107 حالات تسمم في أفراح شعبية خلال شهر.. وخبير تغذية يوضح الأسباب
تعدد حالات التسمم في الأفراح الشعبية
انقلبت الفرحة إلى آلام وأوجاع، عندما خرج العشرات من حفل زفاف في الغربية مصابين بحالة تسمم غذائي، واللافت أنها لم تكن الواقعة الأولى، حيث سبقتها حالات تسمم أخرى في عدد من الأفراح.
وأعلنت، اليوم، مديرية الصحة بمحافظة الغربية، خروج 31 مصابا بتسمم غذائي بعد تحسن حالاتهم، عقب تناولهم وجبات "جاتوه" فاسدة، خلال حفل زفاف عروسين بإحدى القرى السياحية على طريق "المحلة – طنطا".
وكان المحامي العام لنيابات طنطا فتح تحقيقًا حول الحادث، بعد وصول 31 شخصا بينهم 12 طفلا من أهالي قرية "سامول"، التابعة لمركز المحلة الكبرى، إلى مستشفى المحلة العام، مصابين بتسمم غذائي.
وسبق هذه المأساة، واقعة أخرى في الشرقية، حيث أصيب 61 مواطنا من مختلف الأعمار من أبناء قرية غزالة التابعة لرئاسة مركز ومدينة الزقازيق لإصابتهم باشتباه نزلات معوية حادة إثر تناولهم وجبة غذائية بحفل زفاف بالقرية، ما تسبب في إصابتهم بآلام بالبطن ومغص شديد.
واستدعى ذلك نقل 31 حالة لمستشفى صيدناوي الجامعي و15 حالة لمستشفى الزقازيق العام و15 حالة لمستشفى الأطفال بصيدناوي، لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة وتقديم كل أوجه الرعاية الصحية والعلاجية للاطمئنان على حالتهم وتماثلهم للشفاء.
واقعة مشابهة حدثت الشهر الماضي، حين أصيب 15 شخصا بينهم 7 أطفال بحالة تسمم جماعي في الدقهلية، إثر تناولهم طعام الغداء في أحد الأفراح بقرية "كوم النور" مركز ميت غمر.
"إعداد الأطعمة في الأفراح يتم بطريقة غير صحية، حيث ينقل الطاهي بنفسه الميكروبات من اللحوم الطازجة قبل طهيها إلى الطعام بعد إعداده لأنه في العادة لا يرتدي قفازات لتقديم الطعام بعد تجهيزه، وينقلها بيديه التي تحمل الميكروبات"، وفقًا للدكتور شادي عبدالعزيز، خبير التغذية العلاجية، موضحًا أن مرور اللحوم بعملية الطهي في هذه الحالة ليس له أهمية لأن الميكروبات تعود لها من جديد.
وأضاف عبدالعزيز في تصريحات لـ"الوطن"، أن إعداد الطعام في الشارع والأفراح الشعبية عادةً لا تتوفر له البيئة الصحية المناسبة، حيث لا توجد ألواح تقطيع خاصة للحوم وأخرى للخضراوات، ونفس الحال للسكاكين والأواني وباقي الأدوات، مردفًا أن نفس الأدوات تستخدم قبل وبعد طهي الطعام دون تعقيم أو تطهير.
الأطباق البلاستيكية التي تستخدم في طعام الأفراح الشعبية، أو أطباق "one use" هي أطباق صحية في الأساس، حسب خبير التغذية، متابعًا أنها تظل غير ضارة ما لم تتعرض للغلاف الجوي لفترات طويلة، وهو ما يحدث في الأفراح الشعبية نظرا لإعدادهم كميات كبيرة من الأطعمة، كما أن الأطعمة نفسها تتعرض للهواء فترات طويلة يعرضها للميكروبات بشكل كبير.
ووجّه عبدالعزيز عدة نصائح لأصحاب الأفراح ومن يتناولون الأطعمة فيها، مثل أهمية الاستعانة بـ"شيف" متخصص ومضمون، يكون على دراية بالشروط الصحية لإعداد وتقديم الطعام، وتقديم الأطعمة في مكان صحي بعيدًا عن القمامة والمخلفات والأتربة، والتأكد من سخونة الطعام عند تقديمه وعدم تعرضه للهواء، ونظافة أدوات الطعام.