هدايا مميزة ارتبطت فى الذاكرة بعودة الحجاج، تحمل نفحات الأراضى المقدسة، وينتظرها الأهالى من العام للآخر، بمرور السنين تلاشت تدريجياً، واستُبدلت بأخرى ربما أكثر نفعاً، لكنها أقل فرحة وتأثيراً فى النفوس. نظارات الكعبة، سلاسل مجسمة، وساعات ذهبية ذات شكل مميز، هكذا كانت هدايا الحجاج فى فترات سابقة، وصارت إسدالات للصلاة وجلابيب للرجال وسبحاً وعطوراً، تباع فى منطقة العتبة.
يحكى محمد السيد، تاجر، ذكرياته فى بيع هدايا الحجاج منذ 20 عاماً: «زمان كانت الناس بتشترى الهدايا من السعودية، ومن ساعة ما الأسعار ارتفعت، بقوا يشتروها من مصر، واتغيرت تماماً، أفتكر كان فيه هدية أساسية مع كل حاج، عبارة عن كاميرا جواها شريط صور للكعبة وجبل عرفات، كانت مبهجة جداً، ده غير تمور مكة المكرمة، والسواك، وسلاسل الكعبة للسيدات، دلوقت اختفت الهدايا دى، وبقى الاعتماد الأكبر على الجلابيب والإسدالات والشيلان البيضاء وسجاجيد الصلاة».
تاجر: اختفت وحل محلها إسدالات الصلاة والسبح والعطور
فروق كبيرة أيضاً فى أسعار هدايا الحجاج بين الماضى والحاضر، فبحسب «السيد» تتراوح حالياً بين 25 و300 جنيه: «سجادة الصلاة بتبدأ من 25 جنيه وممكن توصل لـ125 جنيه، ودستة السبح بتتراوح بين 30 و100 جنيه، أما خمار الصلاة فبيوصل لـ300 جنيه، وللأسف مابقاش متوفر هدايا بتفرّح السيدات والأطفال زى زمان».
رحلة حج منذ أكثر من 23 عاماً، قامت بها رشيدة الفقى، 80 عاماً، تركت أثراً طيباً داخلها، وذكريات لا تمحى: «الهدايا زمان كانت ليها فرحة حلوة، كان الأطفال بيستنوها من السنة للسنة، والأسعار كانت رخيصة، قبل ما نرجع مصر كنا بننزل أسواق العزيزية فى السعودية، نشترى لبس للأطفال ولعب وهدايا معروفة، وعبوات المسك طبعاً أساسية للرجالة، ده غير التمر وخلافه».
انخفاض الأسعار قديماً كان سبباً رئيسياً فى إقدام الحجاج على شراء الهدايا، وفقاً لـ«رشيدة»: «الأسعار كانت فى السعودية زى مصر مفيش أى اختلاف، الواحد كان بيشترى اللى عاوزه براحته، أما دلوقت بقت نار والحجاج معذورين ما يشتروش، بس الأطفال هما اللى اتحرموا من الفرحة، لأن اللعب كانت هدية أساسية من نفحات الحرم فى كل بيت مصرى».
تعليقات الفيسبوك