الأزمات تضرب فيلم خيال مآتة و"السوشيال ميديا" تسقطه بـ"القاضية"
أفيش فيلم «خيال مآتة»
بعد ثلاث سنوات كاملة من غياب الفنان أحمد حلمى عن الشاشات، استقبلت الجماهير والنقاد خبر عودته للسينما بفيلم «خيال مآتة» بحماس، خاصة أن تجاربه الـ3 الأخيرة لم تكن الأنجح فى مشواره، لكن العمل السينمائى كان على موعد مع أزمات متلاحقة أثرت على إيراداته بشكل ملحوظ، حيث حقق 27 مليون جنيه فقط خلال 9 أيام منذ طرحه بدور العرض، ويرجع الأمر وراء ذلك لعدة أسباب، أولها تأخر موعد عرض الفيلم، حيث بدأت أولى حفلاته ثانى أيام عيد الأضحى، فى الوقت الذى طرحت الشركات المنتجة الأفلام المنافسة الأخرى وحققت إيرادات كبيرة، كما واجه الفيلم أزمة قرصنة وتسريب النسخة على الإنترنت، وتمثلت الأزمة الثالثة فى اتهام السيناريست، نهال سماحة، صناع الفيلم بسرقة الفكرة، ومؤخراً تم القبض على خالد مرعى، مخرج «خيال مآتة»، بتهمة تهريب المخدرات عبر مطار القاهرة، ما أدى إلى تراجع «حلمى» فى منافسات العيد.
"عبدالشكور": العمل متواضع فنياً وأحداثه غير مترابطة
وقال الناقد الفنى، محمود عبدالشكور، إن الفيلم يعتبر من الأعمال المتواضعة لـ«حلمى»، فهو يقدم كوميديا وتراجيديا ومشاهد بها مشاعر مختلطة، ويرجع بالمشاهد إلى أغانى الزمن الجميل، فمما لا شك فيه أن المؤلف عبدالرحيم كمال له بصمة واضحة فى الفيلم، واستطاع أن يقدم فكرة بسيطة بشكل جيد، وبالتأكيد فإن الفيلم تنقصه بعض الأشياء من حيث الترابط بين الأحداث، ومونتاج النسخة النهائية بشكل يضمن نجاح العمل، بالإضافة إلى أنه يختص بشريحة بعينها، وهى الأسر والعائلات وليس فئة الشباب التى تعتبر أكبر فئة تدخل إلى السينمات، وأضاف «عبدالشكور» لـ«الوطن»، أن حرفية أداء «حلمى» ظهرت من خلال تجسيده أكثر من شخصية بالعمل، وهو ما اعتاد الجمهور عليه باستمرار، بالإضافة إلى الاهتمام بالاكسسوار والتفاصيل الخاصة بالملابس وأماكن التصوير، خاصة أن معظم أحداث الفيلم تدور فى الستينات، فجاءت الأجواء مبهرة، والفيلم لا يصُنف باعتباره عملاً كوميدياً، ولكن به مشاهد مؤثرة تبرز الفارق بين الواقع والمثال، والصح والخطأ، ومن وجهه نظرى، فهو يعتبر من أفضل أفلام «حلمى» لما يمتاز به من تفكير غير معتاد.
وعن فكرة تشابه أحداث الفيلم مع عمله الآخر «كده رضا»، قال: «لا يمت له بصلة، وليس معنى ظهور حلمى بأكثر من شخصية خلال أحداث الفيلم أن يكون متشابهاً مع فيلمه الآخر، إلا أن أساس القصة مختلف واختيار الشخصيات جاء فى محله، لا سيما أن شخصية منة شلبى فى الفيلم لا تحتمل المبالغة، لكنها قدمت الدور كما ينبغى، بالإضافة إلى أن الفيلم حرص على وجود عدد كبير من النجوم المخضرمين مثل الفنان رشوان توفيق، وحسن حسنى، وأنعام سالوسة، ولطفى لبيب، وهذا بالتأكيد أضاف لإمكانيات الفيلم بصورة ملحوظة، بالإضافة إلى دور خالد الصاوى، الذى ظهر من خلال أحداث الفيلم بدور الشرير الذى يحب زوجته ويريد أن يهديها «خاتم أم كلثوم»، فهو يعتبر فيلماً مهماً.
وتحدثت الناقدة ماجدة موريس بشأن الهجوم الذى يتعرض له «حلمى» عبر مواقع التواصل الاجتماعى بعد عرض فيلمه، قائلة: «مستوى أفلامه بشكل عام يغلب عليه الأفكار الإنسانية والرقى فى المشاهد، لكن أحياناً يكون التنفيذ على مستوى عالٍ ومرات أخرى يكون العمل متوسطاً، وفى النهاية فهو يعتبر من الفنانين القلائل الذين لهم فكر إنسانى وقدر مميز على التقاط أشياء مهمة وعرضها من خلال الأعمال السينمائية، فـ«حلمى فنان مجتهد».
وعن أسباب قلة إيرادات الفيلم أوضحت «ماجدة: «تعرض الفيلم لعدد كبير من الأزمات أثرت على إيراداته، منها مشكلة القبض على مخرجه خالد مرعى، فهذا يعتبر شيئاً مؤسفاً، لأنه مخرج كبير وله باع ملحوظ فى السينما مع «حلمى» تحديداً، بالإضافة إلى أن تأخر طرح الفيلم بدور العرض أثر بكل تأكيد على إيراداته، كما أن جمهور «حلمى» تعود على مستوى معين له، وإذا لم يصل إليه يبدأ الجمهور حوله بالنقد.
وأضافت: أحمد حلمى يقدم أعمالاً بها إبداع فوق الوصف، مثل «آسف على الإزعاج» و«إكس لارج»، ففى تاريخ السينما المصرية لم نر قصة مليئة بالإنسانيات والمشاعر مثلما عُرض فى تلك الأعمال، وجعلنا نتعاطف معه بشكل جيد. وتابعت: «حلمى قدم برنامجين للأطفال مؤخراً، وتعتبر تلك التجربة من التجارب الناجحة، وهما برنامج «آراب جود تالنت» و«نجوم صغار» وهو نسخة عربية من البرنامج العالمى الذى يحمل نفس الاسم «Little Big Stars»، وبالتأكيد هذا يأخذ الكثير من الوقت والجهد، ولم يجعل كل جهده مُكثفاً خلال أعماله الفنية فقط.
وقال الناقد طارق الشناوى: «أخفق حلمى فى اختيار قصة «خيال مآتة»، خاصة أن العمل يفتقد الكثير من العمق، وكان من الممكن أن ينجح الفيلم جماهيرياً إذا تم إشباع الجمهور فنياً، خاصة بعد خذلان الجمهور فى أفلامه مرتين، فكان البعض يضع أملاً كبيراً على فيلمه الجديد «خيال مآتة»، خاصة أنه من تأليف عبدالرحيم كمال، وإخراج خالد مرعى، لكن الفيلم تعرض لعدد من الأزمات أثرت بالتأكيد على إيراداته، وأولها بشكل واضح تأخر عرضه يومى الوقفة والعيد، وهما بالقطع أهم الأيام فى الإيرادات، بالإضافة إلى تسريب نسخة بدرجة وضوح كبيرة على السوشيال ميديا مبكراً، فمن الطبيعى أن تتعرض الأفلام للقرصنة، ولكن ليس بمجرد طرحها بدور العرض.
وأضاف: «حلمى كان يبذل مجهوداً كبيراً حتى يخرج «الإفيه» فى الفيلم، وظهر ذلك من خلال تركيز المخرج خالد مرعى على مشاهد الإعادة الخاصة بـ«أم كلثوم» وظهورها بحذاء «كوتش» بينما تحمل طفلاً على صدرها، يطلقون عليه كلثوم، فتصنيفى لها أنها محاولات مهزومة لإثارة الضحك». وتابع: «لدىّ ملاحظات على ظهور ضيوف الشرف بالفيلم، عبدالرحمن أبوزهرة ورشوان توفيق وإنعام سالوسة، وهم بمثابة عصابة تنهب العديد من ثروات مصر التذكارية والتاريخية، ومن وجهه نظرى، فإن الكاتب والمخرج لم يحسنا اللعب درامياً وإخراجياً عليها، بالإضافة إلى أن من أهم الإخفاقات التى ظهرت بالفيلم هو سير الأحداث بصورة يسيطر عليها الملل وتوقع الأحداث الخاصة بالفيلم بصورة مباشرة».
"محسن": ابتعد عن الكوميديا إلى "الجريمة".. ورسم الشخصيات لم يكن موفّقاً
وأوضح الناقد أندرو محسن أنه «بعد مرور 3 سنوات على آخر أعمال «حلمى» السينمائية «لف دوران»، وغيابه عن السينما طوال هذه المدة مهد له الطريق بأن يقدم فكرة متميزة خلال فيلمه الجديد «خيال مآتة» وكانت المبشرات الأولى تفيد أن العمل سيكون مختلفاً، فهو من تأليف عبدالرحيم كمال، وإخراج خالد مرعى، الذى عمل معه لسنوات طويلة»، وقال «محسن»: الفيلم تأجل لأكثر من مرة لأسباب غير معلومة، وتم طرحه فى عيد الأضحى، كفيلم جريمة فى الأساس، إلا أن الجريمة التى قدمت فى «خيال مآتة» عُرضت سريعاً ولم يتفاعل الجمهور مع الشخصية الأساسية وهى شخصية «يكن»، بالإضافة إلى أن معظم أحداث الفيلم كانت عبارة عن علامات استفهام دون إجابات، وأضاف: «رسم الشخصيات كان غير موّفق، بسبب كثرة عددها ما خلق حالة من التشتت لدى الجمهور، فشخصية «آسيا» التى جسدتها منة شلبى كانت غير موفقة وليس هناك منطق لوجودها بالأحداث، والدور لم يكن يليق بها، ووجود عدد كبير من ضيوف الشرف لم يكن له مبرر فى سياق الأحداث، لكن الأداء المميز كان لشخصية «يكن» من حيث الملابس وطريقة التحدث وطبقة الصوت، لكن إخراج الفيلم بسيط وأحياناً غير مناسب للمشهد، وتابع: أعتبر أن الفيلم مُحبط على أغلب مستوياته، رغم أن رسالته الأساسية أن أخطاء الآباء يُكفر عنها الأبناء، ولكنها لم تقدم بشكل جيد، وحلمى لم يقدم نفس المستوى، ولكنه فنان ذكى، ويستطيع اختيار مواضيعه بصورة جيدة، كما يستطيع العمل مع أجيال مختلفة من فئات عمرية مختلفة، ومن المتوقع أن يقدم أفلاماً أقوى من ذلك خلال الفترة المقبلة».
"الدفراوى": لم نجد حلاً لإزالة نسخة العمل من الإنترنت.. و"جمهور السوشيال" يتهم "النجم" بعدم الحرفية
من جانبه، قال الموزع محمود الدفراوى: «تعودنا على فكرة تسريب الأفلام منذ قديم الأزل، لكن تسريب فيلم «خيال مآتة» يوم طرحه بدور العرض أثر بالفعل على الفيلم، ولم نجد حلاً للحد من الأمر وإزالته من على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى تأثر الإيرادات مع حديث السوشيال ميديا بأن «حلمى» لم يكن على قدر عالٍ من الحرفية، فهو يريد أن يقدم تجارب جديدة، ولا يريد أن يكرر ذاته، ورد فعل الجمهور جاء أقوى من الفيلم، خاصة أن هناك هجوماً شديداً عليه، وأضاف: «بالتأكيد هناك رد فعل سيئ داخل السينمات من الجمهور، خاصة أن العمل لا يتناسب مع جميع الفئات العمرية، وهذا يحدث بشكل طبيعى مع أى أفلام فلا يتفق معها كل الجمهور، لكن الفيلم «غير كارثى»، بالإضافة إلى أن «حلمى» يقدم نوعية جيدة من الأعمال».