مساعد وزير الخارجية الأسبق: "أردوغان" لديه مشروع واضح لتحويل سوريا إلى إمارة إسلامية تابعة لتركيا.. و"أتباع جولن" فضحوه
«صلاح» يتحدث لـ «الوطن»
أكد السفير عبدالرحمن صلاح، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن «أردوغان» فشل اقتصادياً وفشل فى تحقيق ديمقراطية، وتحولت «سياسة الصفر مشاكل» التى تبناها قبل الربيع العربى إلى «صفر صداقات».
وتابع: نموذج تركيا فشل ليس فقط لأن مشروع الإسلام السياسى قد سقط بعد ثورة يونيو 2013 ولكن بسبب انكشاف حقائق عن نموذجه كان «أردوغان» يخفيها، مثل الفساد وغياب استقلال السلطات، وهى الأمور التى فضحها أتباع الداعية فتح الله جولن، حين اختلفوا معه. وقال «صلاح»، فى حوار لـ«الوطن»، إن تركيا، التى كانت تخطط لتحويل سوريا لإمارة إسلامية تابعة لها، فتحت حدودها للإرهابيين لدخول سوريا لانتزاع شمالها ليصبح «لواء إسكندرونة» جديد.. وإلى نص الحوار:
الرئيس التركي فشل في تحقيق ديمقراطية وتحولت "سياسة الصفر مشاكل" التى تبناها قبل الربيع العربى إلى "صفر صداقات"
هل يحرك الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى سوريا هواجس أمنية أم مشروع سياسى؟
- لدى أردوغان مشروع واضح المعالم فى كامل المنطقة، خلاصته تمكين جماعات الإسلام السياسى من الوصول للحكم، ما يعنى تحويل سوريا لإمارة إسلامية تابعة له تماماً كما كان يخطط لمصر، وبالإضافة لهذا الهدف العام، تمثل سوريا أهمية خاصة له، فهو يرى فى شمالها امتداداً للأمن القومى التركى، وهذا الشمال، بالنسبة له، يمتد من أقصى جنوب المنطقة التى كنا نسميها لواء الإسكندرونة (هاتاى حالياً) التى انتزعها الأتراك من سوريا فى العام 1939، وحتى حدود العراق شرقاً، وإذا مددت خطاً مستقيماً من جنوب «الإسكندرونة» حتى حدود العراق على الخريطة، ستعرف حجم تطلعاته المخيفة فى سوريا، وجود الأتراك فى سوريا يمكنهم أيضاً من ممارسة نفوذهم فى منطقة شرق المتوسط، حقيقة الأمر أن الأتراك يعتبرون شمال سوريا والعراق جزءاً من تركيا التاريخية، ويظهر ذلك بوضوح فى أحاديث المواطن التركى العادى الذى يشير أحياناً إلى محافظات شمال سوريا، مثل حلب بـ«محافظاتنا الجنوبية»محافظ أنطاكيا كان، قبل الربيع العربى، يدعو أحياناً بعض السفراء الأجانب على الغذاء فى حلب.
وهو مثل أي محتل يختلق الحجج ليبرر احتلاله الأراضي السورية
وما أهداف أردوغان من المنطقة الآمنة التى يصر على إقامتها فى الشمال السورى؟
- السيطرة على هذه المنطقة كانت الهدف الأساسى من تدخله فى الصراع السورى، واقع الأمر أن إسطنبول منذ اندلاع الحرب الأهلية استضافت كل اجتماعات «الجيش الحر» مع وفود مخابرات دول غربية عديدة، تحت إشراف المخابرات التركية، التى خططت لوقوع شمال سوريا تحت سيطرة هذه الجماعات الموالية لها، على أن تكون الخطوة الثانية إنشاء «المنطقة الآمنة»، وكان التصور التركى أن تكون هذه المنطقة محصنة من غارات الطيران الروسى والسورى، وعلى الأرض يبنى المقاولون الأتراك مدناً نموذجية بتمويل غربى (نحو 10 مليارات دولار) ليستوطن فيها السوريون (نحو 3.5 مليون نسمة) ممن لجأوا إليه، وكثير منهم حصل على الجنسية التركية وبعضهم تم تجنيده، ثم تتحول كل المنطقة الآمنة لـ«لواء إسكندرونة» جديد، ولتحقيق هذا الهدف فتحت تركيا حدودها لجماعات إرهابية متعددة للدخول إلى سوريا لضرب الجيش السورى هناك، فى هذه الفترة تحول جنوب تركيا إلى ما يشبه «قندهار» بعد تدفق آلاف المقاتلين من كل الجنسيات عبر مطار إسطنبول، ومنهم من كان يحضر لسوريا للجهاد فى عطلة نهاية الأسبوع ثم يعود لبلده ليستأنف عمله مدرساً أو طبيباً أو عاملاً.
أليس هذا احتلالاً؟
- أردوغان مثل أى محتل يختلق الحجج ليبرر احتلاله لسوريا، فهو يدعى أنه موجود هناك لحماية أمنه القومى، ويمكن أن يجد ما يبرر وجوده هناك فى القانون الدولى، من خلال مثلاً ما يسمى بحق «التعقب الساخن» أو hot pursuit للإرهابيين وغيرهم، وهو منطق يشبه المنطق الإسرائيلى التى تسمى عدوانها على الجولان بـ«حرب دفاعية»، وأيدها ترامب فى هذا، لاحظ أن الأتراك يقتحمون الحدود السورية لأسباب واهية، منها حماية مقام فى مسجد تركى عمره 3 قرون ويحتلون أرضاً مساحتها 50 كيلومتراً حول هذا المقام.
ثورة 30 يونيو أطاحت بالإخوان فوجهت ضربة قاصمة لمشروع"رجب" في الإقليم وتعرض لانتكاسة أخري في 2015
وإلى أى حد نجح حتى الآن فى مسعاه للسيطرة على شمال سوريا؟
- لم يحقق هدفه حتى الآن كما كان يتمنى، لكن من الواضح أنه لم ييأس، وفشل مخططه فى شمال سوريا بدأ عندما ترك الرئيس بشار الأسد، عن قصد أو غير قصد، هذه المنطقة لقوات حماية الشعب الكردستانى فى وقت مبكر جداً من الحرب الأهلية فى سوريا، فسيطروا عليها كجزء من قوات المعارضة، ثم دخلت داعش فنشط الأكراد فى مواجهتها، فى الوقت الذى أحجم فيه أردوغان عن إرسال قواته لمبنج لإتمام هذه المهمة، كان يستطيع القضاء على داعش لكنه لم يفعل، لأنه كان على صلات بهم، ونقل إليهم سلاحاً ومساعدات مقابل الإفراج عن نحو 130 دبلوماسياً تركياً بعائلاتهم، وطلب وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو وقتها من الدبلوماسيين الأجانب عدم الحديث عن هذا الموضوع علناً، حتى لا يعقد ذلك مفاوضاتهم مع «داعش». وتبين بعد ذلك أن الأتراك اشتروا منهم نفطاً سورياً، ثم تعرض مشروعه لعدة انتكاسات أخرى، الأولى فى 2013، مع ثورة 30 يونيو التى أطاحت بالإخوان فى مصر ووجهت ضربة قاصمة لمشروعه فى الإقليم، ثم انتكاسة أخرى فى 2015 عندما قرر الروس، الذين كانوا عازمين على عدم تكرار خطئهم فى ليبيا عندما تركوا الساحة هناك للغرب، فتدخلوا فى سوريا بقوة وساعدوا الرئيس بشار الأسد على استعادة معظم الأراضى التى فقدها أمام المعارضة المدعومة من تركيا والغرب.
"أوغلو" طلب مني في 2013 أن أنقل للمسئولين فى "القاهرة" رغبة الأتراك في الإفراج عن محمد مرسي فقلت: هذا تدخل سافر في شأن داخلي مصري.. فأجابني: لكننا نعتبره أمراً خاصاً بنا
ماذا يريد أردوغان من دعم تيارات الإسلام السياسى التى يضحى من أجلها بعلاقاته ببلد بحجم مصر ودول عربية أخرى مهمة مثل الإمارات والسعودية؟
- كل السياسات الخارجية تبدأ لاعتبارات داخلية، ومحرك سياسات أردوغان داخلى فى المقام الأول، وهم أردوغان الأساسى أن يظل رئيساً منتخباً حتى عام 2023 ليدخل التاريخ كمؤسس للجمهورية التركية الثانية بعد مائة عام من تأسيس «أتاتورك» الجمهورية الأولى فى 1923، ويحلم أن يكون لهذه الجمهورية الثانية نفس نفوذ الدولة العثمانية التى كفر بها أتاتورك، ولا سبيل لتحقيق ذلك، أى البقاء منتخباً، إلا بالحفاظ على كتلته الانتخابية متماسكة، هذه الكتلة تمثل نحو 40% من عدد الناخبين الأتراك، ونصفهم تقريباً من الإسلاميين، وسيفقدهم إن تخلى عن دعم جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية الأخرى، وأذكر جيداً فى مقابلتى الأخيرة كسفير مع أحمد داود أوغلو فى 2013، أنه طلب منى أن أنقل للمسئولين فى مصر رغبة الأتراك فى الإفراج عن الرئيس الأسبق محمد مرسى على الأقل، فقلت له: هذا مطلب غير مقبول لأنه تدخل سافر فى شأن داخلى مصرى، فأجابنى: «أنتم تعتبرونه شأناً داخلياً لكننا نعتبره أمراً خاصاً بنا»، فى إشارة واضحة لأهمية المسألة فى السياسة الداخلية والاعتبارات الانتخابية هناك.
السفير عبدالرحمن صلاح لـ"الوطن": اجتماعات "مرسي" في "أنقرة" كانت مؤسفة.. وتدخل الأتراك في ليبيا محاولة للسيطرة على سواحلها ومنابع البترول
وهل لهذا السبب يدعم «حكومة السراج» فى ليبيا والدوحة فى خلافها مع جيرانها؟
- هو يدعم جماعات الإسلام السياسى فى كل مكان حتى يظل هذا الحلم حياً، ومعه تظل آماله فى البقاء فى السلطة قائمة، وتخيل ماذا يمكن أن يحدث لو نجحت شراذم الإسلام السياسى فى ليبيا وتونس فى الوصول للحكم؟ سوف يتغير المشهد تماماً؟ لكن لأردوغان مصالح أخرى فى ليبيا وقطر. ففى ليبيا، يسعى الأتراك للسيطرة على سواحلها الطويلة على البحر المتوسط ومنابع البترول والمشاركة بنصيب كبير فى عملية إعادة الإعمار. أما فى قطر، الدولة الصغيرة صاحبة الفوائض المالية الضخمة، فقد بنى قاعدة عسكرية هناك هدفها حماية النظام الحاكم هناك من أى محاولة للإطاحة به، وفى بلد كهذا من يحمى النظام يحظى بنفوذ كبير على صناع القرار، وتذكر كيف أنقذت الدوحة الليرة التركية مؤخراً بعشرة مليارات دولار نقداً، وهذا هو المعلن عنه فقط من تلك المساعدات القطرية. رد الجميل القطرى للأتراك الذين تدخلوا لإنقاذ الأسرة الحاكمة، سوف يأخذ أشكالاً كثيرة، منها ضمانات الاستثمار، فالاقتصاد التركى مأزوم والشركات التركية مديونة بمئات المليارات من الدولارات التى تضاعفت قيمتها بسبب تهاوى قيمة الليرة التركية، واللحظة التى يفقد فيها الدائنون الثقة فى تركيا ستنهار هذه الشركات، ولا شك أن جزءاً من هذه القضية سياسى، لكن ما زال الغرب وأمريكا يراهنون على تركيا ويستبعدون أن تلقى بنفسها فى أحضان روسيا مثلاً أو تعمل ضد مصالح الناتو أو تفتح أبوابها لإطلاق اللاجئين على أوروبا.
وهل الحلم باستعادة نفوذ الدولة العثمانية هو ما يشير إليه الإعلام بـ«العثمانية الجديدة»؟
- نعم، ومن المهم أن نفهم أن استعادة نفوذ الحقبة العثمانية هى حلم كل الإسلاميين فى تركيا، ووزير الخارجية الأسبق أحمد داود أوغلو أعاد فقط صياغة هذا الحلم فى صورة معاصرة فى كتابه «العمق الاستراتيجى» فى 2001، أى إن «أوغلو» لم يخلق الحلم، وتحدث مع أى رجل أعمال «أناضولى» ستجده فى الأغلب يتحدث عن «الفترة السعيدة التى عاشتها المنطقة فى ظل الدولة العثمانية طوال 5 قرون». أتذكر فى ديسمبر 2010 أن «أوغلو»، وهو أستاذ سياسة عميق، اجتمع مع مجموعة من السفراء العرب والغربيين وتحدث معهم عن مفهومه لدوائر التحرك التركى، فهمست سفيرة النمسا، التى تجلس على شمالى، فى أذنى: «أشعر أن أبواب فيينا ترتج».
وهل يتحدث المسئولون الأتراك علناً عن هذا التصور؟
- نعم وأحمد داود أوغلو تحدث هنا فى القاهرة بعد ثورة يناير فى ندوة فى مؤسسة الأهرام عن ضرورة استعادة الأيام المجيدة للفتح العثمانى لمصر.. فقلت لسفيره: «خلى بالك عندنا منطقة اسمها الدرب الأحمر، وهى سُميت كذلك لأن الدم ظل يجرى فيها لأربعة أيام على أيدى جنودكم الذين أعملوا قتلاً فى المصريين»، طبعاً التصور التركى لا يعنى العودة للمنطقة بالاحتلال العسكرى بل من خلال النفوذ السياسى والثقافى الذى يمكنه من توجيه السياسات والتمدد الاقتصادى فى هذه الدول، أى بدلاً من أن يأتيك غازياً على صهوة جواده يأتيك ببضائعه فى حاويات.
وخلال زيارة الرئيس الأسبق محمد مرسى للعاصمة أنقرة قالى لى ذات مرة: «اصبر وسوف نكون نحن النموذج وليس هو»، والمؤسف أن مرسى خلال اجتماعاته مع الجانب التركى كشف أن الإخوان المسلمين المصريين لم يكن لديهم أى خطة أو تصور لمعالجة قضايا السياسة الخارجية أو الداخلية، وأنهم كانوا ببساطة يرغبون فى التعلم من أردوغان وحزبه.
لكن هل تملك تركيا من أسباب القوة ما يدعم أحلامها الإمبراطورية الكبيرة؟
- الأتراك استفادوا من رغبة الغرب فى ترويض «النمر الإسلامى الجامح» وخوف الغرب أن يتحول 1.3 مليار مسلم حول العالم لعدو لا يمكن التعامل معه إذا تطرفوا، وكانت هجمات 11 سبتمبر نقطة فاصلة فى هذا الصدد، فى هذا العام بدأ اهتمام أمريكا بتركيا وتحديداً بحزب العدالة والتنمية، وجورج بوش الابن وليس أوباما هو أول من تبنى أردوغان وسار أوباما لاحقاً على نهجه، ولا تصدق أن ترامب قد تخلى عنه، ولا يمكن أبداً أن يفعل ذلك، لأن بلاد الزعيم التركى تمثل «رصيد استراتيجى قيم» .Strategic Valuable Asset، ممكن أن يضغطوا أو يقسوا عليه أحياناً لكنه يظل حليفاً مهماً.. وأردوغان من جانبه حريص على أن يظل أصلاً مهماً ومفتاحاً لكثير من ملفات المنطقة.. فهو يريد أن يكون الزعيم الذى يتواصل من خلاله العالم مع جماعات الإسلام السياسى فى المنطقة كلها، وأن يكون اللاعب الرئيسى فى شمال سوريا وحاضراً حين يتم التفاوض حول وضع الأكراد.. باختصار هم أردوغان الأكبر أن يعظم من نفوذ تركيا ما يجعلها دولة كبرى، وعندما ترسم الدول سياساتها فى المنطقة يتم التعامل معه على هذا الأساس. وبالتالى يكون فاعلاً وليس مفعولاً به.
أمريكا والغرب يراهنون على تركيا ويستبعدون أن تلقي بنفسها في أحضان روسيا أو تفتح أبوابها لإطلاق اللاجئين
ولماذا تبنى الأمريكان أردوغان وحزبه؟
- بعد 2001، ظهر تيار فى أمريكا يرى أن أحداث 11 سبتمبر نتجت عن دعم أمريكا الخاطئ للنظم الديكتاتورية، ويجب على واشنطن التخلى عن هذه النظم، ولا مانع من دعم جماعات الإسلام السياسى «المعتدلة»، ما دامت ترضى الشارع ولا تضر بمصالح الغرب، فى هذا الوقت ظهر أردوغان الذى قدم نفسه كزعيم علمانى لدولة إسلامية، ويريد تطبيق المقاييس الغربية على بلده، التى هى عضو فى حلف شمالى الأطلسى أصلاً، ومنها الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وإخضاع الجيش للقيادة السياسية، وهذا هو أكثر ما يهم أردوغان، وقد ناصره الغرب وليس أمريكا وحدها فى ذلك، ودعمه فى 3 حملات اعتقال ضد الجنرالات الأتراك فى 2006 و2008 و2010، تماماً كما دعموا اقتصاده بداية من عام 2002 بمليارات الدولارات من القروض الرخيصة والاستثمارات، وأدخلوه كطرف أصيل فى مشروع ما يسمى بـ«الشرق الأوسط الكبير»، وساعدوه أيضاً بغض أنظارهم عن كثير من التجاوزات وقضايا الفساد لمسئولين محسوبين عليه أو على ابنه، والتعدى على استقلال القضاء واعتقال الصحفيين بل وتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية.
وهل فشل مشروع أردوغان؟
- أردوغان فشل اقتصادياً وفشل فى تحقيق ديمقراطية، وتحولت «سياسة الصفر مشاكل» التى تبناها قبل الربيع العربى إلى «صفر صداقات».. ونموذج تركيا فشل ليس فقط لأن مشروع الإسلام السياسى فشل ولكن بسبب انكشاف حقائق عن نموذجه كان أردوغان يخفيها، مثل الفساد وغياب استقلال السلطات، وهى الأمور التى فضحها أتباع الداعية الإسلامى فتح الله جولن، حين اختلفوا معه فى قضايا داخلية ثم قضايا خارجية، فضلاً عن أن أردوغان أخذ وقتاً طويلاً حتى يستوعب المتغيرات الإقليمية والدولية، وظل لفترة طويلة يتعامل مع عالم ما بعد 1989، والقطب الأمريكى الأوحد، وهذا لم يعد صحيحاً.