"لابس تيشيرت محمد صلاح".. أول صورة للطفل الناجي من "جريمة الجيزة"
الأم ضحية جريمة أبو النمرس
الطفل عامر أسعد 7 سنوات.. هو الناجي الوحيد من مذبحة أبو النمرس بالجيزة والتي راح ضحيتها والدته وشقيقته الكبرى على يد ابن عمه، بعد أن مزق جسد الأم شيماء 27 سنة، وذبح الابنة دينا 9 سنوات، لكي ينتقم من الأم لتكرر اتهامها له بسرقة 20 ألف جنيه والتشهير بيه.
حصلت "الوطن" على صورة للطفل "عامر" الذي كان يرتدي تي شيرت عليه صورة المصري محمد صلاح نجم فريق ليفربول الإنجليزي، ويجلس في المستشفى بعد إصابته بعدة طعنات من سكين القاتل الذي ألقى بيه من سطح المنزل بعد أن فشل في قتله، حيث يجلس على سرير في المستشفى موزعا بين خراطيم المحاليل والأكسجين، مستسلما لمشارط الجراحة وأنامل الجراحين، لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لكي تعيده مرة أخرى للحياة، "عامر" أفاق للحظات أثناء حضور فريق من مباحث وناقشه حول الواقع.
بمناقشة الطفل المصاب شفاهة ردد أن والده ويدعى "أسعد" 36 سنة تاجر مواشي قام بالتعدي عليهم، ثم أصيب الطفل بغيبوبة، سجلت القوات فيديو لأقوال الطفل، وتم عرضه على جهات التحقيق، وبدأت رحلة الاشتباه في الأب بارتكاب الواقعة، وبعد عدة ساعات توصلت القوات إلى كاميرات رصدت تحركات الأب وأكدت أنه كان خارج المنزل قبل وقت الجريمة، كما توصلت التحريات وتحقيقات المباحث، التي جرت تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، إلى عدد من الشهود الذين أكدوا أن صبي كان يقفز من السطوح وقت الجريمة، وادلوا بأوصافه وجاءت مطابقة للمتهم مرتكب الواقعة "نجل شقيق الزوج".
المناقشة التي جرت بمعرفة ضباط قطاع جنوب الجيزة، تحت قيادة العقيد علاء فتحي رئيس المباحث الجنائية لقطاع جنوب الجيزة، والعقيد أحمد نجم مفتش مباحث الجنوب، وبحضور اللواء عاصم أبو الخير، مدير المباحث الجنائية، وجاءت كالتالي: "بدأ الأب أسعد جلال (35 سنة - تاجر مواشي) الإجابة عن أسئلة ضباط المباحث تحت قيادة العقيد أحمد نجم، قائلًا: "أنا كنت قاعد في بيت مع تاجر مواشي بمنطقة شبرامنت، كنت بتفق معاه على شراء عدد من رؤوس المواشي من البحيرة، وكنت بحضر نفسي عشان السفر، وأنا قاعد هناك حد بلغني إن مراتي اتقتلت وبنتي، وإن وابني مصاب، روحت بسرعة لقيت الدنيا كلها مقلوبة والبلد كلها في بيتنا والشرطة كمان، معرفش أي حاجة، أنا كنت سايبهم كلهم كويسين ومفيش أي حاجة".
يواصل الأب: "أنا متحركتش من مكاني على مدار 3 ساعات، ومليش أي عداوات مع حد تستدعي إن حد يقتل مراتي وعيالي، ومفيش بيني وبين مراتي أي خلافات علشان أعمل حاجة زي كدة".
بعدما أنهى الضباط مناقشة الأب، توجهت قوة من المباحث إلى المستشفى لمناقشة الطفل المصاب بعد أنَّ أخطرتهم إدارة المستشفى، أن الطفل فاق من الغيبوبة وحالته تسمح باستجوابه لثوان معدودة، بدأت القوات مناقشة الابن المصاب "مين اللي عمل كدة فيك؟" يردد الطفل في أثناء ذلك عبارة "أبويا.. أبويا".
عاد فريق المباحث إلى الأب، وبمواجهته بما جاء على لسان الطفل، أنكر صلته بالواقعة، ورد قائلا: "أنا مكنتش موجود أصلا، معرفش ليه بيقول كدة؟"، واستمرت المواجهات عدة ساعات بين أقوال الابن المصاب الذي كرر أكثر من مرة "أبويا.. أبويا" ردًا على سؤال الضباط عمن ارتكب الواقعة.
المباحث تكشف سر لازمة الطفل الناجي: كان يستغيث بأبيه
ساعات طويلة من التحقيقات خضع لها الأب كمشتبه فيه بارتكاب الواقعة، حتى تم استدعاء التجار الذين كانوا برفقة الأب، وتمت مناقشتهم، ليؤكدوا أن الأب جلس معهم عدة ساعات قبل أن يتفاجأ بالخبر.
وفحصت القوات الأمنية خط سير الأب حتى وصلت إلى كاميرا رصدت دخوله وخروجه عقب الواقعة، وأعادت القوات مناقشة الطفل مرة أخرى، ليتبين أنه كان يردد اسم والده لينقذه من المتهم.
جرى عرض تلك المعلومات على اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، الذي أمر بفحص مسرح الجريمة، ومناقشة الشهود مرة ثانية، وبدأ فريق البحث الذي يترأسه اللواء محمد الشريف مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، واللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة للمباحث، في مناقشة الشهود ومسرح الجريمة مرة أخرى، وتوصلت إلى مرتكب الواقعة.