مستشار أمير الكويت: مصر تقود راية تجديد الخطاب الدينى و«السيسى» جمع خيرة العلماء فى مؤتمر الإفتاء العالمى
الدكتور عبدالله المعتوق
دعا الدكتور عبدالله المعتوق، مستشار أمير دولة الكويت، مستشار الأمين العام للأمم المتحدة الخاص، رئيس الهيئة الخيرية العالمية الإسلامية، وسائل الإعلام للقيام بدورها فى تصحيح صورة الإسلام بالغرب، بعد التشويه الذى لحق بها بسبب الإعلام الغربى، مشدداً على أن دور الإعلام لا يقل أهمية عن دور العلماء والمشايخ فى تصحيح الصورة.
وأكد «المعتوق»، خلال حواره مع «الوطن»، على هامش فعاليات مؤتمر دار الإفتاء العالمى، أن مصر تقود راية تجديد الخطاب الدينى ضد هؤلاء الذين اتخذوا راية العلم ولم يكونوا أهله.. وإلى نص الحوار:
كيف تابعت فعاليات مؤتمر دار الإفتاء بمشاركة وفود 73 دولة حول العالم؟
- نشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى على رعايته لهذا المؤتمر العظيم، حيث جمع كثيراً من خيرة علماء الأمة، ونحن بحاجة لمؤتمرات تجديد الفتوى، كذلك علينا الإسراع فى خطوات تجديد الخطاب الدينى، والتجديد فى المجال الإفتائى، فى كل زمان ومكان، وندعو لتدشين مثل تلك المبادرات بكل المؤسسات الدينية، بشكل مستمر وفعال.
«المعتوق»: دور الإعلام لا يقل أهمية عن دور المشايخ فى تصحيح صورة الإسلام بالغرب.. والتجديد ضرورة فى كل قضايا الإفتاء
والشكر موصول للحكومة المصرية، والدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، لتدشين مؤتمر تجديد الفتوى بين النظرية والتطبيق. وسنواصل جميعاً السير فى اتجاه التجديد، فمصر تقود راية تجديد الخطاب الدينى ضد هؤلاء الذين اتخذوا راية العلم ولم يكونوا أهله، فللأسف ظهر لنا شباب يهذى بما لا يعرف ويُفتى بغير علم، فليس له حظ من العلم. ونتمنى فى نهاية هذا المؤتمر أن تُعمَّم التوصيات التى صدرت على جميع الدول الإسلامية وغير الإسلامية.
وما أبرز المناقشات التى دارت خلال فعاليات المؤتمر؟
- أغلب المناقشات شمل ضرورة تجديد الخطاب الإفتائى، انطلاقاً من أن التجديد واجب شرعى وضرورة اجتماعية ووطنية وإنسانية، فمن لا يتجدد يتبدد، ومن لا يتقدم يتقادم. وناقشنا فى المؤتمر الأصول المنهجية للتجديد فى الفتوى، وضوابط الإفتاء فى عدد من القضايا منها حقوق الإنسان، والمستجدات الطبية، والاقتصادية، وقضايا الشأن العام والدولة.
وهناك ورش عمل تم تدشينها على هامش المؤتمر، منها ورشة لوضع إطار ميثاق عالمى جامع للفتوى ليكون نواة لثقافة الإفتاء الرشيد، ومبادرة للخروج من أزمة الفوضى التى سبّبها أدعياء الإفتاء، فنؤكد أن التجديد ضرورة فى كل قضايا الإفتاء شكلاً وموضوعاً، فيجب استحداث آليات معاصرة للتعامل مع النوازل والمستجدات لتشمل، مع الجانب الشرعى، تحليل الأبعاد النفسية والاجتماعية.
للأسف لدينا شباب يُفتى بغير علم.. وعنف الجماعات المتطرفة بعيد عن صحيح الدين.. ويجب على المسلمين أن يُظهروا سماحة العقيدة
المؤتمر شدد على حقوق الإنسان ورعايتها.. كيف ترى حرص الإسلام على رعايتها؟
- الإسلام دعا لحقوق الإنسان، والحفاظ عليها، سواء كان الإنسان مسلماً أو غير مسلم، حياً أو ميتاً، بل إن الإسلام حافظ على جميع الحقوق لكل المخلوقات، فأنا أتكلم وأنا وكيل الأمين العام للأمة المتحدة ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة الخاص، تم تدشين مؤتمرات لحقوق الإنسان، ولا يوجد بها تعريف واضح للأسرة كما حددها الإسلام.
وكيف يمكن النزول بتوصيات المؤتمر وتطبيقها على أرض الواقع؟
- السبيل الوحيد لتحقيق هذا الأمر هو الإعلام، فلا يمكن أن تصل الفتاوى الصحيحة لجميع المواطنين وطالبى الفتوى إلا عبر الفضائيات والصحف والمواقع الإخبارية، ويتم ذلك من خلال رجل الدين الوسطى المستنير، فكما نقوم بدورنا فى المساجد والمنابر والدروس يجب أن نقوم بدورنا فى الإعلام والراديو والصحف ونكون موجودين بقوة.
المؤشر الإفتائى العالمى أشار إلى أن أغلب فتاوى الجماعات المتطرفة جاءت ضد الأقباط.. كيف ترى ذلك؟
- عندما انتشر الإسلام فى السابق إلى آسيا وأفريقيا، كان بحسن التعامل مع غير المسلمين، فما يصدر من الجماعات المتطرفة بعيد عن صحيح الدين، ويجب على المسلمين أن يُظهروا حسن التعامل مع غيرهم، لأن الدين يدعونا لذلك، كذلك يجب على الإعلام تصحيح الصورة الغربية عن الإسلام التى شوهها الإعلام بالغرب، حيث بثّ كراهية الإسلام والمسلمين، نريد من الإعلام أن يبين سماحة الإسلام والمسلمين فى الغرب، لأن دور الإعلام لا يقل أهمية عن دور العلماء والمشايخ والدعاة إلى الله.