وحدة "طب الكويت".. نظام تعقيم بتقنية ممتازة.. وملف للتاريخ المرضى لكل حالة
«رشا» تشير إلى أجهزة المستشفى
بعد أن أرهقها الإعياء من البحث عن علاج لطفلتها، التى تشكو دائماً من آلام المعدة، قررت منى محمد، ٣٥ سنة، ربة منزل، أن تذهب إلى الوحدة القريبة من محل إقامتها بمنطقة شرق بورسعيد: «ماكنتش عارفة البنت مالها، ليل نهار على صرخة واحدة، ومفيش فلوس أروح بيها لدكتور خصوصى، فكنت سلمت أمرى لله، وقلت هتخف لوحدها، وبدأت أديها شوية ينسون، على أمل إن ربنا يعفو عنها، بس بعد أسبوع من تعبها وصراخها، الجيران قالوا لى ما تروّحى تسجلى فى وحدة الكويت، يمكن تلاقى علاجها هناك، سمعنا إن العلاج ببلاش والخدمة ممتازة».
تهلل قلب «منى» فرحاً، فبعد أن كانت قد فقدت الأمل نهائياً فى علاج صغيرتها، فتحت لها نافذة أمل، رسمت لها أحلاماً وردية، فهى الأم التى تبحث عن دواء لداء ابنتها، وقلة حيلتها جعلتها تنتظر بارقة أمل، حيث إنها لا تملك مالاً يكفى لإدخال طفلتها أحد المستشفيات الخاصة: «جيت طبعاً من غير تفكير، ومعايا العيال وجوزى وكلنا سجلنا، لإنى عرفت هنا إن التسجيل بيكون لكل الأسرة مش لفرد زى زمان»، وتابعت الأم: «كل حاجة موجودة هنا، ولما جيت هنا عرفت إن علاج بنتى لو مش موجود هنا، هتحول بيها من خلال واحد مسئول عن التواصل مع المستشفيات التانية، زمان لو كانت الحالة ملهاش علاج فى الوحدة مكنش حد بيحولها، كانوا بيقولوا روحوا المستشفى العام وخلاص من غير جواب تحويل، لكن دلوقتى كل البيانات موجودة فى الوحدة وبتبعتها للمستشفى بعد كده، وبنلف لفتنا ونرجع تانى للوحدة، ودى حاجة كويسة جداً، على الأقل الواحد هيبقى عارف هو عنده إيه، ولو راح لدكتور تانى هيبدأ معاه من آخر حاجة مش زى ما كان بيحصل قبل كده، لما نروح نكشف تانى، كانت الحالة بتتشخص مرة تانية وممكن التشخيص ده يختلف عن اللى قبله، وده كان بيسبب مشاكل كتير لنا».
مبنى كبير يقع على شارع أسوان الرئيسى بمنطقة شرق بورسعيد.. أفراد أمن منتشرون أمام البوابات، فلا أحد يمكنه الدخول إلا بعد التدقيق الأمنى.. الطابق الأرضى من الوحدة مكون من وحدة فرز وتسليم الآلات وبها يتم فصل الآلات وتعقيمها، حيث تدخل الأجزاء المستعملة فى غرفة مساحتها نحو ٩ أمتار، ثم بعد ذلك يتم تعقيمها وإخراجها إلى غرفة أخرى من خلال نافذة صغيرة، حتى تبتعد الأدوات الملوثة عن النظيفة، بعد هذه الغرفة توجد غرفة الغسيل التابعة للوحدة، وتتكون من أربع غسالات أوتوماتيكية، جميعها تعمل تحت إشراف إحدى العاملات المنوط بهن متابعتها بشكل دورى، بجوار كل غسالة يوجد رقم تعريفى خاص بها، بالإضافة إلى كتابة تاريخ آخر عملية صيانة تمت لها وموعد صيانتها القادم وتاريخ التشغيل.
لم تقتصر غرفة المغسلة على وجود غسالات فقط، بل يوجد بها صندوق نفايات وحوض للغسيل مزود ببعض المنظفات، وأعلاه سخان كهربائى، كما توجد حجرة خاصة بالنفايات تتكون من ٦ صناديق قمامة كبيرة، وداخلها أكياس بلاستيكية لعزل المواد الخطرة عن جدران الصندوق حتى يعاد استخدامه مرة أخرى، وعلى كل صندوق من هذه الصناديق توجد لافتة صغيرة مدون عليها نوع المواد الواجب وضعها فى هذا الصندوق، فالبعض منها مخصص للمواد الخطرة كالسرنجات، وأخرى للقطن والشاش، على أن تخرج هذه النفايات من باب خلفى مخصص لها، عكس ما كان يحدث سابقاً من حيث خروج النفايات من داخل الوحدة الطبية مروراً بوحدات التعقيم والغسيل حتى الخروج من باب الوحدة الرئيسى.. ليس هذا فحسب، بل شمل التطوير أيضاً تحديث النظام الخاص بمكافحة الحريق، وذلك من خلال إدخال أنظمة جديدة وظيفتها التنبيه فى حال حدوث ما يشير إلى وجود حريق فى أحد الأماكن، متصل بطريقة أوتوماتيكية بخزان مياه ومضخات معدة خصيصاً للطوارئ، وإلى جانب الأنظمة الخاصة بالأمان توجد عدة وسائل تتعلق بحماية الأدوات، حيث يتم من خلالها معرفة الآلية التى تعمل بها كل آلة داخل الوحدة، وموعد صيانتها الدورية، كل هذا يتم من خلال مهندس مكلف بمتابعة الصيانة الدورية للوحدة بشكل عام.
المبنى المكون من طابقين لا توجد به غرفة واحدة دون تكييف أو منافذ جيدة للتهوية، أرضيات الوحدة جميعها تغسل وتنظف بشكل دورى يومياً، حيث لا توجد بقعة واحدة على الحوائط أو الأرضيات.
وأمام البوابة الرئيسية للوحدة توجد غرفة صغيرة معزولة بالزجاج، بها منفذ أمام كل موظف حتى يتسنى له التحدث مع الحالات، داخل هذه الحجرة كانت هناك العديد من موظفات الاستقبال تباشر عملها، فلكل موظفة حالة خاصة بها، تأخذ منها الأوراق وتمر بالحالة المريضة على جميع الأقسام، والمريض لا يمكنه إمساك ملفه الطبى ولا معرفة ما به من أسرار طبية تتعلق بحالته الصحية، كما أن الملف مدون عليه اسم المريض وحالته، وتاريخ الاشتراك وآخر فحص تم له، على أن تسلم هذه الملفات إلى أطباء الأقسام «يداً بيد»، وهذا الإجراء تتبعه إدارة الوحدة، حتى تحافظ من خلاله على بيانات المرضى بالإضافة إلى تدوين التاريخ المرضى لكل حالة تدخل الوحدة، حتى إنه إذا أجرى المريض فحصاً آخر بعد سنوات، فيمكن للفريق الطبى الحصول على نسخة إضافية من سجله المرضى لاستكمال العلاج بشكل صحيح.
مدير الوحدة: "ماشيين على معايير وضعتها هيئة الرقابة.. والاعتماد أخدناه لمدة سنة"
وتقول الدكتورة رشا ممدوح، مدير وحدة الكويت بحى شرق بورسعيد، إن الوحدة مجهزة بشكل كامل لاستقبال الحالات بمختلف التخصصات، على أن يتم تحويل المرضى فى حالة عدم وجود التخصص داخل الوحدة إلى مستشفى آخر من خلال أحد المختصين بذلك، على أن يتركز دوره على التواصل مع المستشفيات الخاضعة لقانون التأمين الصحى الشامل، لمعرفة أقرب الأماكن المتاحة لنقل المريض فى حالة عدم وجود التخصص المطلوب داخل الوحدة، مؤكدة وجود عدة معايير وضعتها الهيئة العامة للرقابة وتتكون من خمسة مستويات.
«الهيئة العامة للرقابة والاعتماد وضعت معايير لا بد من تطبيقها وإلا الوحدة تخرج بره الاعتماد، وفيه نسبة محددة لازم نحصل عليها، وفى حالة وجود خلل فى أى نظام فى المستشفى بداية من أنظمة الدفاع المدنى مروراً بالنفايات ووصولاً إلى تفادى الأخطاء العلاجية، سيكون مصير الوحدة هو الخروج من الاعتماد، كل الحاجات دى تثبت فعلاً إن الوزارة مهتمة بشكل كبير بكل الوسائل اللى من خلالها المنظومة تنجح». وعن الإدارات الحديثة التى تم إدخالها على الوحدة تقول: «بقى عندنا إدارة موارد بشرية دورها الأساسى البحث وراء الأطباء ومخاطبة الجامعات للتأكد من صحة البيانات التى يقدمها الأطباء والدرجات العلمية اللى حصلوا عليها، ده غير ملف شخصى لكل موظف بالوحدة من أول عمال النظافة لحد الأطباء، وده بيكون فى cv خاص مع الفيش الجنائى والشهادات العلمية وكل ما يتعلق بالموظف»، وعن أبرز المعايير المستحدثة التى وضعتها الهيئة تقول: «فى غرفة النفايات لازم يكون فيه ترمومتر لقياس درجة حرارة الغرفة ورطوبتها، وفى حالة وجود ارتفاع فى درجة الحرارة بشكل كبير، بيتم على الفور إخلاء الحجرة من الحاويات، إلى جانب وجود ميزان، لأن كل حاوية بتخرج لازم تتوزن قبل ما تروح المحرقة، وده أسلوب جديد ومستحدث، وبيضمن عدم وجود تلاعب من المحرقة».