بالصور.. "الوطن" في قرية منفذ "حادث الأورام": العائلة ترحل والصمت يسود
اختلطت مشاعر الحزن والصدمة بين أبناء قرية جبلة، بمركز سنورس، بمحافظة الفيوم، بعد أن أعلنت وزارة الداخلية، عن أن منفذ واقعة تفجير السيارة بالقرب من معهد الأورام بالقاهرة، هو "عبدالرحمن خالد محمود عبدالرحمن"، الإرهابي الانتحاري أحد أبناء قريتهم.
في منزل ريفي عادي، مكون من طابقين، مدخله بالقرب من الطريق الرئيسي بقرية "جبلة"، التي تبعد نحو 17 كيلومترا من مدينة الفيوم، على طريق الفيوم/ القاهرة الصحراوي، تعيش أسرة الإرهابي الانتحاري المتهم بتفجير السيارة بالقرب من معهد الأورام بالقاهرة، في الحادث الذي أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين الأبرياء.
باب حديدي على مدخل ممر متفرع من حارة ضيقة، يضم منزل أسرة المتهم، ومنزل آخر بنهاية الممر، قال بعض الأهالي إنه يخص بعض أقارب الانتحاري، شوهدت أمامه بعض الطيور، اليوم، ولا ظهور لأي من أفراد العائلة، خاصة بعد أن ألقي القبض على أفراد أسرة المتهم، وفقا لمصادر أمنية.
حالة من الصمت أحاطت بالمنزل، وكأن المنطقة مهجورة، ونوافذ الشقة بالطابق الأرضي مفتوحة، ولا يسدها إلا إطار من الحديد، لمنع دخول أي شخص منها، وبعض جيران العائلة، يجلسون في مداخل منازلهم المواجهة لهذا المنزل، والوجوم يظهر على وجوههم، وعندما سألنا بعضهم عن أي معلومات بشأن عائلة الانتحاري، رفضوا الحديث وقالت إحداهن "ليس لنا شأن بأحد ولا نعرف شيئا.. وتركت المكان ودخلت منزلها"، وكلما سألنا أحدا بالشارع عنهم، يتهرب من الحديث.
حمدي عيد، من أبناء قرية جبلة، وافق على الحديث في ظل معلوماته البسيطة عن أسرة الانتحاري، وقال: "إن والد المتهم بتفجير السيارة، يعمل موظفا بالوحدة المحلية، ويتاجر في الماشية، ولديه أرض زراعية ملكه، وهم أسرة لا تختلط بأحد من أبناء القرية، وكان يذهب من منزله للعمل، ثم العودة للمنزل، دون أن يتحدث معنا."
ويضيف حمدي، أن القرية من القرى التي تتسم بالهدوء طوال الوقت، ولم يكن فيها مسيرات لصالح جماعة الإخوان المسلمين، من قبل، وشبابها هادئ ولا يميل لأي نوع من العنف، ولدينا في القرية مدرستين ابتدائيتين، ومدرسة واحدة للمرحلة الإعدادية، ولا توجد بها مدارس للثانوية، وبها 10 مساجد، يتولى الصلاة فيها إمام مسجد تابع لوزارة الأوقاف.
ويؤكد محمد.ح، من أبناء القرية، أنه يعلم منذ فترة بأن والد الانتحاري، له علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، منذ سنوات، ولكنه طوال الوقت في حاله داخل القرية، ولا يختلطون بأهالي القرية، ونحن لا نعرف حتى أبنائه.
ويطالب عبدالتواب.ر، من أبناء القرية، بألا تؤخذ القرية بذنب هذا الشخص، الذي اتهم بتفجير السيارة بالقرب من معهد الأورام بالقاهرة، ويؤكد أن أهالي القرية أصابتهم الصدمة بعد أن علموا بالأمر، وأنهم كانوا يصفون قرية "دار السلام"، التابعة لمركز طامية، والتي تقع بعد مسافة عدة كيلو مترات من قريتهم، بأنها موبوءة بالمتورطين في أحداث العنف، والتي كانت تخرج فيها مسيرات مؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين.
وتابع: نحن هنا نعيش في هدوء وشاركنا في جميع الاستحقاقات الدستورية، من الانتخابات والاستفتاء على الدستور، وقريتنا قرية عادية مثل باقي القرى المصرية، ولا نريد أن يشوهها هذا الحادث.