بين إقالة واستقالة "بولتون".. ماذا يحدث داخل الإدارة الأمريكية؟
جون بولتون.. مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق
جاء إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن إقالة مستشاره للأمن القومي، جون بولتون بسبب خلافات في مجال السياسية الخارجية؛ كنقطة قلق جديدة داخل الإدارة الأمريكية، التي كانت دوما موضع نظر مع كثرة الأزمات التي يثيرها "ترامب" والتي دفعت كذلك إلى كثير من الاستقالات داخل "البيت الأبيض"، خصوصا أن "بولتون" في المقابل أعلن أنه قدم استقالته من منصبه بنفسه.
وضغط "بولتون"، وهو أحد الصقور البارزين في السياسة الخارجية ومستشار ترامب الثالث للأمن القومي، على الرئيس كي لا يتخلى عن الضغوط على كوريا الشمالية، رغم الجهود الدبلوماسية، بحسب ما ذكر تقرير لقناة "سكاي نيوز" اليوم.
كما عارض بولتون، الشخصية الرئيسية وراء موقف ترامب الصارم من إيران، اقتراحات الرئيس بعقد اجتماع محتمل مع القيادة الإيرانية، ودعا إلى اتباع نهج أكثر صرامة بشأن روسيا وأفغانستان.
ونقلت "رويترز" عن مصدر مطلع، أن هذا الإعلان جاء بعد محادثة شابها التوتر، الاثنين، وتناولت اختلاف موقف الرجلين بشأن أفغانستان.
خبير في العلاقات الدولية: ما حدث إقالة لـ"بولتون" نظرا لكثرة الخلافات مع "ترامب" رغم التشابه الظاهري بينهما
"ما حدث كان إقالة وليست استقالة"، هكذا علق الدكتور أيمن سمير خبير العلاقات الدولية على خروج "بولتون" من منصبه، الذي قال، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "السبب في الإقالة يعود إلى الخلافات الشديدة بين بولتون وترامب، وتعيينه منذ البداية كان خطأ جسيما، لأن الإدارة الأمريكية تتصف بالحذر دوام في سياساتها الخارجية، بينما بولتون يتسم بقدر من الهمجية، حتى أنه يضع قنبلة بدون فتيل كنوع من الديكور على مكتبه، ومن قبل فقد ألف كتاب الاستسلام ليس خيارا".
وأضاف "سمير": "من الناحية الخارجية قد يبدو هناك تشابه بين مستشار الأمن القومي والمقال والرئيس ترامب، لكن في الحقيقة وواقعيا التباعد كبيرا، من ذلك أن الرئيس ترامب رفض فكرة العمل العسكري مع كوريا الشمالية وكذلك العمل العسكري مع فنزويلا، في حين بولتون كان يفكر في قصف كوريا الشمالية بل ووضع خطة لإرسال جنود إلى هناك".
وعدد خبير العلاقات الدولية، بعض الأسباب الأخرى لإقالة "بولتون"، مشيرا إلى أنه كان متمردا ويقوم بأعمال ضد قناعات الرئيس الأمريكي، كما أنه كان يرسم صورة للرئيس الأمريكي على عكس الواقع، فقد أرسل رسالة لـ"ترامب" أن نائبه مايك بنس ضد الاتفاق مع "طالبان"، وهذا ما نفاه "بنس" وأكد دعمه لمسألة التوصل إلى اتفاق سلام مع "طالبان".
ويرى خبير العلاقات الدولية أن "بولتون" أضر بأمريكا ضرارا بالغا، بدفعه روسيا إلى التقارب مع الصين، كان يمكن لـ"واشنطن" اعتماد سياسة تفصل بين "موسكو" و"بكين" والتي تحولت العلاقة بينهما إلى وضع يشبه العلاقة مثلا بين كندا والولايات المتحدة.
أيمن سمير: إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي ستسهم في حلحلة كثير من الملفات والأزمات
ويرى الخبير في العلاقات الدولية، أنه بعد خروج "بولتون" من الإدارة الأمريكية سيكون هناك حلحلة في بعض الملفات مثل ملف كوريا الشمالية، وقد يكون هناك تجديد لاتفاقية سترات 3، وأيضا عودة لصيغة متفق عليها بشأن اتفاقية الصواريخ المتوسطة وحلحلة في ملفات تتعلق بالشراكة مع أوروبيين.
وعن كثرة الاستقالات داخل إدارة "ترامب"، يرى خبير العلاقات الدولية أن هذه الاستقالات تعود إلى أن نهج "ترامب" جديد في الولايات المتحدة هو شخص قادم من خارج المؤسسات الأمريكية ومتحرر من قيودها ولذلك يصطدم بالجهاز الوظيفي الأمريكي، قائلا: "ترامب يريد الاقتراب من روسيا لكن موظفي الإدارة الأمريكية يرفضون ذلك، لأنهم هم من عملوا في السابق في فترة الحرب الباردة، وبالتالي لا يمكن أن يقبلوا الجلوس في نفس الخندق مع روسيا الآن".
ترقب حول مسار العلاقات مع روسيا.. و"الكرملين": لن يكون لاستقالة "بولتون" التأثير الجاد
وعلى صعيد تأثير إقالة "بولتون" على العلاقات الروسية – الأمريكية، أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن إقالة مسؤول أمريكي رفيع مثل مستشار الرئيس للأمن القومي، جون بولتون، لن تصحح العلاقات الروسية الأمريكية، أو أنه سيكون لها تأثير بصورة جدية على السياسة الخارجية الأمريكية".
وذكر بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أكثر من مرة أن روسيا تميل للبحث عن مخرج من الوضع المحزن الذي لا تزال تقع فيه العلاقات الروسية الأمريكية الثنائية، مضيفا في الوقت ذاته أنه "لا يمكن البحث عن هذا المخرج بشكل منفرد، ولا يمكن عمله إلا بالتعاون".