خبير مكافحة الإرهاب: لا يوجد تقصير أمنى لأن السيارة تحركت مسافة قصيرة عكس الاتجاه
اللواء محمد صادق، الخبير الأمنى فى مجال مكافحة الإرهاب الدولى
قال اللواء محمد صادق، الخبير الأمنى فى مجال مكافحة الإرهاب الدولى، إن كل المؤشرات تؤكد أن حادث معهد الأورام كان مخططاً له، لكنه وقع فى المكان والتوقيت الخاطئين، مؤكداً أن الشرطة لم تقصر فى الحادث، لأن السيارة المنفجرة سارت مسافة قصيرة جداً عكس الاتجاه قبل أن يشاهدها أى فرد شرطة.. وإلى نص الحوار:
كيف تُقيّم الحادث أمنياً من وجهة نظرك؟
- الحادث طبقاً لملابساته والفيديوهات المتداولة لحدوثه لم يكن مخططاً له الوقوع فى هذا المكان، ولا فى ذلك التوقيت، وما حدث ربما كان خطأً من سائق السيارة، التى كانت تحمل المتفجرات، وجائز جداً أنه لم يكن يعرف المنطقة جيداً، فدخل الشارع، ظناً منه أنه يسير فى الاتجاه الصحيح، لكنه وجد الطريق اتجاهاً واحداً، فحاول الخروج منه، لكنه اصطدم بمجموعة السيارات فى مواجهته، فانفجرت السيارة.
معنى ذلك أن تلك الجهة المسئولة عن التفجير كانت تستهدف مكاناً آخر؟
- بالطبع، وهو ما ستوضحه الأجهزة الأمنية من خلال التحريات وجمع المعلومات وربط البيانات المتوافرة عن الإرهابيين الذين خططوا لأى أعمال محتملة، إضافة إلى قيام وزارة الداخلية ببحث خط سير السيارة منذ أول ظهور لها على كاميرات المراقبة وتتبع طريقها، وصولاً إلى مكان انطلاقها ومعرفة الأشخاص الذين وقفوا وراء وضع المتفجرات بها، وأظن أن ربط الأدلة والتحريات سيوصل أجهزة الأمن إلى الجناة فى أسرع وقت.
هل تعتقد أن حركة حسم الإرهابية فعلاً وراء الحادث كما أعلن؟
- حركة حسم الإرهابية هى الجناح العسكرى لتنظيم الإخوان الإرهابى، وهم أعلنوا مسئوليتهم، لكن الأجهزة الأمنية لن تعتمد على ذلك، فهناك خطط بحث وتحريات تجرى على قدم وساق، حتى تصل إلى الخلية التى نفذت الهجوم، بغض النظر عن أنه وقع فى مكان وتوقيت مختلف عن المخطط له، وأيضاً التحريات ستقود الأجهزة الأمنية إلى الخطة التى وضعها الإرهابيون وفشلوا فى تنفيذها بسبب انفجار السيارة فى هذا المكان لظروف خارجة عن إرادتهم.
البعض يتحدّث عن تقصير أمنى فى الحادث.. كيف ترى ذلك؟
- السيارة المتفجرة كانت تسير فى الشارع بشكل طبيعى إلى أن انعطف قائدها إلى الشارع فى الاتجاه المعاكس، وقبل انتباه أىٍّ من أفراد الشرطة لها، انفجرت فجأة، فالمسافة التى قطعتها السيارة عكس الاتجاه كانت مسافة قصيرة، وبالتالى لم يكن هناك تقصير أمنى، لأنها مثل أى سيارة لم يكن هناك أى إشارات على حملها للمتفجرات، وأى شرطة فى العالم لا تستطيع حراسة ومراقبة كل السيارات فى الشوارع، لكن هناك طرقاً أخرى للتأمين قد تُحد من حدوث تلك الهجمات.
اللواء محمد صادق: "الداخلية" ستتوصل إلى مرتكبيه
ما تلك الطرق؟ وكيف يمكن تنفيذها على أرض الواقع؟
- وزارة الداخلية حريصة حالياً على إدخال كل النظم التكنولوجية الجديدة لمنظومة الأمن، ومن ضمن تلك النظم أجهزة الكشف عن المتفجرات، ومن الممكن وضعها فى مداخل ومخارج الطرق الرئيسية، التى تربط بين المدن والمناطق المختلفة، وعند مرور أى سيارة يمكن أن تكشف المتفجرات، ويتم التعامل معها قبل وصولها إلى هدفها، بدلاً من إجراءات التفتيش المعتادة، التى يتفنّن المجرمون فى اختراع أماكن ومخابئ لإخفاء المتفجرات والممنوعات بشكل عام، لدرجة أنهم قد يضعونها فى إطارات السيارات من الداخل.
ما الطرق الوقائية الأخرى؟
- الأمن يعتمد بشكل كبير جداً على المعلومة، وبالتالى فإن جمع المعلومات والمراقبة والاشتباه تقلل كثيراً من الحوادث والهجمات الإرهابية، بالإضافة إلى تكاتف الشعب مع الشرطة والإبلاغ عن أى نشاط غريب محتمل، خاصة من الغرباء أو المشكوك فى أمرهم، وعلى الجانب الآخر هناك ضرورة للعمل على غلق منابع التمويل لهؤلاء الإرهابيين، والتى تأتى لهم عن طريق بعض الخونة فى قطر وتركيا على سبيل المثال بهدف إحداث زعزعة فى الأمن المصرى، وبالتالى يجب غلق كل قنوات الاتصال بين هؤلاء والعناصر الموجودة فى الداخل حتى يتعطل التخطيط والتمويل الذى يتم من هذه الناحية.