عضو "المجلس العالمي": النفط لن يدوم أكثر من 40 سنة كمصدر رئيسي للطاقة
الدكتور ماهر عزيز عضو مجلس الطاقة العالمى
يرى الدكتور ماهر عزيز، عضو مجلس الطاقة العالمى، أن الدول تدرك أن النفط فى طريقه للنضوب، وأنها تفكر حالياً فى تعظيم مخزونها منه والبحث عن مصادر بديلة للطاقة وموارد للاقتصاد، وقال، فى حوار لـ«الوطن»، إن هذا يفسر الصراعات القائمة فى الشرق الأوسط أو منطقة الخليج، لافتاً إلى أن الدراسات تتوقع أن النفط كمصدر رئيسى للطاقة لن يدوم لأكثر من 40 سنة مقبلة، معتبراً أن هذا يفسر سر تمسك إيران بالطاقة النووية ومساعى دول أخرى للاعتماد عليها.. إلى نص الحوار:
هل نحن نعيش حالياً عصر تراجع أو نهاية النفط؟
- هناك فكرة عامة فى الدول النفطية تقوم على ضرورة تنويع الاقتصاد، لأن اعتماد الاقتصاد على النفط فقط أصبح فى غاية الخطورة، وبالتالى هم يتجهون إلى تنمية مناطق صناعية وتنمية الثروة التعدينية والتنقيب عن ثروات غير النفط والغاز، بجانب التصنيع والزراعة، حتى الدول التى لم يكن لديها إمكانية للزراعة بدأت فى استصلاح الأراضى لزراعتها، لإيجاد اقتصاد لا يعتمد على النفط، حتى الدول المرتبطة بالنفط كمعبر له مثل الأردن، تحاول الاستفادة من موقعها الجغرافى لتتحول إلى مركز للعبور التجارى وليس فقط عبور النفط، وهدف الدول من تنويع الاقتصاد هو الخروج من عنق زجاجة الاقتصاد القائم على النفط.
د. ماهر عزيز: الاعتماد على البترول فقط أصبح فى غاية الخطورة.. والدول المنتجة له تتجه للتنمية الصناعية والزراعية
ما المخاطر التى تواجه اقتصاد النفط فى الوقت الحالى؟
- هناك إدراك كامل عند جميع الدول بأن الدراسات الدولية الحديثة توقعت أن كل مخزون النفط والغاز الطبيعى لن يبقى فى باطن الأرض أكثر من 40 سنة مقبلة، وهو ما يعنى أن نضوب هذه الموارد الوفيرة يعنى موت اقتصادات الدول النفطية، إذا لم يجدوا بدائل ينتقلون إليها ويعظمون الموارد البديلة للاقتصاد فى الدولة حتى لا يقعوا فى مخاطرة كبرى فى المستقبل بالنسبة للأجيال المقبلة، لأن نضوب النفط يعنى انتهاء الاقتصاد تماماً لو كان معتمداً على مصدر وحيد، وبالتالى حيوية الدولة أن تبدأ فى البحث عن بدائل ومصادر أخرى للطاقة.
هل هناك أمثلة لهذه التحركات؟
- بالتأكيد، فالإمارات على سبيل المثال شرعت فى بناء 4 مفاعلات نووية، ولن تكون هذه الخطوة النووية هى الأولى للإمارات، بل ستكون هناك توسعات، والسعودية تفكر بشكل جدى فى استخدام الطاقة النووية، وبالتالى فالدولتان تدركان أن النفط لن يكون موجوداً مستقبلاً، وفترة 40 سنة فى عمر الشعوب ضئيلة للغاية.
لكن اليابان قالت إنها تفكر فى تقليل الاعتماد على نفط الشرق الأوسط بسبب التوترات القائمة، هل هذا هو السبب الوحيد؟
- العالم كله يدرك أن المصادر النفطية إلى زوال، ومنذ 100 عام اليابان كانت تعمل بالفحم ثم أصبحت تستورد النفط كله من دول الخليج، وليس لدى اليابان هذا النوع من الموارد لكن لديها محطات نووية ومصادر طاقة متجددة، و«طوكيو» تفكر حالياً فى الخروج من الاعتماد على النفط، لأن التوترات فى المنطقة قد تهدد بانقطاعه فى أى لحظة.
التوترات فى الخليج تدور حول المصادر النفطية.. والسعودية والإمارات بدأتا خطة البحث عن بدائل جديدة.. وتفكران فى بناء مفاعلات نووية حالياً
حروب كثيرة ارتبطت بالنفط، هل ما تقوله سيغير من طبيعة الصراعات المقبلة؟
- القلاقل السياسية والتهديدات الموجودة فى الخليج حالياً كلها تدور حول مصادر النفط، والضربة التى حصلت الأيام الماضية استهدفت منشآت نفطية فى السعودية، وبالتالى هناك صراع كبير حول مصادر البترول، وكل من يستطيع تعظيم الموارد الأخرى للطاقة غير البترول سيقوم بذلك، واليابان من دول الصف الأول القادرة على تعظيم البدائل.
هل يعنى هذا أن استهداف منشآت نفطية فى السعودية يؤكد أن النفط لا يزال سلاحاً سياسياً قوياً؟
- لا يزال كذلك لكن لمدة 40 سنة مقبلة، وكلما نقص زاد الصراع حوله، فعلى سبيل المثال: الولايات المتحدة يهمها جداً تعظيم المخزون الذى لديها ليكفى لأطول فترة ممكنة، ولو استطاعت الحصول على أكبر كمية ممكنة من النفط ستفعل. والدول الكبرى «ماسكة بأسنانها وإيديها» فى المنطقة حتى لو كان الصراع غير ظاهر، لكنه صراع قوى لتعظيم المنافع من النفط قبل الوصول إلى مرحلة الندرة، وحالياً هناك مراكز أبحاث تعمل حالياً على البدائل، والكل يخشى انتهاء النفط دون أن يتوصلوا إلى خطة بشأن تعظيم البدائل واستخدامها.