من "عرب شركس" لـ"معهد الأورام".. أمهات بدرجة "مدارس إرهاب"
والدة منفذ حادث معهد الأورام الإرهابي تودعه
"الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق".. بيت شعري حوته قصيدة "العلم والأخلاق" للشاعر حافظ إبراهيم، لكن هذه المقولة تبدّلت داخل أسر جماعة الإخوان الإرهابية، فتحولت الأمهات إلى "مدارس إرهاب" ترعى التطرف في عقول أبناءها وتغرس بذوره في نفوسهم، أمهات لا تحركهن مشاعر الأمومة بحنانها وعطفها بقدر ما تحركهن مشاعر كراهية الدولة والرغبة العمياء في إشراك أبنائهن في عمليات من شأنها زعزعة الاستقرار، فلا تجد أما في الأسرة الإخوانية تحاول إثناء نجلها عن المشاركة في عملية إرهابية، حتى وإن كانت تعلم نهايته إما مقتولا في مواجهة مع الشرطة، أو محبوسا أو معدوما بحكم قضائي.
عمليات عدة شهدتها البلاد، كان آخرها العملية التي وقعت مساء الأحد الماضي، حين انفجرت سيارة مفخخة أمام معهد الأورام وخلفت أكثر من 20 شهيدا وقرابة 50 مصابا، وكشفت عنها وزارة الداخلية اليوم، ومن بين الفيديوهات التي بثتها وزارة الداخلية، اللقاء الذي رصده قطاع الأمن الوطني لوالدة الانتحاري الإرهابي عبدالرحمن خالد محمود قائد السيارة، وهو يودع والدته أمام حديقة الأزهر، السبت الماضي.
لم تكن أم الانتحاري "عبدالرحمن" هي الوحيدة التي تشد من أزر نجلها وهي تعلم أنه بصدد تنفيذ عملية إرهابية، فعلى مدار السنوات الماضية وتحديدا بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، في 2013، ظهرت أمهات إخوانيات يثنين على أبنائهن المشاركين في عمليات إرهابية، ولا يجدن حرجا في وصفهم بـ"الشهداء"، وترصد "الوطن" في التقرير التالي بعض الأمثلة:
والدة الإرهابي عبدالرحمن سيد
وهو الإرهابي الذي أعدم في 2015، مع 5 آخرين بقضية "عرب شركس"، حيث ظهرت والدته في مقاطع فيديو تم تصويرها أمام مشرحة زينهم، وهي تثني على مشاركة نجلها في عمليات قتال داخل البلاد وخارجها، وتردد عبارة: "والله مش هنوقف وهنكمل".
والدة الإرهابي أحمد محمد الدجوي
وهو الإرهابي الذي أعدم في فبراير الماضي، مع 8 آخرين لإدانتهم باغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، حيث أجرت والدته مداخلة مع إحدى القنوات الإخوانية التي تُبث من الخارج، لتعترف بدور نجلها في الإرشاد عن منزل النائب العام ورصده، وأثنت عليه وعلى مشاركته في فعاليات إخوانية منها اعتصام رابعة ومسيرات تخريب وصولا لعملية الاغتيال.
والدة الإرهابي محمود الأحمدي
وهو الإرهابي الذي أعدم في فبراير الماضي، مع 8 آخرين لإدانتهم باغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، حيث قالت وهي تودعه إنه "طلب الشهادة في سبيل الله ونالها"، وفقا لاعتقادها، ويُعد الأحمدي هو المنفذ الرئيسي في الحادث حيث اعترف تفصيليا بما ارتكب.
والدة الإرهابي أبو بكر سيد عبدالمجيد
وهو الإرهابي الذي أعدم في فبراير الماضي، مع 8 آخرين لإدانتهم باغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، حيث قالت إن جنازة نجلها الذي وصفته زورا بالشهيد، كانت عبارة عن "فرح وعُرس"، متناسية الجُرم الذي ارتكبه نجلها، والذي عوقب بموجبه بالإعدام.
مصدر أمني، قال إن هذه الأمثلة تعكس طبيعة عملية التنشئة داخل الأسرة الإخوانية التي تعد تربة خصبة لتخريج نشأ يحمل الكراهية لوطنه، ويدين بالولاء لجماعته وفكرها التخريبي.