انطلاق مبادرة حياة كريمة لمكافحة الفقر بمؤتمر الشباب: 756 ألف أسرة مستفيدة بالمرحلة الأولى
المبادرات أفادت العديد من المواطنين
«فى مستهل عام ميلادى جديد.. تأملت العام الماضى باحثاً عن البطل الحقيقى لأمتنا، فوجدت أن المواطن المصرى هو البطل الحقيقى، فهو الذى خاض معركتى البقاء والبناء ببسالة، وقدم التضحيات متجرداً، وتحمل كلفة الإصلاحات الاقتصادية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. لذلك فإننى أوجه الدعوة لمؤسسات وأجهزة الدولة، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى، لتوحيد الجهود بينها والتنسيق المشترك لاستنهاض عزيمة أمتنا العريقة، شباباً وشيوخاً، رجالاً ونساء، وبرعايتى المباشرة.. لإطلاق مبادرة وطنية على مستوى الدولة، لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً»، دعوة أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، مع بداية العام الحالى، وجدت طريقها سريعاً إلى كل مركز وقرية ونجع فى مصر، من الواقعة تحت خط الفقر، عبر «خلية عمل» شملت مئات من الشباب المتطوعين، إضافة إلى تضافر جهود أجهزة ومؤسسات الدولة، وبعد 7 أشهر من العمل والتجهيز وإعداد البيانات وتقديم الخدمات، جاء موعد إطلاق المؤتمر الأول للمبادرة فى ثانى أيام المؤتمر الوطنى السابع للشباب، اليوم، والذى تستضيفه العاصمة الإدارية على مدار يومى 30 و31 يوليو.
«حياة كريمة»، ليست مجرد مبادرة مجتمعية لتوجيه رئاسى، لكنها بمثابة استراتيجية للدولة تهدف للقضاء على الفقر فى القرى الكثر احتياجاً، عبر توحيد جهود الدولة مع القطاع الخاص والمجتمع المدنى فى ملف مكافحة الفقر، وذلك للتخفيف عن كاهل المواطنين بالمجتمعات الأكثر احتياجاً فى الريف والمناطق العشوائية فى الحضر، لتوفير حياة كريمة للمواطن والارتقاء بمستوى وجودة معيشته.
١٠٠٠ متطوع يعملون دون مقابل
وضمّت المبادرة من الشباب نحو ١٠٠٠ متطوع، يعملون دون مقابل فى مختلف محافظات مصر، وتم تقسيم عمل المبادرة إلى ٣ مراحل، وفق تصنيف القرى الأكثر احتياجاً، بناءً على البيانات القومية للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وتضم المرحلة الأولى القرى التى تصل نسبة الفقر بها 70% أو أكثر، وهى القرى الأكثر فقراً والأكثر تعرّضاً للتطرّف والإرهاب الفكرى، حسب الحملة، بإجمالى عدد أسر 756 ألف أسرة، أى ما يقارب نحو 3 ملايين فرد. وتضم المرحلة الثانية القرى التى تتراوح نسبة الفقر فيها من 50٪ إلى 70٪، وهى القرى الفقيرة التى تحتاج إلى تدخل، لكنها أقل خطراً، أما المرحلة الثالثة فتشمل القرى التى تقل نسبة الفقر بها عن 50٪، وهى القرى التى تواجه تحديات أقل لتجاوز الفقر.
وتقدم مبادرة «حياة كريمة» عدة خدمات مباشرة وغير مباشرة فى خطتها للقضاء على الفقر، وتتنوع صور التدخلات التى تقوم بها المبادرة بين إصلاح البنية التحتية، وتوفير سكن كريم، وبناء أسقف ورفع كفاءة منازل، ومد وصلات مياه ووصلات صرف صحى، والتدريب والتشغيل من خلال مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر وتفعيل دور التعاونيات الإنتاجية فى القرى، وتجهيز منازل الزوجية وعقد أفراح جماعية، وإنشاء حضانات منزلية لترشيد وقت الأمهات فى الدور الإنتاجى وكسوة أطفال، وتقديم كشوفات طبية وعمليات جراحية وتوفير علاج وأجهزة طبية تعويضية، مثل سماعات ونظارات وكراسى متحركة وعكازات، كما تتضمّن المبادرة توزيع مواد غذائية مدعمة وسلات طعام للأسر الفقيرة، وجمع مخلفات القمامة مع بحث سُبل تدويرها.
المبادرة ٣ مراحل.. و"إصلاح البنية التحتية وإقامة مشروعات صغيرة وتقديم خدمات صحية وتعليمية" أهم محاورها
وحدّدت المبادرة 4 أهداف تسعى لتحقيقها، وهى: الارتقاء بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى والبيئى للأسر الأكثر احتياجاً فى القرى الفقيرة، وتمكينها من الحصول على كل الخدمات الأساسية وتوفير فرص عمل وتعظيم قدراتها الإنتاجية، بما يسهم فى تحقيق حياة كريمة لهم، وتنظيم صفوف المجتمع المدنى وتعزيز التعاون بينه وبين كل مؤسسات الدولة، والتركيز على بناء الإنسان والاستثمار فى البشر، وتشجيع مشاركة المجتمعات المحلية فى بناء الإنسان وإعلاء قيمة الوطن. كما حدّدت المبادرة عدة محاور للاستراتيجية التى تقوم عليها، وهى: تضافر جهود الدولة مع خبرة مؤسسات المجتمع المدنى وشركاء التنمية من المؤسسات والمنظمات الدولية، لدعم المجتمعات المحلية فى إحداث التحسّن النوعى فى معيشة المواطنين المستهدفين ومجتمعاتهم على حدٍّ سواء، وتعزيز الحماية الاجتماعية لجميع المواطنين، وتوزيع مكاسب التنمية بشكل عادل، وتوفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم ولمجتمعاتهم المحلية.
وأكدت المبادرة فى استراتيجيتها أهمية الشفافية فى تداول المعلومات، والنزاهة فى أداء الخدمة لمستحقيها، والثقة المتبادلة بين الحكومة والمجتمع المدنى والمجتمع المحلى، والالتزام والتعهد لكل شريك للقيام بدوره وفق منهجية العمل ومعايير الخدمات، والتوازن بين تقديم التدخلات الخدمية والتدخلات التنموية والإنتاجية، كما شدّدت المبادرة على ضرورة بث وتحفيز روح التطوع ومشاركة المجتمع المحلى، والاعتماد على اللامركزية عن طريق تفويض السلطة وإتاحة قدر أكبر من المرونة، وتقريب المسافة بين مستويات اتخاذ القرار.
ووضعت المبادرة عدداً من المعايير الأساسية للفقر فى القرى المستهدفة، وهى: ضعف الخدمات الأساسية والبنية التحتية من شبكات المياه والصرف الصحى وشبكات الطرق، وانخفاض نسبة التعليم، وارتفاع كثافة فصول المدارس، والاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد احتياجات الرعاية الصحية، وارتفاع نسبة فقر الأسر القاطنة فى تلك القرى.
٦ فئات تستهدفها المبادرة الرئاسية منها الأسر الأكثر فقراً.. العاطلون عن العمل.. ذوو الاحتياجات الخاصة
وحول الفئات المستهدفة، حدّدت المبادرة ٦ فئات متنوعة، هى: الأسر الفقيرة فى القرى المستهدفة، والشباب العاطل عن العمل، والأيتام، والنساء المعيلات، والأطفال، والأشخاص ذوو الإعاقة.
وضمّت أجندة فعاليات المؤتمر السابع للشباب بالعاصمة الإدارية، العديد من الجلسات التى تناقش قضايا متنوعة على مدار اليومين، وبدأت فعاليات اليوم الأول بالجلسة الافتتاحية فى الخامسة مساء، وبدأت فى السادسة والنصف الجلسة الأولى من نموذج محاكاة الدولة المصرية، ثم الجلسة الثانية من نموذج المحاكاة نفسه، بعد استراحة قصيرة.
وتبدأ فعاليات اليوم الثانى للمؤتمر، بحفل تخريج الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة APLP، بقاعة المسرح فى الحادية عشرة صباحاً، ثم يعقد المؤتمر الأول لمبادرة حياة كريمة كثانى فعاليات اليوم.
وفى السادسة من مساء اليوم الثانى من المؤتمر، تبدأ جلسة «اسأل الرئيس» إحدى الجلسات الرئيسية فى مؤتمرات الشباب، وتستمر ساعتين، وصولاً إلى الجلسة الختامية للمؤتمر، التى تبدأ فى التاسعة مساءً، وتشهد التوصيات الختامية للمؤتمر.
ويشارك فى المؤتمر 1500 شاب تتنوع فئاتهم، لتمثل كل فئات الشباب المصرى الذى يمثل ما يقرب من 60٪ من قوام المجتمع، حيث يشارك فى المؤتمر ممثلون لكل من: شباب الجامعات، وشباب الأحزاب، وشباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، وشباب من المبدعين والمبتكرين، فضلاً عن قطاع واسع من الشباب الذين تم اختيارهم من خلال التسجيل المباشر عبر الموقع الإلكترونى.