إثر الحرب الأهلية المستمرة فى اليمن منذ عام 2014، تدمرت السيارة الملاكى الخاصة بعائلة الشاب مجد الدين الشميرى، الذى يبلغ من العمر 16 عاماً، فلم يجد حلاً أمام انقطاع كل سبل الرزق إلا تحويل أنقاض السيارة الملاكى إلى مشروع خاص يرتزق منه ويكسب قوت يومه.
داخل هيكل السيارة المدمرة بالكامل، قام الشاب برص بضاعته من الحلوى والبسكويت وكل أنواع التسالى الخاصة بالأطفال، وعلى المقعد الأمامى المتهالك، جلس منتظراً عشرات الأطفال التى تتجمع حوله، لشراء الحلوى المحببة إليهم، وقد التقطت عدسة وكالة الأبناء الفرنسية صورة للمتجر الذى تغلب به الشاب على الأوضاع الصعبة التى بات يعانى منها قطاع عريض من اليمنيين.
«الشميرى» الذى ينتمى إلى منطقة جبل صبر فى مدينة تعز، بجنوب غرب البلاد، عانى وعائلته كثيراً من ويلات الحرب والاشتباكات العنيفة المستمرة بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين، وكذلك بين الفصائل الموالية المختلفة، حيث تدمر منزل العائلة وكل ممتلكاتها ولم يبق سوى تلك السيارة التى تسد رمق أفراد أسرته من المكسب الضئيل الذى يحققه يومياً.
منذ الصباح الباكر يتجمع الأطفال حول سيارة «الشميرى»، يلعبون فى ذلك المحيط الذى تتوقف فيه دائماً، ينظمون سباقات فيما بينهم ثم يكافئون الفائز بالحلوى التى تجذبهم ألوانها، ويبقى الشاب العشرينى داخل سيارته إلى أن يأتيه وفد من الأطفال فيبتهج وتنفرج أساريره، متمنياً أن يرزق بخير وفير يمكنه من استئجار محل يواصل من خلال الكفاح من أجل لقمة العيش.
تعليقات الفيسبوك