شهداء مصر.. "الدم على الأرض.. خريطة"
الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال تكريم إحدى زوجات أحد الشهداء وأبنائها
باقون هم.. رسموا بدمائهم طريقاً للخلود، فهم من وضعوا أرواحهم على أكفهم وواجهوا الموت بشجاعة.. يدافعون بيقين وثبات عن «وطن» يُقبلون لتبقى شوارعنا آمنة وتُدق الأجراس فى كنائسنا ويرتفع صوت الأذان فى مساجدنا.. لأنهم على حق فى مواجهة «إرهاب» خسيس وأجير ومموَّل من أعداء الوطن. هل طالعت وجوه الشهداء وصورهم عند الاستشهاد؟.. هل اخترقت أصواتهم أذنك واستقرت فى وجدانك؟.. هل بقيت صورهم محفورة فى ذاكرتك؟.. هل تذكر كيف استشهد اللواء نبيل فراج وقد جاوز الخمسين عاماً فى كرداسة برصاصة استقرت فى جسده؟.. وكيف أنه لم يُلقِ سلاحه، بل اتكأ على ركبته ليسلمه لأقرب شرطى بجواره قبل أن يسلم الروح لخالقها.. هل سمعت صوت الملازم البطل عمر القاضى ابن الـ 22 عاماً وهو يواجه الإرهابيين فى سيناء وهو يستقبل الموت بعد أن قاوم وقتل بعضاً من مهاجميه هو وزملاؤه المجندون؟.. سمعته وهو يقول لزملائه عبر «اللاسلكى»: «دكّوا علينا السبيل.. دكوه علينا.. اقتلونا يا رجالة إحنا وهمّا».. هل سمعته وهو يتحدث لإرهابى اقترب منه: «قرَّب ياض لو تقدر.. قرب منّى لو راجل» وكذلك وهو يقول فى تسجيل صوتى: «قولوا لأمى ابنك مات بطل».
مَن ينسى رجالنا: المنسى، محمد مبروك، خالد مغربى، عامر عبدالمقصود، رامى حسين، أيمن شويقة، محمد الأشقر، هشام شتا، إسلام مشهور، أحمد جاد جميل، شريف محمد عمر؟!.. مَن ينسى آلاف الأبطال الذين كانوا هناك فى مواجهة الموت فى سيناء والصحراء الغربية والواحات وشوارع بالقاهرة والجيزة وطنطا والإسكندرية وغيرها من مدن ومحافظات مصر؟!.. مَن ينسى ضحايا مديرية أمن الدقهلية وكمين الهرم وشهداء مركز شرطة كرداسة وشهداء مطاى ومغاغة؟! لن ننساهم أبداً ولن يغيبوا عن الذاكرة.. فهم باقون فى الدروب وأمام كل دار.. باقون بقاء ليلنا ونيلنا.. وبقاء رمال سيناء وطين الدلتا والصعيد.. وبقاء حوارى مصر وشوارعها وترابها وشمسها.. باقون لأنهم رجال.. والرجال أبداً لا يغيبون.
أسر "الشهداء والمصابين" فى "عين الدولة".. "إحنا كلنا فى خدمتكم"
يُقدّم المجلس القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين، التابع لرئاسة مجلس الوزراء، قرابة 10 خدمات رئيسية لأهالى الشهداء والمصابين المُسجلين فى قاعدة بياناته، وذلك فى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، والدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة المجلس القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين، إلى اللواء أركان حرب محمد عبدالمنعم، أمين عام المجلس، بتقديم أفضل رعاية ممكنة للمستفيدين بخدمات المجلس، وأرجع مسئولو المجلس ذلك إلى أن مصر لا تنسى أبناءها المخلصين الذين ضحوا بأنفسهم لأجل الوطن واستقراره.
أمين "المجلس القومى": الدولة حريصة على خدمتهم وتدقيق بيانات المستفيدين بطرق تكنولوجية حديثة
ويضم «المجلس القومى»، فى عضويته ضحايا الأحداث القومية، مثل ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وكذلك عدد من العمليات الإرهابية من المدنيين، فيما تتولى الجهات المُختصة داخل وزارتى «الدفاع والإنتاج الحربى»، والداخلية، تقديم الدعم والخدمات لمصابى العمليات الحربية، والأمنية.
وتضم قائمة الخدمات التى يُقدمها «المجلس»، حسب تقرير رسمى صادر عنه حصلت «الوطن» على نسخة منه، إعفاء أسر الشهداء والمصابين من المصروفات الدراسية بالمدارس، والجامعات الحكومية، وبرامج التعليم المفتوح، والمعاهد العليا وفوق المتوسطة، مع تنظيم دورات لمحو الأمية، لتثقيف غير المتعلمين من الأسر، وتأهيلهم لـ«سوق العمل».
وتشتمل الخدمات المُقدّمة لـ«الأسر»، على استصدار اشتراكات مجانية لهم من الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق لركوب المترو بالمجان، وإصدار كارنيهات من الهيئة العامة للنقل العام، ليستفيدوا بركوب كل الأوتوبيسات التابعة للهيئة بالمجان تماماً.
التنسيق مع وزارة التضامن لإصدار معاشات شهرية لأسرة كل شهيد.. ورعاية صحية وعلاج للمصابين
كما تشتمل الخدمات على التنسيق مع الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، بشأن إصدار خطابات تعيين للمصابين بالجهاز الإدارى للدولة، فضلاً على التنسيق مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية لتخصيص وحدات سكنية لهم ضمن مشروع الأسر الأولى بالرعاية، فضلاً عن وحدات سكنية أخرى بالمشروع القومى للإسكان الاجتماعى بمساحات تصل حتى 90 متراً.
ويتعاون «المجلس القومى»، حسب «التقرير»، مع وزارة التموين والتجارة الداخلية، لإصدار بطاقات تموينية للمنتفعين بخدماته حال استحقاقهم ذلك، مع تقديم العلاج بالمجان تماماً لمختلف الأمراض، وصرف الأدوية اللازمة لها، وإجراء العمليات الجراحية بالمجان تماماً للمستفيدين بخدماته.
ولفت التقرير إلى أنه يتم التنسيق مع اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، لإطلاق أسماء الشهداء على الشوارع، والميادين، والكبارى، والمدارس بكل المحافظات، بالتعاون مع المحافظين، كما يتم تقديم خدمات التأهيل النفسى والطبى والمعنوى للمنتفعين بأعمال المجلس.
وأوضح التقرير أنه تتم الاستعانة بخبراء نفسيين لتأهيل «الأسر والمصابين»، كما يتم تقديم خدمات العلاج الطبيعى لمصابى العجز الكلى، وتأهيلهم حركياً، مع صرف كراسى متحركة بالكهرباء، وكراسى عادية لمصابى «العجز الكلى»، مع صرف الأجهزة التعويضية اللازمة لكل حالة، فضلاً عن تنظيم رحلتين للحج، و3 رحلات عمرة لأسر الشهداء والمصابين، كما يتم العمل على توفير أحدث التقنيات لمساعدة ذوى الإعاقة البصرية.
كما تم تنظيم رحلات لأسر الشهداء والمصابين، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة إلى الأقصر وأسوان وشرم الشيخ والقرية الفرعونية والسيرك القومى ومسرح العرائس، مع تنظيم أكثر من احتفالية بـ«يوم اليتيم»، فضلاً عن تخصيص صالة جمانيزيوم لتأهيل أسر الشهداء والمصابين.
وجدد اللواء أركان حرب محمد عبدالمنعم، الأمين العام للمجلس، عهده للمنتفعين بخدمات «المجلس القومى»، بأن يظلوا نُصب أعين المسئولين، لتقديم أفضل رعاية ممكنة لهم، مضيفاً: «سنبقى دوماً أوفياء لأسر الشهداء، وسنقدم كامل الرعاية لهم، فى إطار حرص الدولة بكل مؤسساتها على تكريم الشهيد وتخليد ذكراه».
وأكد لـ«الوطن»، أنهم يسعون خلال الفترة المقبلة لمواصلة تقديم الكثير من الخدمات للمنتفعين بخدماته فى مختلف المجالات، حرصاً من الدولة على رعاية أسر الشهداء والمصابين، مع العمل على تطوير الخدمات، وإدخال التكنولوجيا الحديثة فى رعايتهم.
ويرفع المجلس شعار «رعاية.. اهتمام.. مثابرة» فى تقديم الخدمة لأسر الشهداء والمصابين، حيث يقدم المجلس خدماته لأكثر من 1100 أسرة شهيد، تم ضمهم لـ«المجلس»، بناءً على تقرير طبى حكومى بتاريخ الحدث، وشهادة الوفاة، وشهادة من النيابة ومحضر الشرطة، وتقرير الطب الشرعى، وإعلام الوراثة، وصورة الرقم القومى وشهادة الميلاد، مع العمل على تدقيق الإجراءات حتى لا يحصل غير المستحقين على خدمات المجلس، وأكثر من 6 آلاف مصاب. ويوضح «المجلس»، فى تقريره، أنه تم التنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى، وإصدار معاشات شهرية لـ«الأسر».
فى سياق متصل، حصلت «الوطن» على «كشف حساب» الدولة فى تنفيذ تعهداتها برد الجميل لـ«شهداء الوطن» خلال العام المالى 2018/ 2019، حيث أظهر التقرير الصادر عن «القومى للشهداء»، إنفاق الحكومة ملايين الجنيهات لتقديم خدمات مجانية لأسر شهداء ومصابى الأحداث القومية، عبر توفير خدمات صحية ووسائل نقل وخدمات تعليمية مجانية، وغيرها من الخدمات التى يحتاجونها.
وأكد التقرير أن الدولة تحمّلت خلال العام المالى الماضى، مصروفات المدارس والجامعات الحكومية لـ200 من أبناء الشهداء والمصابين، وقدّمت خدمات النقل العام بشكل مجانى لـ650 مصاباً وأسرة شهيد، وأقرت صرف معاشات تُقدّر بـ1500 جنيه لكل حالة من 25 أسرة شهيد ومصاب، مع صرف دعم مادى بقيمة 600 ألف جنيه للأسر.
وأوضح التقرير أنه تم صرف أدوية وعلاج لأسر الشهداء والمصابين خلال العام المنصرم بقيمة 34 مليوناً لـ15 ألف حالة، تشمل صرف أدوية شهرية لأمراض مزمنة، وغير مزمنة، ومستلزمات طبية، مع تكفل «المجلس» بعلاج الحالات المصابة بمختلف حالات السرطان من المنتفعين بخدماته عبر المتابعة المستمرة لحالتهم مع أكبر المستشفيات.
وأشار تقرير المجلس القومى لأسر المصابين والشهداء، إلى أنه يتم العمل حالياً على استكمال بعض الحالات الجراحية التى يحتاجها بعض المستفيدين من خدمات المجلس، مع تحويل الحالات الحرجة من المصابين بمرض الالتهاب الكبدى الفيروسى «سى» إلى المعامل المركزية بوزارة الصحة والسكان، لعمل تحليل «PCR»، للتأكد من وجود «الفيروس»، أو عدمه، لصرف العلاج اللازم للمصابين، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان.
وتضمن التقرير أن إجمالى عدد تحويلات «أسر الشهداء والمصابين» لإجراء كشوفات طبية وتحاليل، وأشعة، وعمليات جراحية بلغ 13 ألف تحويل خلال عام واحد فقط، فضلاً عن تسليم «كراسى متحركة»، وعكازات للمستحقين، بعد عرض حالاتهم على الإدارة الطبية فى المجلس، مضيفاً أن هناك متابعة مستمرة لحالات الإصابة بـ«العجز الكلى» بصفة مستمرة، مع تلبية احتياجاتهم من عمل جلسات علاج طبيعى من قبل إخصائيى العلاج الموجودين بالإدارة الطبية فى المجلس.
وأرسل «قومى الشهداء» أسماء 110 من المصابين وأسر الشهداء إلى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، للسير فى إجراءات تخصيص وحدات سكنية بمساحة 90 متراً مربعاً لهم، بجانب إرسال 26 خطاباً لتغيير تخصيص الوحدات السكنية.
وأوضح المجلس أنه تم تسلم 55 طلباً جديداً لضم مصابين وأسر شهداء إلى المجلس، مع العمل على تحديث كل بيانات المصابين المسجلين فى قاعدة البيانات، بعد اكتشاف أكثر من حالة وفاة بينهم، وحالات تزوير.