اعتاد «على»، 49 عاماً، على عدم التنازل عن الاحتفال بطقوس عيد الأضحى مع عائلته فى قطاع غزة، بداية من صلاة العيد ثم اجتماع العائلة فى المنزل لذبح أضحية، ولكن هذا العام كان الأمر مختلفاً، فلم يجد المال الكافى لشراء أضحية، حتى لو كانت صغيرة الحجم، بسبب تخفيض راتبه فى العمل، واكتفى بالتجول فى أسواق الأغنام: «سيطر علىَّ شعور بالخجل، فلأول مرة منذ عشرات السنين لا أستطيع شراء أضحية».
حال «على» لا يختلف عن كثير من أبناء غزة، الذين وجدوا صعوبة كبيرة فى شراء أضاحى العيد هذا العام، والسبب هو معاناة الاقتصاد وتعرضه لشبه دمار كامل، بحسب وصف البنك الدولى، كما أوضحت صحيفة «يورو نيوز» أن الحصار المفروض على الاقتصاد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى، وما يليه من قيود على التجارة وحركة البيع والشراء، ضغط بشكل كبير على حياة الناس.
حسن النجار، فلسطينى وأب لـ6 أبناء، يبتسم بألم عندما يأتى ذكر أضحية العيد أمامه، قائلاً: «لم أفكر فى شراء أضحية، رغم أننى كنت أفعل ذلك بشكل دائم فى سنوات ماضية، وورثته أباً عن جد، فأنا حالياً أبحث عن عمل، والـ500 دولار التى أحصل عليها من الحكومة كمساعدة اجتماعية لا يمكن التضحية بها».
ولم يقتصر الأمر على المواطنين العاديين، فقد عبر أصحاب المزارع الحيوانية وباعة الأغنام عن شعورهم بالإحباط، بسبب انخفاض الإقبال على شراء أضاحى العيد.
تعليقات الفيسبوك