"أيمن" يُصنع مستلزمات "السبوع": الوظيفة لا تفتح بيتا
«أيمن» استفاد من قروض جهاز المشروعات الصغيرة فى تمويل مشروعه
بعد 23 سنة قضاها أيمن نافع فى العمل بالسعودية، اختار أن يعود إلى مسقط رأسه فى مركز كفر الزيات بالغربية، ليبدأ مشروعاً لتصنيع أسِرَّة الأطفال حديثى الولادة وزينة ومستلزمات «السبوع»، مستعيناً بقرض قيمته 30 ألف جنيه من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
بدأت المشروع بعد غربة 23 عاماً برأسمال 5 آلاف جنيه.. وتلقيت دعوات للمشاركة فى معارض داخل محافظة الغربية
عن تجربته، يقول نافع، 46 سنة: «حصلت على شهادة الدبلوم ثم سافرت للعمل فى السعودية فور أدائى الخدمة العسكرية، حيث عملت فى إحدى الشركات الخاصة بتصنيع أسِرَّة الأطفال حديثى الولادة، ومستلزمات وهدايا السبوع، وزينه الاحتفالات، وبعد 23 سنة فى الغربة، عدت إلى مصر منذ سنة ونصف». وأضاف: «اخترت العودة بجوار أسرتى وتحقيق حلمى فى افتتاح مشروعى الخاص»، موضحاً: «لفترة طويلة بحثت عن فكرة مشروع مبتكرة، قبل أن أستقر فى النهاية على تنفيذ مشروع صناعة أسرة الأطفال وحديثى الولادة ومستلزمات السبوع والزينة، خاصة أن لدىَّ خبرة كبيرة فى هذا المجال، اكتسبتها أثناء عملى فى السعودية».
بدأ «نافع» العمل من منزله بسبب ارتفاع الإيجارات، وصعوبة استخراج التراخيص، موضحاً: «كان عملى فى البداية تجريبياً، لأن تنفيذ المشروع على أرض الواقع كان مجازفة، لأن هذه المنتجات غير منتشرة، ولم تكن لدىَّ ثقة فى إمكانية ترويجها، لأننى لا أعرف طبيعة السوق بشكل جيد، خاصة أن هذه الصناعة غير منتشرة».
وخلال الفترة التجريبية توجه «نافع» إلى أصحاب محال بيع مستلزمات الأطفال لعرض منتجاته، مع عرض فكرة إمكانية تركها لديهم دون مقابل لمدة 10 أيام، لإتاحة الفرصة أمام الزبائن لرؤية المنتجات، ويقول: «المنتجات لاقت قبولاً بين أصحاب المحال، ما دفعهم لطلب كميات أكثر، ووقتها علمت أن المشروع لاقى نجاحاً كبيراً».
المشروع بدأ برأسمال 5 آلاف جنيه، هى تكلفة المواد الخام، بينما استعان بماكينات تصنيع من السعودية، قبل أن يفكر «نافع» فى تطوير المشروع، ما دفعه للبحث عن تمويل من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وبالفعل حصل منه على قرض قيمته 30 ألف جنيه، بالإضافة لدعم غير مالى.
وبفضل التعاون مع الجهاز، تلقى «نافع» دعوات للمشاركة فى عدد من المعارض داخل المحافظة، منها معارض نادى المعلمين، وطنطا الرياضى، وفندق عرفة، وكلية الزراعة، ما ساعده على التوسع فى بيع منتجاته، لافتاً إلى أن «جهاز تنمية المشروعات يقدم كل الدعم لأصحاب المشروعات، سواء مادى أو معنوى، ما يساعد على نجاح هذه المشروعات».
ووجَّه «نافع» رسالة إلى الشباب بضرورة الاعتماد على الذات، والسعى لتنفيذ مشروعاتهم، لأن «الوظيفة سواء حكومية أو خاصة لم تعد تحقق عائداً مادياً يمكن للشاب أن يحيا به، ولا يمكن أن تفتح بيتاً»، على حد قوله، داعياً «الشباب إلى التوجه للجهاز، وعرض أفكار مشروعاتهم على المسئولين فيه، للحصول على الدعم اللازم لتنفيذها».
استطاع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، على مدار السنوات القليلة الماضية، تحقيق إنجازات ملحوظة على مستوى دعم الشباب، ومشروعاتهم، وتحويل الأفكار البسيطة والمميزة إلى مشروعات حقيقية على أرض الواقع، عبر تقديم الدعم المالى اللازم بفائدة مبسّطة. ولا تقتصر خدمات الجهاز على إتاحة الدعم المالى فحسب، إذ تتعدى تلك الخدمات، لتشمل الدعم الفنى الممثل فى تقديم الاستشارات المتعلقة بدراسات الجدوى وطرق تسويق وعرض المنتجات، وهو ما أسهم فى توسيع قاعدة الشباب المستفيد من الجهاز، وأسهم أيضاً فى تعزيز الثقة بقدرات الجهاز الذى ينفذ استراتيجية واضحة لدعم المشروعات الشبابية خلال الفترة المقبلة.