أول مقال للبابا عقب ثورة 30 يونيو.. الكنيسة روحانية ووطنية
الكنيسة
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة وطنية حتى النخاع، وتاريخها المجيد على مدار عشرين قرناً من الزمان يشهد بذلك، وهى المؤسسة المصرية الوحيدة التى لم تُحتل على مدار القرون، بل بقيت «وطنية خالصة» تدرك تماماً مسئوليتها الروحية والاجتماعية جيداً، وتاريخ بابواتها معروف ولا يحتاج لأى دليل، فهو خط ثابت مستقيم لا تحيد عنه مهما تغيرت الأجواء ومهما تغير الحكام وتعاقبت الأجيال.
وعلى ذلك فهى ليست حزباً ولا جبهة ولا ائتلافاً بل هى كيان روحى فى عملها وأهدافها ودورها، كما أنها ليست فى خصومة أو عداوة أو صراع مع أحد على الإطلاق، بل تحب الكل وتخدم الكل دون استثناء أو استبعاد، دون أى شروط، وأيضاً هى ليست «ورقة» فى ملعب السياسة، أو «ديكوراً» فى ملعب الإعلام لتحقيق مآرب سياسية أو إعلامية لأى أحد بل بعيدة كل البعد عن هذه الأغراض.
الكنيسة معنية بالشأن الروحى أولاً وأخيراً للإنسان المسيحى، وخادمة لكل إنسان فى المجتمع، كما أنها معنية بهموم الوطن بأفراحه وأحزانه ولا تتأخر عن مشاركة كل المجتمع بالصلاة والعمل والخدمة والمساعدة من أجل تحقيق السلام الداخلى، والسلام الاجتماعى، والانسجام الشعبى، بالفكر والقول والفعل فى مجتمع بلادنا العزيزة.
إننا نصلى كل يوم من أجل العباد والبلاد، واثقين بأن الله يحفظ مصرنا وشعبها بكل خير وفرح وسلام لأن الدين للديّان، والوطن للإنسان، أينما كان وكيفما يكون.
بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية
البابا تواضروس