محور رئيسي بالمؤتمر الثامن.. كيف تطرقت ملتقيات الشباب السابقة للإرهاب؟
الرئيس السيسي خلال جلسة مكافحة الإرهاب بؤتمر الشباب الثامن
"تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا"، هو عنوان الجلسة الأولى لمؤتمر الشباب الثامن الذي انطلق صباح اليوم، من مركز المنارة للمؤتمرات، لكنها ليست المرة الأولى التي تتناول فيها مؤتمرات الشباب حديثا مطولا عن الإرهاب، حيث خصصت جلسة ضمن منتدى شباب العالم في دورته الثانية من نوفمبر الماضي، لمناقشة الخطر الأكبر الذي تواجهه دول العالم، بالإضافة إلى جلسة "اسأل الرئيس" في مؤتمر الشباب في دورته الرابعة، والتي أفرد السيسي خلالها حديثا مطولا عن الإرهاب.
الرئيس في 2017: "الدين مش جاي يعذب الناس"
منذ 4 سنوات بدأت مصر مواجهة الفكر والإرهاب، وذلك وفقا لحديث الرئيس في مؤتمر الشباب لعام 2017، مطالبا الدول التي تدعم الإرهاب وتتدخل في شؤون الآخرين أن تتوقف وتكف عن ذلك، مضيفًا: "إحنا مش ضد جماعات دينية، إحنا مش بنحارب الدين.. الدين مش جاي يعذب الناس، ومش بنحارب ربنا، عاوزين الدين الإسلامي السمح".
"أسماء متنوعة وفكر واحد" هكذا كان وصف السيسي الفكر الإرهابي في كل مكان، فلا فرق بين المجاهدين في الصومال، وجماعة بوكو حرام، فالكل سواء ومثلهم مثل داعش وكذلك بيت المقدس، موضحًا أن الفكر الإرهابي غير قابل للحياة، وأن الدول الأوروبية لن تنعم بالاستقرار دون مواجهة الإرهاب.
"الإرهاب ليس وليد العصر ولكنه موجود منذ وجود الخوارج في عهد علي بن أبي طالب"، وذلك بحسب ما قاله السيسي في جلسة "اسأل الرئيس" عام 2017، موضحا أن القضاء على الإرهاب يحتاج إلى وقت طويل، كما أن الفكر الذي يغذي الجماعات التكفيرية والإرهابية متواجد وسط المواطنين ولا أحد يشعر به، والإرادة السياسية ليست كافية لمحاربة الإرهاب، رغم أن هناك خطة لتعديل تلك الأفكار وتصويبها ولكن لم تأت بأي نتيجة حتى الآن، مضيفًا: "الفكر الإرهابي ده مش موجود من دلوقتي أو من 80 سنة بس، ده موجود من أيام الخوارج من أيام سيدنا علي"، مطالبا بـ"احترام الأديان السماوية، ربنا خلق الناس كده، والقضاء على الفكر الإرهابي سيستغرق عشرات السنين".
جلسة تناقش دور القوة الناعمة في مواجهة التطرف والإرهاب في منتدى الشباب
ضمن 3 محاور تناولها منتدى شباب العالم في دورته الثانية في نوفمبر 2018، كان محور السلام الذي تضمن دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام والتعاون الأورومتوسطي، والشراكة الاستراتيجية، وكذلك المساعدات الإنسانية، والواجبات في مواجهة التحديات، وإحياء المجتمعات ما بعد الصراعات، من خطة مارشال إلى سوريا، ودور القوة الناعمة في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب، وكذلك مناقشة يوم الصفر، الأمن المائي في ظل حقيقة التغير المناخي.
جلسة بعنوان "دور القوة الناعمة في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب"، كانت أحد أبرز الجلسات ضمن محور السلام، والتي ضمت شخصيات مصرية وعربية وأفريقية بارزة.
عبدالدايم: متذوق الفن لن يقدم على عمل إرهابي
الثقافة والفنون هي قوة مصر الناعمة وهي أحد أهم المؤثرات الإيجابية للدولة الشاملة، وتسهم بجدية في تشكيل وعي الشباب كما كانت على مدار التاريخ من أهم دعائم تماسك المجتمع، وذلك بحسب وزيرة الثقافة المصرية خلال جلسة "القوة الناعمة في مواجهة الإرهاب"، متابعة أن الأعمال الإرهابية لا تصدر عن متذوق للثقافة والفن، ولذلك فإن وزارة الثقافة تبنت استراتيجية تهدف إلى بناء الإنسان وتلبية الاحتياجات الفكرية والفنية للشباب من خلال تقديم ورش عمل متنوعة وندوات أدبية وعروض فنية ومسرحية تساعد على إعمال العقل وتخاطب الوجدان، وتهدف أيضاً إلى الدفع بالمواهب الواعدة للمشاركة فى جميع المشروعات الثقافية والفنية المقدمة.
خالد عكاشة: الإرهاب يستفيد بشكل كامل من وسائل التواصل الاجتماعي
"الإرهاب يحقق الاستفادة الكاملة من وسائل التواصل الاجتماعي" ذلك كان تعليق الدكتور خالد عكاشة في مناقشات جلسة "دور القوة الناعمة في مواجهة التطرف والإرهاب"، موضحا أنه استفاد منها عن طريق نقل حجم نشاطه المحدود في الواقع، إلى حجم أكبر في العالم الافتراضي حول العالم، وهي نقلة شديدة الخطورة، ومساحة أعطيت للنشاط الإرهابي بالمجان، من خلال السوشيال ميديا ومنصات التواصل الاجتماعي.
"عين كبيرة جدا" هو ما توفره وسائل التواصل الاجتماعي للنشاط الإرهابي وذلك بحسب عكاشة، متابعا أنه على مستوى الشبكات المختلفة، ينظر الإرهابيون إلى جميع المجتمعات حول العالم، ليرى من خلالها الثغرات والفجوات داخل كل مجتمع، مشدداً على أن الإرهاب قائم على القتل والتخريب والهدم، ويجد في تلك الوسائل البيئة الخصبة بكل سهولة ويسر.
وأكد أن هناك عبئاً كبيراً على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية حول العالم بوضع وسائل التواصل الاجتماعي ضمن الخطط لمواجهة خطر الإرهاب، مضيفاً أن أعمال التجنيد وصناعة إرهابي تتم حالياً عن بُعد بفضل الإنترنت.
على هامش المنتدى.. السيسي يناقش الإرهاب في لقاء المراسلين الأجانب
لقاءات عدة شهدها المنتدى، وتحدث خلالها السيسي عن قضية مواجهة الإرهاب، لتأخذ اهتماما خاصا، حيث كان للرئيس عبدالفتاح السيسي، لقاء مفتوح مع المراسلين الأجانب، وعلى هامش المنتدى، والذي أوضح فيه أن الدول التي يسودها عدم الاستقرار مثل الصومال لو تم حل مشكلتها منذ 20 عاما لم يكن حجم الجماعات الإرهابية ليصل إلى ما هي عليه الآن، فإذا كان الإرهاب خطرا حقيقيا على الإنسانية، فعلينا أن نؤجل الخلافات ونحل الأزمات في ليبيا والعراق وسوريا والصومال وأفغانستان وإلا ستستمر بؤرة الإرهاب في التزايد.
قضية الإرهاب شغلت جزءا من توصيات السيسي في ختام منتدى شباب العالم
شدد السيسي في ختام المنتدى على إدراج بعض التوصيات المتعلقة بالإرهاب في ختام منتدى شباب العالم في دورته الثانية، حيث قرر:
أولا: تبني الدولة المصرية بكل مؤسساتها لإقرار مبدأ أن الحفاظ على الحياة ومكافحة الإرهاب وآثاره المباشرة والجانبية حق أساسي من حقوق الإنسان، وتشكيل مجموعة عمل مشتركة من الشباب المشاركين في المنتدى من كل دول العالم ومؤسسات الدولة المصرية لتقديم الدعم المادي والمعنوي لضحايا الإرهاب في العالم.
ثانيا: تشكيل لجنة لإدارة النصب التذكاري لإحياء الإنسانية بمدينة شرم الشيخ، يكون من ضمن أعضائها النحاتون المشاركون في إقامته، على أن يتحول هذا النصب إلى مؤسسة دولية تهدف إلى الحفاظ على مبادئ الإنسانية، وتقديم الدعم لضحايا العنف والإرهاب.