باحث: غياب دور الدولة وحروب الوكالة قد تعيد العمليات الإرهابية
محمود قاسم
قال محمود قاسم الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات السياسية إنّ الظاهرة الإرهابية مؤهلة بقوة للعودة مرة أخرى بسبب مجموعة من العوامل، بينها استمرار الصراعات المسلحة، إذ شهدت الفترة التي تلت عام 2011 انتشار الجماعات الإرهابية في المنطقة المحيطة بمصر، التي ترجع بدورها إلى عدة عوامل.
وأضاف قاسم خلال الجلسة الأولى من فعاليات المؤتمر الثامن للشباب بعنوان "تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليًا وإقليميًا" بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنّ المناطق التي انتشرت فيها الجماعات الإرهابية مثل سوريا، ليبيا، والعراق غلب عليها غياب دور الدولة، هشاشة المؤسسات، وحالة الفراغ الأمني الشديد، إلى جانب تجدد دورات الصراعات، ما حفز نمو الإرهاب مرة أخرى.
وتابع الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات السياسية: "ما لم يتم استعادة دور الدولة الوطنية ستسمر الظاهرة الإرهابية في المستقبل"، مشيرا إلى أنّ مواصلة بعض الدول دعم العناصر الإرهابية، من أهم بروز ظاهرة الإرهاب في السنوات الأخيرة، إذ تعلن بعض دول المنطقة أنّها تدعم الإرهاب لتحقيق عدد من المكاسب السياسية، ومن ثم فإنّها تدعمها بكافة الطرق مثل الدعم المالي واللوجستي وتدريب ونقل المقاتلين وتوفير مجموعة من المنصات الإعلامية.
ولفت قاسم إلى وجود محور آخر تقوده الدولة المصرية، وفق رؤية ومقاربة استراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب، حيث لا تختزل المواجهة على فصيل أو ساحة معين، ومن ثم فإن المجتمع الدولي أشاد بها بشكل كبير للغاية.
وأكد الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات السياسية أنّ الحروب بالوكالة تعد العامل الثالث الذي أدى إلى بروز ظاهرة الإرهاب في السنوات الأخيرة، حيث ترعى بعض الأطراف والدول الإقليمية عددًا من الجماعات الإرهابية وتمدها بأشكال وسبل الدعم كافة، لدرجة أنّهم أصبحوا كالجيوش الصغيرة.
وعدّد قاسم عوامل أخرى لبروز ظاهرة الإرهاب في السنوات الأخيرة، بينها الأفكار التكفيرية ونقل تفسيرات دينية مغلوطة، إضافة إلى الأفكار القومية المعادية للتعددية، إذ يحفز وجود الإسلاميين في الغرب هذه الظاهرة، واستهداف مسجدي نيوزلندا كان ناجمًا عن هذه الأفكار المتشددة، إضافة إلى العوامل الاجتماعية الأخرى المرتبطة بالصراعات الطائفية والإثنية والعرقية في المنطقة.
وشدد الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات السياسية، على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لمواجهة هذه الظاهرة، خاصةً أنّ التحليلات تذهب إلى أنّ هناك تحالفات مرنة يمكن أن تعقد في مناطق نفوذ بين هذه المكونات والكيانات الإرهابية، ما يخلق نموذجًا إرهابيًا أكثر عنفًا من النماذج السابقة.
وانطلقت فعاليات المؤتمر الثامن للشباب، صباح اليوم تحت رعاية ومشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مركز المنارة للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة، بحضور 1600 مشارك غالبيتهم من الشباب، إذ يحضر شباب البرنامج الرئاسي وشباب الجامعات مع شباب السياسيين وشباب المهندسين العاملين في المشروعات القومية، وشباب الأطباء وأيضًا شباب رجال الأعمال.
ويعتبر المؤتمر الوطني للشباب فرصة للحوار، والتعرف على أفكار الشباب وأطروحاتهم ودعم التواصل بين الدولة المصرية وشبابها، وذلك عقب إطلاق مؤتمر الشباب للمرة الأولى في مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء في أكتوبر 2016.