رئيس الوقف السني العراقي يشيد بقيادات مصر: بلدكم خارطة معرفية استثنائية
جانب من المؤتمر
أعرب الشيخ عبداللطيف الهميم رئيس الوقف السني العراقي، عن عظيم امتنانه وشكره لمصر قيادة وشعبًا وحكومة وللدكتور شوقي علام مفتي الجمهروية، لدعوته إلى حضور المؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، لافتًا إلى أنَّ دار الإفتاء المصرية قدمت منجزًا حقيقيًّا في إعادة تأهيل الوعي خصوصًا فيما يتعلق بالفتوى.
وأضاف "عبداللطيف"، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية بالمؤتمر، أنَّ جميع الحضارات الخالدة الفرعونية والقبطية والإسلامية مرت عبر مصر التي تحفظ ذاكرة الأمة وتاريخ الأوطان.
وتابع أنَّ "قراءة الكلمات في مصر لها مذاق مختلف ونكهة أخرى، ففي الزمن الاستثنائي لابد من ابتكار كلمات استثنائية، وتحتاج إلى عزف منفرد على ضفاف القلب"، مستكملًا "مصر خارطة معرفية استثنائية وظاهرة غير طبيعية هي الأنقى والأصفى والأطهر".
وأكّد أنَّ "عنوان المؤتمر يلامس مشكلة كبيرة، وعلينا أنَّ نواجه الحقائق وننبه إلى أنَّه بعد قرون طوال نحتاج إلى شعلة من الضوء ونحتاج إلى ثورة معرفية بحجم زلزال تنقلنا من الفوضى والحرب إلى السلام".
واستكمل: "لا يتحقق أي منجز حضاري إلا بالثنائيات سالب وموجب، ذكر وأنثى، خير وشر، والإشكالية ليست في التعددية لأن التعددية حاكمة للمجتمع والتاريخ والإشكالية في إدارة التعدد والتنوع، شكرًا لك مصر فمن جذورك تأسس الأزهر ومنك انطلقت ثورة العقل في التحرير والتنوير".
كما عبّر عن شكره لمصر لإبحارها في المدهش والمستحيل، حسب قوله، مشددًا على أهمية قضية القدس، قائلا: "يستطيع الطاغوت أن يقتلع وردة من حديقة أو يقتلع نخلة من بستان أو يدك جبلا هائلا لكن لم يستطع الطاغوت أن يمحو من ضميرنا ووجداننا أن القدس مدينة أكبر من أي مدينة، عاشت فلسطين حرة عربية أبية".
وانطلقت فعاليات المؤتمر العالمي الخامس للافتاء، اليوم، تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، ويستمر حتى غد الأربعاء برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحضور عدد من الوفود العربية وكبار العلماء والمفتين من 85 دولة على مستوى العالم.
ويناقش المؤتمر عددًا من القضايا الفقهية، جميعها ترسخ لفكرة إدارة واستثمار الخلاف الفقهي بشكل إيجابي، كما يستعرض نقاطَ الاتفاق والافتراق بين النموذج الإسلامي وغيره في النظر إلى قضية الخلاف بصفة عامة.
كما يناقش المؤتمر "تاريخ إدارة الخلاف الفقهي عرض ونقد" ويطرح المشاركون في هذا المحور كيفية الاستفادة من التجربة الفقهية الإسلامية في عصور مختلفة، بالإضافة إلى موضوع "مراعاة المقاصد والقواعد وإدارة الخلاف الفقهي.. الإطار المنهجي".
أما موضوع "إدارة الخلاف الفقهي .. الواقع والمأمول"، فسوف يناقش تطلعات عدة من خلال ما يدور من المدارسات والمناقشات في هذا المحور سعيًا إلى الخروج بنتائج عن الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي في الجانب الإفتائي خصوصًا وفي جوانب الحياة كافة.
كما تشهد وقائع المؤتمر انعقاد 3 ورش عمل تشمل الفتوى وتكنولوجيا المعلومات، وأخرى بشأن آليات التعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا، وثالثة تختص بعرض نتائج المؤشر العالمي للفتوى.