داخل شارع برهام باشا، أمام كنيسة الكرم فى منطقة اللبان، غرب الإسكندرية، يقف الأسطى محسن الشامى، صاحب الـ55 عاماً، داخل ورشة، ممسكاً بـ«شاكوش» وأزميل «مكدة» نجارى، وأمامه تابوت خشبى مثبت على حاملين، وبضربات خفيفة منتظمة ذات صوت رنان ينحت صورة العذراء والسيد المسيح والصليب على مجسم توابيت موتى الأقباط، لإحياء صناعة الـ«توابيت» اليدوية التى أوشكت على الانقراض.
ورث «محسن» المهنة عن والده، ومن قبله جده الذى تعلمها من الأرمن بكل تفاصيلها أثناء وجودهم فى الإسكندرية، حيث يعتبر أول مصرى يحترف صناعة التوابيت، منذ أكثر من 100 عام تقريباً، حتى أصبح أمهر الصنايعية الذين عملوا بهذه المهنة: «جدى أول مسلم صنع التوابيت للأقباط، بنستخدم كذا نوع أخشاب منها الحبيبى، وMdf، وسويد، وأرو، وزان، والأسعار من 500 لـ7 آلاف جنيه».
صناعة التابوت تمر بعدة مراحل، حيث يتم تحديد نوع الخشب الذى يرغب العميل فيه، ثم تبدأ مرحلة تقطيع الأخشاب وتجميعها لتصميم شكل التابوت، بالإضافة إلى صنفرة الخشب وتجهيزه للدهان والتلميع على الشكل واللون النهائى، ثم مرحلة تبطين التابوت من الداخل بالإسفنج والقماش، وعقب الانتهاء من ذلك يتم وضع الحلى المثبتة على التابوت من الخارج مشيراً إلى أنه على الرغم من كونه مسلماً فإنه معروف لدى كل الأقباط وجميع الكنائس بإجادة صناعة التوابيت، وأغلب الكنائس داخل الإسكندرية يفضلون التعامل معه.
تعليقات الفيسبوك