لا لتدمير أطفالنا.. خطابات من أولياء الأمور إلى المدرسين: ممنوع الضرب
ضرب التلاميذ
«نشكركم على مجهودكم مع أبنائنا الطلبة فى تعليمهم، وكما تعلمون أن استخدام الضرب كوسيلة للعقاب هو أمر ممنوع، طبقاً لقرار وزير التربية والتعليم رقم 519 لسنة 1998، وكذلك هو أمر مرفوض تماماً من قبلنا، سواء تم استخدامه لعقاب ابنى، أو ابنتى أو باقى زملائهما»، رسالة نصية قام عدد من أولياء الأمور بطباعتها وإعطائها لأبنائهم، لحمايتهم من الضرب الذى يتعرّضون له بالمدرسة. فكرة نفّذها بلال حداد، أحد أولياء الأمور من محافظة الإسماعيلية، والذى لجأ إلى اتباعها بعد تعرّض ابنته للضرب فى المدرسة وخوفها من إخباره بذلك: «بقالى 3 سنين باتبع الطريقة دى مع بنتى علشان أحميها من العنف والنتائج السلبية اللى ممكن تأثر من خلاله على شخصيتها، بنتى اما انضربت فى المدرسة خافت تيجى تحكى ليا وعرفت بعدها بفترة طويلة».
حاول «بلال» حماية ابنته خلال فترة وجودها بالمدرسة عن طريق خطاب يمنع خلاله ولى الأمر أى شخص من التعرّض لابنته دون إبداء أسبابه وتوضيح المشكلة: «الرسالة دى موجودة معاها بصفة دائمة، هى من حقها تديها للمدرس فى حالة أنه لو طلب منها الضرب بشكل فردى أو جماعى، وطبعاً أنا باكتب فى آخرها رقم الموبايل علشان يسهل التواصل بينى وبين المدرس».
وحسب «بلال»، فإن هذه الورقة جعلت معلمة تتراجع عن قرارها لضرب فصل كامل: «المدرسة لقت الأطفال اللى لسه صغيرين عاملين دوشة فى الفصل، فقررت إنها هتضربهم، أول ما شافت بنتى طلعت الورقة تراجعت عن القرار، ده بخلاف أن فيه كتير من المدرسين بعد ما بيكونوا واخدين قرار إنهم هيضربوا ويتراجعوا لما بيشوفوا الورقة، مش بيكتبوا لى أسباب الضرب علشان نتناقش فيها، علشان مايثبتوش الواقعة على نفسهم».
الطريقة نفسها اتبعتها ريهام محمد، والدة طفلتين من محافظة القاهرة، مع ابنتيها: «طبعت ليهم ورقتين فى أول السنة، وباحرص إنها لازم تكون موجودة فى المقلمة الخاصة بيهم دائماً كل يوم، وأنا باحضر ليهم الشنطة، هى وسيلتهم فى الدفاع عن النفس».
وخوفاً من أن تصاب ابنتاها بحالة من الدلع إثر امتلاكهما هذه الرسالة، فإنها تقوم بإعطائهما نصائح بشكل يومى فى كيفية احترام مدرسيهما: «باقعد معاهم أعلمهم وأوعيهم أنهم لازم يكونوا ساكتين ومحترمين ويكلموا المدرس بأدب، لأن لو عرفت إنهم أصحاب سلوك غير لائق هيكون عقابهم مضاعف».
كانت "الوطن" أطلقت، حملة باسم "لا لتدمير أطفالنا" تستهدف مكافحة العنف ضد الأطفال، والكشف عن تأثيراته المدمرة على الصحة النفسية، وكيف يمكن أن يساهم هذا السلوك المشين في خلق جيل مشوه يعاني من الاضطرابات النفسية والأمراض العصبية، من خلال قصص وحكايات إنسانية، أبطالها أطفال واجهوا درجات مختلفة من العنف بجميع صوره، يحكون تجاربهم ويروون مواقف شهدوا عليها وعاشوها، أفقدتهم براءتهم وطفولتهم.
ولإتاحة الفرصة للكشف عن أي جرائم ترتكب ضد الأطفال، تعلن "الوطن" عن استقبال شكاوى أو مشاكل خاصة بالقضية عبر البريد الإلكتروني newspaper@elwatannews.com، أو عبر صفحاتنا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ لنساهم معًا في القضاء على هذه الظاهرة والمشاركة في بناء جيل لا يعاني من مشاكل نفسية.