جمعة "يسقط وعد بلفور".. إصابة 96 فلسطينيا من بينهم حالة حرجة شرق غزة
جمعة "يسقط وعد بلفور" على الحدود الشرقية لقطاع غزة
أصيب 96 فلسطينيا من بينهم حالة حرجة، بنيران الاحتلال على الحدود الشرقية لقطاع غزة وذلك خلال الجمعة الـ 81 لمسيرات العودة وكسر الحصار والتي حملت عنوان "يسقط وعد بلفور"، وقالت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس"، إن الطواقم الطبية تعاملت مع 96 إصابة مختلفة منها 57 بالرصاص الحي من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي شرق قطاع غزة، موضحة في بيان، أن أحد المصابين في حالة خطيرة بعدما أصيب برصاصة في البطن شرق رفح في جنوب القطاع.
وكان عشرات المتظاهرين، اقتربوا لأمتار عدة من السياج الحدودي الفاصل، ورشقوا بالحجارة الجنود الإسرائيليين المتحصنين في غرف مصفحة خلف تلال رملية. ومنذ مارس 2018، تشهد الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة مظاهرات أسبوعية تتخللها مواجهات يطالب المشاركون فيها برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي هجروا منها منذ العام 1948.
وتوافد آلاف الفلسطينيين إلى خمسة نقاط على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة للمشاركة في مسيرات العودة وكسر الحصار، ووصل المشاركون استجابة لدعوة من "الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار"، والتي دعت لأوسع مشاركة في المسيرات التي تأتي تأكيدا على "تمسك شعبنا بحقه في العودة إلى أرضه، وبطلان هذا الوعد".
وكان قبل أن تضع الحرب العالمية الأولى أوزارها ويتقاسم المنتصرون فيها تركة الإمبراطورية العثمانية، سارع وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور في 2 نوفمبر من عام 1917 إلى كتابة رسالة إلى المصرفي البريطاني وأحد زعماء اليهود في بريطانيا البارون روتشيلد، وأدت إلى قيام دولة إسرائيل وما تبع ذلك من حروب وأزمات في الشرق الأوسط، وكانت الرسالة التي تعرف حاليا بوعد بلفور أوضح تعبير عن تعاطف بريطانيا مع مساعي الحركة الصهيونية لإقامة وطن لليهود في فلسطين حيث طلب فيها بلفور من روتشليد إبلاغ زعماء الحركة الصهيونية في المملكة المتحدة وأيرلندا بموقف الحكومة البريطانية من مساعي الحركة.
ورغم أن الرسالة لا تتحدث صراحة عن تأييد الحكومة البريطانية لإقامة دولة لليهود في فلسطين، لكنها أدت دوراً أساسياً في إقامة دولة إسرائيل بعد 31 عاما من تاريخ الرسالة، أي عام 1948، كما ساهمت الرسالة في تشجيع يهود القارة الأوروبية على الهجرة إلى فلسطين خلال الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، في وقت كانت القارة تشهد صعودا للتيارات القومية المعادية للسامية، وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
ومنذ مارس 2018، استشهد 311 فلسطينياً على الأقل بنيران إسرائيلية، خلال مسيرات العودة، فيما قتل ثمانية إسرائيليين.
وقالت الهيئة الفلسطينية، في بيان، إنها "تعمل على تطوير أدوات مسيرات العودة، وتحديث برامجها وفعالياتها وأنشطتها، إضافة لمحاولات توسيعها ونقلها للضفة الغربية، من أجل التصدي لمشاريع ضمها للكيان ولحماية البيوت من الهدم"، موضحة أن "المرحلة الحالية تحمل في طياتها تحديات كبيرة وخطيرة، تحتاج منا إلى استمرار الضغط الشعبي من أجل الوصول إلى حوار وطني شامل، يهدف إلى ترتيب أوضاع البيت الفلسطيني وتنفيذ اتفاق المصالحة".
ودعت الهيئة العليا لمسيرات العودة، جماهير الشعب الفلسطيني الى المشاركة في فعاليات الجمعة المقبلة والتي ستحمل عنوان "جمعة مستمرون"، "تأكيدا منها على استمرار مسيرة العودة وكسر الحصار ورفضا لتهديدات الاحتلال بالاغتيال والاجتياح ورفضا لاستباحة الضفة الغربية وهدم بيت أم ناصر أبو حميد بمخيم الأمعري وتأكيدا منا على أن بلفور ووعده قد مات بصمود الفلسطينيين".
وشهدت المواطنة الفلسطينية لطيفة ناجي أبو حميد الأسبوع الماضي هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمنزلها للمرة الرابعة اقتصاصا من أبنائها الستة القابعين في السجن بتهم تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، ما حوّل المنزل الواقع في الضفة الغربية المحتلة الى رمز، وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس": نفذت السلطات الإسرائيلية قبل أسبوع آخر عملية هدم للمنزل الذي يقع في مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية، والمؤلف من طابقين، بعد أشهر على اعتراف إسلام أبو حميد بمسؤوليته عن مقتل جندي إسرائيلي خلال تنفيذ الجيش عملية اعتقال في المخيم.
ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أشهر مقطع فيديو يظهر فيه إسلام وهو يعيد تمثيل العملية، فيبدو وهو يلقي قطعة من الطوب باتجاه الجندي مصيبا غياه إصابة قاتلة.
وأكدت الهيئة الفلسطينية، في ختام جمعة "يسقط وعد بلفور"، على استمرار مسيرة العودة وكسر الحصار بطابعها الشعبي وأدواتها السلمية حتى تحقيق أهدافها وستعمل على نقلها وتمددها الجغرافي وتطويرها باعتبارها مسارا كفاحيا مستداما أعاد رسم الأمل أمام الأجيال وجعلت فلسطين حاضرة في الذهن وقريبة من عيون وقلوب الأجيال الصاعدة كما كانت دوما على مدار ما يزيد عن سبعين عاما.
من جانبه، أكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر في كلمة، رفض الشعب الفلسطيني في أماكن اللجوء والشتات لهذا الوعد ونتائجه وتمسكه بحقه في العودة إلى أرضه ومقاومته حتى يلغي نتائجه وتداعياته المتمثلة بالاحتلال والاغتصاب لفلسطين، وقال إن "مسيرات العودة التي انطلقت منذ مارس 2018 تشكل حلقة من حلقات هذه البطولة التي بدأت من مظاهرات القدس 1920، وثورة البراق عام 1929 وثورة القسام عام 1935 - ثم الثورة الكبرى التي استمرت من عام 1936 حتى عام 1939 و"التي كاد أن يركع المحتل البريطاني وقتها لإرادة شعبنا لولا الخيانات والتواطؤ والخلافات بين الزعامات العربية وحتى رغم الكارثة والنكبة عام 1948 فلم تتوقف الثورة الفلسطينية في يوم من الأيام بأشكالها الثقافية والسياسية والعسكرية ولم يبخل هذا الشعب بدمائه أبداً واستطاع كسر هيبة المحتل وفضحه في كل ساحة وميدان وكانت انتفاضة 1987 وانتفاضة النفق وانتفاضة الأقصى وانتفاضة القدس وصولاً لمسيرات العودة وغضب الشعب الفلسطيني اللاجئ في لبنان الرافض للتمييز والجهل الذي يمارسه بعض السفهاء ضد شعبنا العائد بإذن الله".
ودعا مزهر، بريطانيا إلى "الاعتراف بخطئها بحق ملايين اللاجئين نتيجة وعد وزير خارجيتها كما ندعوها إلى تقديم اعتذار رسميا للشعب الفلسطيني على هذا القرار الذي دمر مستقبل شعب بأكمله والعمل على مسح آثاره الكارثية، وسيظل حق العودة من الحقوق الأصيلة لشعبنا الفلسطيني طال الزمان أو قصر"، وفقال ما ذكرته وكالة "معا" الفلسطينية.
من جانبها، أعلنت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، استشهاد أحد أعضائها متأثرا بجروح اصيب بها في 2014، وقالت الكتائب في تصريح: "المجاهد براء عادل العمور من خانيونس استشهد متأثرا بجروح أصيب بها خلال معركة العصف المأكول في إشارة للعدوان الإسرائيلي على غزة في العام 2014"، وفقا لما ذكرته وكالة "معا" الفلسطينية.
وأصيب عشرات الشبان الفلسطينين والمتضامنين الأجانب بحالات اختناق بعد اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي على مسيرة كفر قدوم الأسبوعية شمال الضفة الغربية المحتلة، المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية الذي أغلقه جيش الاحتلال قبل 16 عاما لصالح مستوطني مستوطنة قدوميم المقامة عنوة على أراضي القرية، وقالت مصادر محلية إن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الغاز بكثافة أثناء اقتحامهم للقرية وملاحقة الشبان، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق عولجت ميدانيا في مركز إسعاف القرية.
وأشارت المصادر إلى أن مواجهات عنيفة اندلعت بين جنود الاحتلال والشبان الذين تصدوا لهم بالحجارة وأجبروهم على الخروج من منزل استحكموا فيه بهدف اعتقال الشبان دون أن يتحقق لهم ذلك.
من جانبها، أظهرت صورا نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، قيام فلسطينيين بجر إطارات سيارات من أجل حرقها خلال الاشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي سياق آخر، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، أمس، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي نقلت الأسيرة المضربة عن الطعام هبة اللبدي من عزل سجن الجلمة إلى عيادة سجن الرملة، بسبب تفاقم حالتها الصحية بشكل ملحوظ، موضحة أن الأسيرة اللبدي تواصل إضرابها المفتوح عن الطعام ضد اعتقالها الإداري منذ 39 يوما على التوالي، فيما يواصل الاحتلال عزلها واعتقالها بظروف قاهرة ومأساوية.
وحذّرت الهيئة الفلسطينية، من تبعات هذه الخطوة ونقل الأسيرة اللبدي لعيادة الرملة سيئة السمعة والمعاملة، خاصّةً وأن وضع الأسيرة الصّحيّ يسوء يوما بعد آخر.
سياسيا، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن مخططات "أسرلة" الضفة الغربية المحتلة وتهويدها، وضم أجزاء واسعة منها، وفرض قانون الاحتلال الإسرائيلي عليها بلغت مراحل متقدمة، خاصة بعد استيلاء الاحتلال على 3 آلاف كم2 من أراضي بلدة يطا جنوب الخليل جنوب الضفة، ضمن ما يسمى بـ"خطة آلون"، وأوضحت الوزارة، في بيان اليوم، أن هذه الخطة ستؤدي إلى فصل القدس الشرقية المحتلة عن محيطها الفلسطيني، في أبشع عملية استعمارية في المرحلة الحالية، مشيرة إلى أن استيلاء الاحتلال على مئات الكيلومترات من أراضي المواطنين في بلدة يعبد والقرى المجاورة لها غرب جنين، يهدف إلى إحياء وتعميق المشروع الاستيطاني الاستعماري في تلك المنطقة، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط".