تٌعلم الأجيال طريقة برايل.."دلال" كفيفة فلسطينية تواجه الحصار بالعِلم
الفلسطينية دلال التاجي
تحت أكوام من التراب وحطام المنازل، كٌتب للصغيرة التي لم تكن أكملت عامها الأول، عمر جديد بعد انهيار منزلها واستشهاد أسرتها بأكملها على يد الاحتلال، ظروفها أجبرتها على قضاء حياتها بمخيم "البراجنة" للاجئين الفلسطينيين في لبنان وسط أشخاص لم تربطها بهم أي صلة من قبل، إلا أنهم أضحوا أهلها وأصدقائها وحملت اسم أحد العائلات نظراً لفقدانها أي وسيلة لإثبات نسبها لعائلتها.
ضربت الفلسطينية، دلال التاجي، مثلا حياً على البطولة وتحدي الظروف الصعبة، بعد أن استشهدت أسرتها وتبنتها منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني ومرت الشهور واكتشفت الصغيرة حقيقة ضعف بصرها وفقدانها للنظر، لتحمل فوق معاناة اللجوء ظلاماً دائماً إلا أن ذلك كله لم يمنعها من النجاح.
خلال حياتها بالمخيم، بالعديد من الشخصيات من بينهم سيدة أسترالية تولت رعايتها، وحسب قولها، بسبب ظروف الحرب في عام 1948، جاءت إلى مصر مع عدد من اللاجئين والتحقت بأحد المدارس الابتدائية ثم قضت بها حياتها التعليمية حتى أنهت مرحلة الثانوية بمدارس مصر.
دلال: في 2003 حصلت على منحة للدراسة في جامعة إدنبرة في بريطانيا
11 عاما قضتهم في مصر، ثم انتقلت في فترة التسعينيات إلى فلسطين وتحديدا منطقة خان يونس بقطاع غزة، وحسب روايتها لـ"الوطن" درست اللغة الإنجليزية في فترة التعليم الجامعي، ثم عملت بمجال الترجمة هناك.
وفي 2003 كانت الفلسطينية الكفيفة على موعد مع محطة أخرى من النجاح وتحدي المصاعب، حيث حصلت على منحة للدراسة في جامعة إدنبرة الشهيرة في بريطانيا لدراسة الماجستير في العلوم الإنسانية، "الجامعة كانت بتوفر كل الإمكانيات لذوي الإعاقة وخصصت مرافق لي على مدار سنة و3 شهور وعدت إلى غزة للعمل كمحاضرة في كلية تنمية القدرات الجامعية لتعليم كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة البصرية طريقة برايل"، حسب قولها.
حلم استكمال الدراسة في الخارج يتلاشى عندما تتذكر"دلال" حصار الاحتلال ومنعه لأهل غزة من السفر خارج البلاد، فكثيرا ما طمحت بالحصول على الدكتوراه في أكتر من تخصص ومجال بجامعات عالمية، وحسب قولها، فهي تواجه مصاعب الحياة في الظلام تحت قيود الاحتلال بعلمها الذي تنقله إلى الأجيال التي تتولى مهمة التدريس لهم، "لن يمنعونا من الحلم".