"السبلايز".. شاغل الأمهات والآباء: زي شوار العروسة
بسنت إبراهيم
أصبحت هموم الآباء والأمهات مع بداية الدراسة لا تقتصر على اختيار المدرسة المناسبة، أو اجتياز الاختبارات المطلوبة لالتحاق أبنائهم بالمدارس، أو حتى توفير المال اللازم لشراء الزى المدرسى والكتب الدراسية ودفع المصروفات، بل أصبح هناك هم آخر لم يكن فى البال أو الخاطر هو «السبلايز» أو ما يعرف بـ«مستلزمات الأنشطة المدرسية»: «أنا بقيت أسميه شوار العروسة».. قالتها حنان الرفاعى، أم لولدين، بنوع من السخرية تعليقاً على الطلبات المبالغ فيها للمدرسة التى ينتمى لها ابنها الأكبر كريم: «ابنى فى سنة تالتة ابتدائى، وفى أول سنة كانت تجربة جديدة بالنسبة لى، فاشتريت كل حاجة مطلوبة تقريباً، وفى آخر السنة اكتشفت إنى مستفدتش منها حاجة، فقررت بعد كده أعمل مفاضلة وأختار الحاجات المناسبة لابنى، اللى أنا حاسة إنها هتكون مفيدة، ومن غير بعزقة فى الشراء والإنفاق»، اعتبرت «حنان» أن الأمر فيه نوع من الاستغلال، فهى تدفع إلى جانب مصروفات الدراسة والكتب، مصروفات مخصوصة للأنشطة الدراسية، التى تبلغ قيمتها 1000 جنيه: «لما فكرت مع نفسى اندهشت يعنى أنا بدفع فلوس الأنشطة، وكمان أشترى مستلزماتها على حسابى، الموضوع فعلاً تقيل على أى أسرة».
"مدوّنة بسنت" تنصح الأسر: استعينوا بالفجالة والعتبة.. والأطفال مش هتفرق معاهم البراندات
من جانبها حاولت بسنت إبراهيم، أم لطفلين، كاتبة وصاحبة مدونة عن الأمومة وتربية الأبناء، مساعدة الأمهات بتقديم نصائح مختلفة للتغلب على «همّ السبلايز»، قائلة: «وانا بقدم لبنتى فى كى جى اتصدمت من كتر الطلبات، وإن كل الخامات واحد بس سعرها بيتضرب فى الضعف، خصوصاً فى المكتبات الكبيرة، فقررت تقديم نصائح للأمهات علشان تكون بالنسبة لهم زى مرجع»، أول نصيحة قدمتها «بسنت» هى الشراء من المكتبات الصغيرة والأماكن التى تضع خصومات على الأدوات المدرسة، مثل «المولات والهايبرات»، لأنه سيسهم فى توفير المال، كذلك ضرورة عدم التركيز على الماركة أو «براند» الأدوات، خصوصاً بالنسبة للأطفال الصغار الذين لا يفهمون معنى أو قيمة العلامة التجارية: «أهم شىء وقتها أن نشرح لأطفالنا الفكرة، حتى لا يعقد مقارنات مع غيره»، من ضمن النصائح الأخرى التى حرصت «بسنت» على تقديمها هى الاستعانة بمناطق مثل الفجالة والعتبة، حتى لو كان البعض يعتبرهما أسواقاً قديمة، كذلك يمكن تقديم «السبلايز» فى صندوق بلاستيكى كبير، تجنباً لشراء عدد لا نهائى من الشنط: «فى النهاية الظروف الاقتصادية بتحكم علينا فى الإنفاق، لذا لا بد من التدقيق خلال عمليات الشراء، بحيث نشترى ما يناسبنا ونحتاجه فقط».
وفى محاولة لمساعدة الآباء والأمهات على مواجهة الأمر، قامت بعض المكتبات بتقديم خدمة توصيل «السبلايز» أو الأدوات الخاصة بالأنشطة المدرسية مجاناً، وقال محمد أحمد، صاحب مكتبة، إنهم أطلقوا هذه الخدمة للتسهيل على أولياء الأمور، خصوصاً أن الكثيرين منهم أحياناً لا يكونون على دراية بماهية الأشياء المطلوبة ولا شكلها، ما يضطرهم إلى «اللف» كثيراً بين المكتبات والمولات الكبيرة من أجل شراء المطلوب.