إدانات عربية ودولية واسعة للعدوان التركي على سوريا
الهجوم التركي علي شمال سوريا
قوبل العدوان التركي العسكري على الأراضي السورية، بعاصفة من الإدانات العربية والدولية، التي أكدت على ضرورة احترام سيادة سوريا على كامل أراضيها، ونبذ التحركات أحادية الجانب، التي أقدم عليها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
مصر والسعودية والإمارات والبحرين تدين العدوان على دولة عربية شقيقة
وأدانت مصر بأشد العبارات العدوان التركي على الأراضي السورية داعية إلى الحفاظ على سيادة سورية ووحدة شعبها وسلامة أراضيها.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الخارجية المصرية قولها، في بيان اليوم، إن تلك الخطوة تمثل اعتداء صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي.
وأكد البيان مسؤولية المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن في “التصدي لهذا الوضع بالغ الخطورة الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين ووقف أي مساع تهدف إلى احتلال أراض سورية أو إجراء هندسة ديموغرافية لتعديل التركيبة السكانية في شمال سورية.
وحذر البيان من تبعات العدوان التركي على وحدة سورية وسلامتها الإقليمية أو مسار العملية السياسية فيها وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وأدانت السعودية مساء الأربعاء ما اعتبرته "عدوانا" تركيا على مناطق الأكراد في شمال شرق سوريا، محذّرة من أن الهجوم يهدّد أمن المنطقة ويقوّض جهود محاربة تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الحكومية إنّ المملكة تدين "العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية".
وبينما اعتبر المصدر أنّ الهجوم يمثّل "تهديدًا للأمن والسلم الإقليمي"، حذّر من أنه "بصرف النظر عن الذرائع التي تسوقها تركيا"، فإن العملية قد تقوّض "الجهود الدولية في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في تلك المواقع".
وأدانت الإمارات "بأشد العبارات العدوان العسكري التركي على سوريا"، حيث قال بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي إن هذا العدوان "يمثل تطورا خطيرا واعتداء صارخا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، ويمثل تدخلا صارخا في الشأن العربي"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وأكد البيان الإماراتي موقف الدولة الثابت والرافض لكل ما يمس سيادة الأمن القومي العربي ويهدد الأمن والسلم الدوليين، محذرا من تبعات هذه العدوان على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومسار العملية السياسية فيها.
البحرين بدورها أدانت بشدة الهجوم التركي، ووصفته بأنه يعد انتهاكا مرفوضا لقواعد القانون الدولي واعتداء على سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وذكر بيان صادر عن وزارة خارجية البحرين، أنه وإذ تؤيد عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية، لاتخاذ موقف عربي موحد تجاه هذا العدوان، فإنها تطالب مجلس الأمن بالإسراع في الاضطلاع بمسؤولياته في التصدي لهذا الهجوم، حفاظا على الأمن والسلم، وضمان توفير الأجواء الداعمة لمواصلة الجهود الرامية للتوصل لحل سلمي في سوريا يستند إلى مبادئ بيان "جنيف 1" وقرار مجلس الأمن "2254" وبما يحفظ لسوريا سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.
أما الرئيس العراقي برهم صالح، فقد ندد على "تويتر" بالتوغل التركي في شمال شرق سوريا، قائلا إن المتشددين سيستغلون الموقف.
كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية العدوان التركي على الأراضي السورية، مشددة على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وأكدت الوزارة في بيان لها اليوم أن العدوان التركي هو "عدوان على دولة عربية شقيقة واحتلال لأرضها وتعريض أهلها للقتل والتهجير".
ودعت الوزارة سلطات النظام التركي إلى إعادة النظر بعدوانها وحثتها على العمل مع الدول المعنية لإعادة الاستقرار إلى سورية وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.
المفوضية الأوروبية تدعو النظام التركي إلى وقف عدوانه
كما دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر النظام التركي إلى وقف عدوانه على سورية. ونقلت "رويترز" عن يونكر قوله أمام البرلمان الاوروبي اليوم: "أدعو تركيا وغيرها من الأطراف الفاعلة لضبط النفس"، مندداً بمخططات النظام التركي لإقامة ما يسمى "منطقة آمنة" في شمال سورية بقوله: "إذا كانت خطط تركيا تتضمن إقامة ما يسمى منطقة آمنة فعليها ألا تتوقع أن يدفع الاتحاد الأوروبي أي أموال في هذا الشأن".
ألمانيا: تركيا تخاطر بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة
من جانبه أدان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بقوة اليوم العدوان التركي مؤكداً أنه يزيد من زعزعة استقرار المنطقة ويقوي تنظيم داعش الإرهابي.
ونقلت رويترز عن ماس قوله في بيان إن "تركيا تخاطر بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وعودة نشاط تنظيم "داعش".. والهجوم التركي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة وأيضا تدفقات جديدة للاجئين". وأضاف "ندعو تركيا لوقف عمليتها والسعي لتحقيق مصالحها الأمنية بطريقة سلمية".
من جهتها، أعلنت وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي في فرنسا أميلي دو مونشالان أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا بصدد إصدار بيان مشترك يندد بالعدوان.
ونقلت الوكالة عن دو مونشالان قولها اليوم أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي إن "الدول الثلاث بصدد إصدار بيان مشترك يندد بشدة بالعملية التركية" مشيرة إلى أنه سيتم الاتفاق على بيان منفصل حول العدوان يصدر عن الاتحاد الأوروبي بعد أن توقع كل الدول عليه.
بدوره أكد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أن العدوان التركي على الأراضي السورية يزعزع استقرار المنطقة ويلحق الضرر بالمدنيين.
ونقلت وكالة آكي الايطالية للأنباء عن كونتي قوله اليوم عقب لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" يانس ستولتنبرغ في روما "تحدثنا عن سيناريوهات الأزمات الدولية ولا سيما الأزمة في سورية"، معربا عن القلق إزاء العدوان التركي على الأراضي السورية الذي من شأنه أن يؤدي إلى "مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وإلحاق مزيد من المعاناة بالمدنيين".
كما أكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أن "التحركات أحادية الجانب" تؤدي إلى تقويض النتائج التي تحققت في مجال مكافحة الإرهاب وقال "نتابع من كثب تطور الأوضاع بعد بدء الهجوم التركي في منطقة شمال شرق سورية".
بدورها أعربت نائب وزير الخارجية الإيطالي مارينا سيريني في تصريح عن قلق بلادها إزاء العدوان التركي على الأراضي السورية وقالت "يتعين على تركيا الامتناع عن الاقدام على عمل أحادي الجانب قد تكون له آثار مزعزعة للاستقرار في المنطقة". وأضافت "نحن مقتنعون بأن لا حل عسكرياً للأزمة في سورية" داعية النظام التركي لوقف عدوانه على الأراضي السورية.
ونددت وزارة الخارجية الهولندية بالعدوان التركي على سورية، واستدعت اليوم سفير النظام التركي في أمستردام احتجاجا على هذا العدوان.
ونقلت وكالة رويترز عن وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك قوله في بيان إن هولندا تندد بالهجوم التركي على شمال شرق سورية، وتدعو تركيا إلى عدم مواصلة السير في الطريق الذي تسلكه، مضيفا أن السفير التركي استدعي في أمستردام بعد بدء الهجوم.
إلى ذلك أكدت رئيسة الوزراء الدانماركي ميت فريدريكسون اليوم أن العدوان التركي على الأراضي السورية مؤسف وله تداعيات خطيرة.
ونقلت رويترز عن فريدريكسون قولها في تغريدة على موقع تويتر "أشعر بقلق شديد إزاء الهجوم التركي على الأراضي السورية"، مضيفة "هذا القرار مؤسف وخاطئ وقد تكون له تداعيات خطيرة على المدنيين وجهود محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي"، داعية سلطات النظام التركي إلى التحلي بضبط النفس.
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس عن قلقه إزاء العدوان التركي على الأراضي السورية، داعيا النظام التركي إلى احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والمناطق السكنية بما يتوافق مع القانون الدولي.
كما طالب زعيم الكتلة البرلمانية النمساوية عن الحزب الاشتراكي أندرياس شيدر الحكومة النمساوية بالعمل على اتخاذ إجراءات حاسمة جراء العدوان التركي على الأراضي السورية في إطار العمل مع الاتحاد الأوروبي.
ونقلت صحيفة اوستارايخ النمساوية عن شيدر قوله في تصريحات اليوم "لا أحد يريد عودة ارهابيي داعش.. يجب على النمسا أن تصر على مستوى الاتحاد الأوروبي على استنفاد جميع الوسائل الدبلوماسية بدءا من العقوبات حتى الوقف النهائي لمفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي".
إلى ذلك دعت جورجا ميلوني زعيمة حزب التحالف الوطني "أخوة إيطاليا" إلى فرض عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي على النظام التركي على خلفية عدوانه على الأراضي السورية.
ونقلت وكالة آكي الإيطالية عن ميلوني قولها في تغريدة على تويتر: "نطالب الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا" بعد عدوانها على الأراضي السورية.
وأكد سياسيون ألمان أن العدوان التركي على الأراضي السورية يعد انتهاكاً للقانون الدولي.
ونقلت مجلة دير شبيغل عن مارتن شردفوان المسؤول في حزب اليسار وهانا نيومان المسؤول في حزب الخضر قولهما خلال الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي: “الهجوم التركي على سورية انتهاك للقانون الدولي وما نحتاجه الآن هو إدانة واضحة له ووقف تصدير الأسلحة إلى تركيا“.
بدوره هدد سياسي في حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي بالبرلمان الأوروبي النظام التركي بعقوبات اقتصادية على خلفية عدوانه على الأراضي السورية وانتهاك معاهدة اللاجئين مع الاتحاد الأوروبي والتنقيب عن الغاز قبالة قبرص.
في هذه الأثناء أعلن دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة مغلقة غداً بشأن العدوان التركي على الأراضي السورية.
ونقلت رويترز عن الدبلوماسيين قولهم إن جلسة المجلس الذي يضم في عضويته 15 دولة تأتي بطلب من أعضاء أوروبيين هم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا.
وشن جيش النظام التركي بعد ظهر اليوم عدوانا على مدينة رأس العين بالريف الشمالي الغربي لمحافظة الحسكة وعلى منطقة تل أبيض بالريف الشمالي للرقة وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام للمرة الثالثة عن سحب قوات بلاده الاحتلالية من الأراضي السورية ضمن سياق تبادل الأدوار مع النظام التركي.