمتابعة تنفيذ التوصيات، ودراسة مقترحات قانون التظاهر، وعقد حوار مجتمعى شامل لتطوير وإصلاح التعليم، وإعداد برامج وسياسات لنشر ثقافة العمل التطوعى، وسرعة الانتهاء من التشريعات المنظمة للإعلام، وصياغة استراتيجية شاملة لترسيخ القيم والمبادئ.
سيناء ومدن القناة: ملف "التنمية الشاملة" على "طاولة الإسماعيلية"
فى أبريل 2017، وصلت رحلة مؤتمرات الشباب إلى محطة جديدة، حيث استضافت الإسماعيلية المؤتمر الضخم الذى ضم 1200 شاب وشابة من مختلف الفئات العمرية يمثلون إقليم القناة، حيث محافظات: السويس وبورسعيد والإسماعيلية، علاوة على شباب من محافظتىّ شمال وجنوب سيناء، وبعض من شباب المحافظات الأخرى، بالإضافة إلى 100 شاب ممثلين لوزارة التعليم العالى و100 شاب ممثلين لوزارة الشباب والرياضة، وشباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة وعدد من شباب الأحزاب السياسية، بحضور عدد من الوزراء وعدد من السادة نواب البرلمان، وبعض رؤساء الأحزاب ورؤساء النقابات المهنية وعدد من الشخصيات العامة.
وناقش المؤتمر من خلال الجلسات المختلفة عدداً من الموضوعات التى تهم المواطن المصرى، والتى يغلب عليها الطابع الاقتصادى والتنموى، ومن ضمنها: محاور التنمية الشاملة، وخطط مواجهة ارتفاع أسعار السلع، وجهود الدولة لرعاية المواطن صحياً واجتماعياً، وآفاق التنمية المستدامة فى قطاعى البترول والكهرباء.
وشهد مؤتمر الإسماعيلية عقد نموذج محاكاة الدولة المصرية، الذى قام به بعض شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، وناقشوا من خلاله بعض التحديات التى تواجه الدولة المصرية والفرص المتاحة أمامها من خلال طرح بعض الخطط والحلول لمواجهة هذه التحديات ومناقشتها مع السادة المسئولين.
وجاءت أهم توصيات مؤتمر الإسماعيلية، كالتالى: إعلان عام 2018 عاماً لذوى الإعاقة، وتكوين مجموعات رقابة داخلية لأجهزة ومؤسسات الدولة من الشباب، وإطلاق مبادرة لتجميل الميادين وتقنين أوضاع المشروعات الشبابية المتنقلة التى تواجه صعوبة فى استخراج التراخيص، وتشكيل مجموعة للتحفيز والمتابعة من شباب هيئة الرقابة الإدارية الذين قاموا بعرض محاكاة الاقتصاد المصرى ومجموعة مقابلة لها من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة. وتعرضت التوصيات إلى بعض النقاط الاقتصادية، فوجهت بدراسة تطوير المجلس الأعلى للاستثمار وتحويله إلى المجلس الأعلى للاستثمار والتصدير، وتفعيل دور المجلس الأعلى للمدفوعات لدمج الاقتصاد غير الرسمى، وميكنة المنظومة السيادية مثل الجمارك والضرائب للحد من التسرب المالى، إضافة إلى البدء فى إجراءات إنشاء المجلس الأعلى لقواعد البيانات برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى.
الصعيد على رأس الأولويات فى أسوان: "عاصمة الشمس" تجمع الشباب والفتيات لمناقشة تنمية الجنوب
فى يناير 2017، توجَّه قطار مؤتمرات الشباب إلى «عاصمة الشمس»، حيث عُقد المؤتمر الدورى للشباب فى مدينة أسوان تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبمشاركة نحو ١٣٠٠ شاب وفتاة من محافظات الصعيد، وتكوَّن المؤتمر من 9 جلسات عامة، وحضره عدد كبير من نواب الصعيد ورؤساء الجامعات ومحافظى الصعيد. وقد تمت مناقشة عدد كبير من القضايا إلى جانب عرض عدد من المبادرات الخاصة بالصحة والتعليم وتنمية السياحة تمهيداً لإطلاقها فى الصعيد، وبالإضافة إلى ذلك تمت مناقشة المشاركة السياسية وانتخابات المحليات فى الصعيد.
وشهد المؤتمر عقد عدة جلسات تناولت الموضوعات التالية: تحديات الصعيد وآفاق التنمية، ومبادرة الصناعات الصغيرة والمتوسطة للصعيد، والمشاركة السياسية وانتخابات المحليات فى الصعيد، وعرض مجموعة من المبادرات الشبابية، والزراعة والثروة السمكية فى الصعيد وتنمية الاستثمارات فى الصعيد.
وقام الرئيس بتكريم ثمانية من شباب الصعيد المتفوقين والمتميزين فى عدد من المجالات، وأعلن الرئيس عن مساهمة صندوق تحيا مصر بـ20 حضّانة فى مشروع الحضانات الذى تنفذه إحدى الجمعيات الخيرية التى يديرها شاب من الشباب المكرمين، فضلاً عن دعم إنشاء مركز لصيانة السيارات لإحدى الشابات المكرمات، كما دعا أحد الشباب المكرمين الذى يسعى إلى إنشاء جامعة خاصة بالصعيد إلى الدخول فى توأمة مع إحدى الجامعات العالمية المرموقة من أجل ضمان تقديم خدمة تعليمية متميزة.
وانتهى مؤتمر أسوان بالعديد من التوصيات المتنوعة، وجاء على رأسها إنشاء الهيئة العليا لتنمية جنوب مصر، والتى تهدف إلى الارتقاء بالخدمات العامة وتوفير فرص عمل والعناية بآثار النوبة، باستثمارات تصل إلى 5 مليارات جنيه خلال الخمس سنوات القادمة.
كما شملت التوصيات إنهاء جميع المشروعات التنموية بمنطقة نصر النوبة ووادى كركر، وتخصيص مبلغ 320 مليون جنيه للانتهاء من تلك المشروعات قبل نهاية يونيو 2018، وإطلاق مشروع قومى لإنشاء مناطق صناعية متكاملة للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتبدأ المرحلة الأولى منه بإنشاء 200 مصنع صغير بكل محافظة من محافظات الصعيد خلال الستة شهور القادمة.
وأكدت التوصيات أيضاً ضرورة استمرار العمل فى توسيع نطاق إجراءات الحماية الاجتماعية من خلال تطوير برنامج تكافل وكرامة، ليتضمن برامج تشغيل لأبناء الأسر التى يشملها البرنامج من خلال إطلاق مشروعات كثيفة العمالة، وزيادة الجهود الموجهة لتحسين مستوى جودة الحياة بالصعيد من خلال العمل على استمرار تكثيف الجهود فى مجالات الصحة والتعليم والنقل والإسكان.
وأشارت التوصيات إلى أهمية الإسراع فى تنفيذ مشروع المثلث الذهبى قنا - سفاجا - القصير على خمس مراحل متتالية، والذى يهدف إلى إنشاء مناطق للصناعات التعدينية ومناطق سياحية عالمية، وطالبت بتحويل أسوان إلى عاصمة للاقتصاد والثقافة الأفريقية والاحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف معبد أبوسمبل للترويج السياحى لمصر وإقامة احتفالية كبرى لهذه الذكرى.
"الإصلاح الاقتصادى وصناعة الدولة الفاشلة" على مائدة الحوار بالإسكندرية
ومن الإسكندرية انتقلت الرحلة إلى محافظة جديدة وقطاع جديد، حيث استضافت عروس البحر الأبيض المتوسط المؤتمر الوطنى الدورى للشباب فى يوليو 2017، وناقش المؤتمر موضوعين فى غاية الأهمية، وهما: «الإصلاح الاقتصادى» و«صناعة الدولة الفاشلة»، وهو المفهوم الجديد الذى أثار انتباه الكثيرين، واتفق الحضور على أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين هذين الموضوعين، وحذروا من محاولات هدم الدولة المصرية وإدخالها فى حلقة مفرغة من المشكلات، على غرار بعض البلدان الأخرى بالمنطقة.
وشملت توصيات مؤتمر الإسكندرية عدداً من النقاط المرتبطة بالموضوعين الرئيسيين للمؤتمر، وشهدت التوصيات تأكيد دعم الدولة الكامل لمقترح تنظيم منتدى حوار شباب العالم، الذى دعا إليه شباب مصر خلال المؤتمر ولقى ترحيباً واسعاً، وأعلن الرئيس السيسى دعوته ملوك وأمراء ورؤساء وزعماء الدول الشقيقة والصديقة لحضور المنتدى، ومشاركة شبابنا الواعد حلمهم فى تكامل الحضارات والنقاش الجاد من أجل صياغة رسالة سلام ومحبة. وشملت التوصيات بعض النقاط المتعلقة بالإسكندرية نفسها، من بينها تكثيف جهود الحكومة والدولة فى إحداث التطوير اللازم لمحافظة الإسكندرية.
كما شملت التوصيات إنشاء بورصة زراعية على مساحة 57 فداناً فى منطقة مديرية التحرير بوادى النطرون والانتهاء من المشروع خلال عام واحد فقط، والبدء الفورى فى استكمال الدراسات التنفيذية لمشروع تنمية غرب مصر، تمهيداً لوضع المشروع حيز التنفيذ متضمناً المناطق اللوجيستية والاستثمارية والتجمعات العمرانية، والبدء الفورى فى طرح أراضى المنطقة الاستثمارية بمساحة 10 آلاف فدان فى مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، بامتداد 25كم على الساحل قبل نهاية هذا العام، وبما يتيح حوالى 250 ألف فرصة عمل عند اكتمال هذا المشروع.
الشباب يطرح رؤيته لـ"4 سنوات قادمة" فى القاهرة
عاد قطار مؤتمر الشباب إلى العاصمة من جديد فى مايو 2018، والذى ركز على مناقشة وبحث عدد من القضايا السياسية والإفراج عن المحبوسين وتعديل بعض القوانين ذات الصلة بالعمل العام الحقوقى والسياسى، ومناقشة أوضاع المجتمع المدنى فى مصر، فضلاً عن طرح رؤية شبابية للدولة المصرية فى السنوات المقبلة.
وجاءت الجلسة الرئيسية بالمؤتمر تحت عنوان «تحليل المشهد السياسى فى مصر»، وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال إحدى جلسات المؤتمر أنه ليس هناك أى تدخل فى عمل لجنة العفو الرئاسى ولكن يتم التصديق فقط على الحكم النهائى الصادر وفقاً لتوصيات تلك اللجنة، لافتاً إلى أنه عقب انتهاء اللجنة من بحث حالة مجموعة محددة من الشباب تبدأ فى دراسة مجموعة أخرى، كما أعلن الإفراج عن أكثر من 300 شخص على هامش الجلسة نفسها.
وقام مجموعة من شباب البرنامج الرئاسى بتقديم عرض عن مراحل تطور الحياة السياسية والحزبية فى مصر، كما تضمنت الجلسة عرض مقترحات مجموعة من شباب الأحزاب المشاركين فى الجلسة مثل: أهمية إطلاق مدرسة الكادر السياسى.
وشملت التوصيات ضرورة وضع استراتيجية للتواصل بين الأحزاب والأجهزة التنفيذية من أجل المشاركة فى نظر مشاكل المجتمع، وتعديل القوانين الخاصة بالأحزاب السياسية فى مصر، وإعادة قيمة الهوية الوطنية للمصريين، وذلك بالشراكة مع الهيئات المعنية والمجتمع المدنى.
ودعت التوصيات إلى أهمية إعداد وثيقة عمل للتعامل مع ملف الحريات وقضايا الرأى العام، وإنشاء المجلس الوطنى للشباب والمسئول عن صياغة القرارات الخاصة بالشباب.
وجاءت الجلسة الثانية بعنوان «الرؤية الشبابية للدولة المصرية للأربع سنوات القادمة»، التى شملت أيضاً عرض مقارنة بين أوضاع الاقتصاد العالمى والمحلى، كما تعرضت الجلسة إلى دراسة تحديات المشروعات المتوسطة والصغيرة وكيفية التغلب عليها.
وشهد المؤتمر إعلان جلسة «اسأل الرئيس»، كجلسة ثابتة فى جميع مؤتمرات الشباب.
إطلاق "المشروع القومى للتعليم" من حرم الجامعة
تحت قبة جامعة القاهرة، لأول مرة، انطلقت من جديد فعاليات المؤتمر الوطنى الدورى للشباب على مدار يومى 28 و29 من يوليو الماضى، وهو المؤتمر الأول منذ بدء فترة الولاية الثانية للرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد إجراء الانتخابات الرئاسية فى مارس من العام نفسه.
ولأول مرة، شهد المؤتمر الوطنى للشباب حضور هذا العدد من المدعوين، حيث وصل عدد المشاركين فى هذا المؤتمر إلى نحو 3000 مدعو، وهو ما جعله المؤتمر الوطنى الأكبر من حيث عدد الحضور، منذ النسخة الأولى التى عقدت فى شرم الشيخ لأول مرة.
وعلى مدار يومى المؤتمر، شهدت جلساته أبرز القضايا والموضوعات المُلحة على أجندة الدولة المصرية، حيث شهد اليوم الأول جلستى: «استراتيجية بناء الإنسان المصرى» و«استراتيجية تطوير التعليم»، وناقشت جلسة «بناء الإنسان المصرى» جهود الدولة بمختلف قطاعاتها فى هذا الصدد، مع عرض لرؤية الشباب لكيفية بناء الإنسان المصرى مجتمعياً وثقافياً وصحياً ورياضياً وتعليمياً، أما خلال جلسة «استراتيجية تطوير التعليم»، فقد تم شرح رؤية الدولة لتطبيق منظومة التعليم الجديدة.
وفى اليوم الثانى والأخير من أيام المؤتمر، تمت مناقشة سُبل «تطوير منظومة التأمين الصحى» فى إحدى الجلسات، كما تم استعراض «المشروع القومى للبنية المعلوماتية للدولة المصرية».
وجاءت مبادرة «اسأل الرئيس» فى ختام جلسات المؤتمر، والتى شهدت هذه المرة حضوراً فعّالاً وقوياً للشباب، خاصةً شباب الجامعات المصرية، وشهدت المبادرة نشاطاً مُكثّفاً تلك المرة، تمثّل فى وصول عدد زوّار الموقع إلى أكثر من 2 مليون زائر، كما وصلت عدد المشاركات بالاستفسارات والأسئلة إلى أكثر من 77 ألف سؤال. كما تخلّل المؤتمر عروض تقديمية مختلفة، وكذلك تمت إقامة عروض فنية قدّمها الشباب، ومع ختام المؤتمر، قام الرئيس بتكريم بعض النماذج المتميّزة من شباب الجامعات، كما أعلن توصيات مؤتمر جامعة القاهرة، والتى جاء على رأسها إعلان 2019 عاماً للتعليم، وإطلاق المشروع القومى للتعليم، وتخصيص 20% من المنح الدراسية لكوادر التعليم لمدة 10 سنوات، وإنشاء مركز لتدريب المعلمين وفق أحدث المعايير الدولية.