خريجو أول دفعة من "شباب إفريقيا للقيادة" لـ"الوطن": نسعى لبناء القارة
أصبحوا مؤهلين لحمل عبء القيادة على عاتقهم وتطوير بلادهم
الرئيس السيسي يكرم الدفعة الأولى من خريجي البرنامج الرئاسي لتدريب الشباب الأفريقي
100 شاب من مختلف أنحاء القارة الأفريقية، وقفوا على مسرح المؤتمر الوطني للشباب السابع على أرض العاصمة الإدارية، ليتلقوا التكريم من الرئيس عبد الفتاح السيسي، احتفالا بتخرج الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسي لتدريب الشباب الأفريقي على القيادة APlP، والذي استمر لمدة شهر عاشه هؤلاء الشباب داخل الأكاديمية الوطنية للتدريب، أصبحوا بعده مؤهلين لحمل عبء القيادة على عاتقهم، آملين في استخدام ما تعلموه والاستفادة منه بعد العودة لبلادهم.
الغيني فيجيني كاني، وصف دقائق التكريم قائلا: "لحظات شعرت خلالها بالفخر والتقدير من رئيس الجمهورية المصرية"، مؤكدًا في حديثه لـ"الوطن" أنه تقدم من غينيا فور سماعه عن مبادرة الرئيس بإطلاق البرنامج، وبعد مرور فترة الدراسة بالبرنامج، التي استغرقت شهرا كاملا، وجد الشاب العشريني استفادة كبيرة في الالتحاق بهذا التدريب تمثلت في تبادل الثقافات بين شباب البلدان المشاركة، والتعمق ومعرفة المزيد عن الثقافة المصري وتكوين صداقات وعلاقات قوية بينهم البعض، حسب تعبيره.
الغيني كاني: البرنامج خطوة للنهوض بقارتنا
تدريبات مختلفة تنوعت بين دراسة المهارات القيادية، والتعرف على أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، ومفهوم السياحة الخضراء، وحسب فيجيني، فقد التحق خصيصا بهذا البرنامج لإيمانه بأهمية تطوير الشباب "لنتمكن من بناء إفريقيا كما نريد".
وكانت المرة الأولى، التي يأتي فيها إلى مصر خلال فعاليات منتدى الشباب العربي الأفريقي في أسوان، وخلال فترة دراسته بالبرنامج زار العديد من الأماكن السياحية والمعالم المهمة في مصر منها الأهرامات وقصر محمد علي ومكتبة الإسكندرية وقناة السويس، "في كل مرة نتعرف أكثر على ثقافة مصر وحضارتها"، حسب تعبيره.
درس الشاب الغيني شهادة البكالوريوس في الصحافة، وحصل على دبلوم في إدارة تكنولوجيا المعلومات، إلى جانب دراسته لإدارة المشاريع والشبكات والأجهزة وتصميم الموقع، ومن أجل ذلك تقدم للالتحاق بالبرنامج الرئاسي لتدريب وتأهيل الشباب الأفريقي، ويؤكد: "وجدت فيه خطوة لتأهيلنا جيدا على القيادة والنهوض بقارتنا على الشكل الذي نحلم به جميعا".
"نتعرف على التقدم والسلام"، هذا ما جاء على لسان روان طه، مصرية الجنسية، عند ظهورها في الفيلم الذي عرض خلال حفل تخريج الدفعة الأولى طلاب البرنامج الرئاسي، فحسب حديثها لـ"الوطن" وجدت أن "فرصة رائعة أن نتعامل مع أشخاص بخلفيات ثقافية واجتماعية مختلفة"، حيث أتاح لها التعامل مع أشخاص من 29 جنسية مختلفة، بين محاضرات أكاديمية وعملية وأنشطة ورحلات تثقيفة عملت على تعزيز ارتباط الثقافات وتكامل النسيج المصري الأفريقي.
روان طه: البرنامج يساعد على تكامل النسيج المصري الأفريقي
روان طه، طبيبة أسنان وحاصلة على ماجستير الصحة العامة من إنجلترا وتعمل كباحث في إحدى الجامعات المصرية، التحقت بالبرنامج الرئاسي، مارس الماضي، بعد أن رشحه لها أحد أصدقائها وبعد أن شاهدت بنفسها التغيرات التي أحدثها فيه التحاقه البرنامج الثقافي، لتأمل من ذلك أن تتمكن من العمل كدبلوماسية للصحة في الاتحاد الأفريقي.
"حفل التخرج ماكنتش أتخيل إنه يطلع حلو كدة ووجودنا في مؤتمر الشباب بحضور الرئيس كان أفضل تكريم لنا"، هكذا عبرت روان عن سعادتها بوجودها بعد أسابيع عدة من العمل المكثف والمستمر ضمن الشباب الحاضر للمؤتمر المنعقد الآن في العاصمة الإدارية الجديدة، مضيفة: "ببساطة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب الأفريقي كان رائعا.. أنا فخورة بكوني جزء منه".
"كان البرنامج متنوعا وتطرق لكل ما يهم أبناء القارة"، وفقا لما قاله جون يوهانسون، مهندس تعدين وباحث بمجالات تغير الطقس والبيئة، من جنوب السودان، في حديثه لـ"الوطن"، والذي روى أن البرنامج، على تنوعه، أعطى تركيز كبير على المهارات القيادية، وأهم عناصر أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، إضافة إلى ورش العمل التي هدفت إلى تعليم المتدربين مهارات التفاوض والنقاش الفعال.
كما تضمنت حلقات الدرس معلومات عن الثروات الطبيعية التي تعد ميراثا فطريا لأبناء القارة السمراء، وأعطى كل متدرب الأدوات التي يحتاجها ليصبح صانع تغيير في مجتمعه، بحسب "جوهانسون".
لفت القائمون على البرنامج إلى أن الكثير من دول أفريقيا، لا تزال تعاني من صراعات، حيث شارك الطلاب في نماذج محاكاة حول عملية إعادة البناء، لتدريب عقولهم على كيفية مواجهة التحديات والعمل على حلها ووضع سياسة للبناء والتنمية، كما جمع شباب أفريقيا حول مائدة واحدة، لمعرفة المشكلات ودراسة آليات حلها حيث تعد هذه الأداة الوحيدة لتحقيق التنمية المستدامة بأفريقيا وهو ما ساعد تحقيقه، عدم محدودية البرنامج بقاعات المحاضرات وتضمنه لجلسات تفاعلية، وفقا لـ"يوهانس".
"فسحة وتعليم"، هكذا وصف "يوهانس"، وسائل الترفيه التي وفرها البرنامج، حيث استمتع بعرض الصوت والضوء بأهرامات الجيزة كما رأي فيها عظم حضارة المصريين، وشعر في مكتبة الإسكندرية أنه في حضن التاريخ ورواته.
واعتبر زيارة قناة السويس رحلة علمية في المقام الأول حيث اكتسب معلومات أكثر من التي توفرها له متابعة الأخبار، فتعلموا هناك أكثر عن الاستثمار والمنطقة الاقتصادية بالقناة، "منحنا البرنامج شجاعة العودة لأوطاننا وتشجيع حكوماتها لتتعاون مع سائر دول القارة لتحقيق التنمية".
يوهانسون: أتشوق للعودة لبلادي لأحكي لأصدقائي عن البرنامج "الثري"
"سيساعدني كل ما تعلمت في حياتي وعملي"، وفقا لـ"يوهانس"، حيث إنه يعمل، إلى جانب دراسته، في شركة لتأهيل الشباب على خلق فرص عمل في القطاع الزراعي وتوفير مصدر رزق، فسيساعده ما تعلمه في التدريب على تأهيل الشباب على اعتناق مبادئ الإصلاح والتنمية المستدامة.
وبنهاية البرنامج يتمنى "يوهانس" أن تكون الدفعات القادمة أكثر تنوعا من حيث الجنسيات المشاركة ما يجعل التأثير يمتد لكل بقعة في القارة ويصبح تأثيرا طويل المدى.
كما ينتظر العودة إلى وطنه لرؤية أصدقائه بجنوب السودان ليحكي لهم عن البرنامج "الثري" ويشجعهم على المشاركة، بخاصة وهو يرى أن جنوب السودان يحتاج لتحميل عقول شبابها بأفكار التنمية والاستثمار.