هنية: هذه مرحلة مقاومة وليس مفاوضات واعتراف بالاحتلال
إسماعيل هنية
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، أمس، إلى بناء استراتيجية وطنية تقوم على عدة محددات أولها؛ تعريف المرحلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني على أنها مرحلة من مراحل مقاومة الاحتلال ليست مفاوضات ولا اعتراف ولا سلام مع الاحتلال، موضحا -خلال مؤتمر شعبي لمواجهة صفقة القرن والحفاظ على حق العودة- أن ثاني المحددات يرتكز على ترتيب وتنظيم البيت الفلسطيني، على مبدأ الشراكة والاعتراف بكل المكونات التي تتحرك فوق الساحة الفلسطينية.
وأضاف هنية، "مبدأ الإقصاء والتهميش وانتزاع الشرعيات أو محاولة انتزاع الشرعيات عن فصائل وقوى وازنة لا يمكن أن يقود لوحدة وطنية"، مؤكدا: المقاومة بمفهومها الشامل والواسع من المقاومة الشعبية وحتى العسكرية والمسلحة التي يمكن أن تندرج تحت ظلالها العملية السياسية والدبلوماسية الفلسطينية النشطة ولكنها الملتزمة بالثوابت هي المحدد الثالث، على حد تعبيره.
وأوضح رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس": "إذا استطعنا التحرك والانطلاق من تلك المحددات لبناء استراتيجية وطنية؛ سنكون قادرين على إجهاض كل المؤامرات والمخططات التي تستهدف قضية اللاجئين والقدس"، وتابع هنية قائلا: إن "قضية اللاجئين ثابتة وراسخة ومدلِلة على صمود شعبنا، وتؤكد تمسك بالمقاومة وحق العودة". وأن قضية اللاجئين هي الشاهد التاريخي على نكبة شعبنا وتهجيره ولجوئه إلى المنافي والشتات، هي القضية التي تمثل أحد أعمدة قضيتنا فلسطين.
وأشار هنية، إلى أن المؤتمر يكتسب أهميته خاصة؛ في أن قضية اللاجئين تتعرض لمؤامرة أخطر منذ اللجوء الأول والهجرة الأولى، موضحا أن صفقة القرن ترتكز على "استهداف اللاجئين والقدس والسيطرة على الضفة والتغول بالاستيطان الذي يبتلع الأرض.
وأضاف هنية، أن الإدارة الأمريكية تنفذ اليوم خطة متدرّجة لتصفية قضية اللاجئين بدءًا من تصفية "أونروا" ووقف المساعدات المخصصة من الأمريكان، والتضييق على الدول التي تقدم المساعدات للوكالة الأممية، وإعادة تعريف اللاجئ، وتحديد الأعداد بعشرات الآلاف بدلاً من الملايين الذين يعيشون داخل فلسطين وخارجها.
وتابع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" قائلا: "نحن اليوم أمام تحدٍ كبير يتعلق بالقضية؛ وبتنا اليوم أكثر من أي وقت مضى مطالبين بوضع رؤية وخطة استراتيجية وطنيًا للتصدي لهذه الصفقة المشؤومة التي تنفذ بشكل او بآخر ضد القدس واللاجئين والأرض والإنسان"، مضيفا أن هناك محاولات محمومة تشجع على الهجرة من داخل فلسطين لخارجها ومن مخيمات اللجوء إلى أوروبا، "ذلك ما يحدث في لبنان وما يقوم به العدو من الضغط على أهلنا في القدس، وما تحدثت به بعض وسائل الإعلام لتشجيع الهجرة من غزة لخارجها"، وفقا لما ذكرته وكالة "معا" الفلسطينية.
وأكد هنية، وقوف شعبنا الكامل مع أهلنا في لبنان ومخيماتها، الذين يرفضون قرار وزير العمل اللبناني الذي يحاول أن يساوي بين الفلسطيني وغيره من الأجانب، وينزع عنه الصفة السياسية للاجئ الفلسطيني، مطالبا بإعادة بناء وتأهيل مخيم اليرموك في سوريا، وعودة أبناء شعبنا لمخيمهم الذي تم تدميره في ظلال الأزمة السورية الداخلية للعودة لمخيم اليرموك لحين عودتهم لفلسطين.
وأضاف هنية: "مخيم اليرموك كان يعتبر عاصمة اللجوء الفلسطيني، مئات الألاف من شعبنا كانوا يقطنون المخيم اليوم لا يزيدون عن 20 ألفًا من أصل 450 ألف كانوا به"، داعيا للتوقف عن سياسة تصفية الأونروا لأن استمرار دعم الأونروا يعني إرادة للمجتمع الدولي السياسية لتقديم المساعدات للاجئين وتوفير الحياة الكريمة لهم وضمان حق العودة والتعويض لأرض فلسطين.