رغم رحيلهم... أصوات الشهداء لا تزال تنبض بالحياة
جنازة عسكرية لأحد شهداء القوات المسلحة
رحلوا فى غمضة عين دون سابق إنذار، صعدت أرواحهم إلى السماء بعد عمل بطولى، وبقيت ذكراهم وما تبقى منهم خالداً على أرض الواقع، ينبض بأصواتهم وموثقاً بخط أيديهم يعبر عن حياة شهيد راح ضحية الدفاع عن وطنه، ملابسه ومكتبه الخاص وصوته وهو يردد آيات القرآن الكريم ويقلد المُقرئين وخطه الذى تعلمه وأصبح ينقشه على لوحات وغيرها من الأشياء التى لا تزال داخل غرفة الشهيد عبدالرحمن البشيهى، الذى استُشهد فى عملية إرهابية استهدفت مدرعة شرطة بعبوة ناسفة على الطريق الدائرى بالعريش عام 2015، بينما صوت الشهيد عمر القاضى، قائد كمين البطل 14 بشمال سيناء، لا يزال حاضراً من خلال المقطع الصوتى الشهير له قبل رحيله، وأيضاً من خلال إطلاق اسمه على دفعة 2019 لكلية الشرطة.
ورغم رحيل الشهيد عمرو صلاح، فإن مشاهده ستظل باقية للأبد من خلال مشاهد فيلم «الخلية»، الذى شارك فيه، بجانب الفنان أحمد عز وآخرين، كان الشهيد مكلفاً من قبل وزارة الداخلية بتدريب أبطال العمل، وتم توجيه إهداء له عبر تتر الفيلم، وأيضاً أهداه المطرب رامى جمال ألبومه الأخير، ووضع بعض الكلمات التى تعبّر عن علاقة الصداقة والجيرة التى كانت تجمعهما منذ 15 عاماً، والكثير من الشهداء الذين رحلوا، لكن تظل ذكراهم حاضرة تنبض بالحياة رغم مرور السنين، وهذا ما أكده الدكتور على عبدالفتاح البشيهى، والد الشهيد عبدالرحمن، قائلاً: «ابنى ما زال حى، بنعتبره مسافر وراجع».
والد الشهيد "البشيهى": "كان بيقلد أصوات المؤذنين والمقرئين واتعلم فنون الخط"
يحكى الرجل أن ابنه كان يحفظ ما يقرب من 13 جزءاً من القرآن الكريم، بجانب تعلم فنون الخط العربى، الذى كان ينقشه على الورق وما زال داخل غرفته حتى اليوم، إضافة إلى تفوقه الدراسى وحصوله على درجة 100% فى الثانوية العامة ودخول كلية الطب وبعدها اتجه للدراسة فى كلية الشرطة: «ابنى كمان كان بيقلد أصوات المقرئين والمؤذنين وكان بيسجل لهم بصوته أثناء فترة الإعدادية والثانوية»، مؤكداً أنه كتب سيرته الذاتية بخط يده: «خطه أحسن من كتابة الكمبيوتر.. ومحتفظين بكل حاجة فى أوضته».