"فشلنا في حمايتها".. شهود عيان يروون كواليس سحل مريم ضحية العنف الأسري
مريم البدري
منشور على موقع التواصل الاجتماعي لسيدة تندد بما تتعرض له شقيقتها الطالبة بالصف الإعدادي من عنف أسري وضرب مستمر على خلفية طلبات مشروعة مثل طلب المصروف، كان وسيلة نورهان البدري، لمحاولة إنقاذ شقيقتها من العنف الذي تتعرض له بعدما باءت محاولاتها بالفشل، فنتج عن محاولاتها نقل شقيقتها لتعيش معها في حيث تسكن هي وزوجها لحمايتها، حرمانها من التواصل مع شقيقتها لتلجأ إلى منصات التواصل الاجتماعي وتروي ما تعانيه أختها ملتمسة المساعدة.
مشاهد عنيفة وصفتها "نورهان" في منشورها كان آخرها محاولة والدها أخذ شقيقتها، مريم، بالقوة من أحد مراكز الدروس الخصوصية بعد أن رأتها صديقة والدتها، في واقعة شهدها زملاء مريم وسكان شارع المركز بمدينة الفسطاط الجديدة، لتكون المرة الأخيرة التي تظهر فيها مريم وتبدأ رحلة البحث عنها عبر مواقع التواصل.
غادة جمال، صديقة "نورهان"، مقيمة بمدينة الفسطاط الجديدة حيث كانت تسكن عائلة نورهان ومريم قبل تغيير محل إقامتهم إلى مدينة السادات، تروي أن نورهان اتتصلت بها يوم الثلاثاء الماضي تخبرها بأن مريم أرسلت لها أنها رأت صديقة والدتها وأنها تخشى أن يعرف والدها طريق الوصول إليها عن طريقها، وتطلب منها أن تذهب إليها لحمايتها حال تعرض أي أفراد العائلة لها.
وأوضحت "جمال"، لـ"الوطن"، أنها ما إن وصلت، بصحبة زوج "نورهان" الذي كان بالقرب من مركز الدروس، حتى وجدت أشخاصا يجرون في اتجاه واحد ودائرة كبيرة أمام المركز، "أول ما وصلت بدأت أزق الناس عشان أدخل أشوفها ولقيت والدها ماسكها من شعرها وقعدت أحاول أشد إيده عشان يسيبها قاللي بعد إذنك لو سمحتِ وبعد كده قاللي قوميها" حيث كانت مريم رافضة لأن تقوم من على الأرض وتذهب معه، وبمجرد قيام مريم من على الأرض واحتمائها بحضن "غادة"، قام والدها بدفعها إلى داخل السيارة ثم ذهب بها وسط حزن الواقفين وخيبتهم بسبب الفشل في حمايتها.
"كان عندنا درس ومستنيين قدام المركز عشان الدرس اللي قبلنا اتأخر"، وفقا لما قالته رولا محمد صديقة الطفلة مريم، حيث كانت وزملاؤها ينتظرون بداية الدرس، يوم الثلاثاء الماضي، أمام أحد المراكز بمدينة الفسطاط الجديدة ومعهم صديقتهم مريم التي تربت معهم قبل أن تنقل الأسرة محل إقامتها لمدينة السادات، ما جعل أطفال المنطقة أصدقائها وتأخذ الدروس بصحبتهم بعد أن أخذتها أختها للإقامة معها ولحمايتها، ولكن أثناء انتظارهم رأوا سيدة منتقبة لم يعلم أي من الطلاب هويتها، ولكنها قالت لزميل لهم يدعى "خالد" أن يراقب مريم يتأكد من عدم مغادرتها المكان بعبارة "خلليها تحت عنيك".
وأوضحت "رولا" أنه بعد مرور حوالي ساعة منذ بداية الدرس أرسل لمريم أحد زملائها ممن كانوا في الدرس الذي قبلهم وطلبت منه مراقبة ما سيحدث، يقول "في عساكر تحت"، ثم سمعوا باب صوت قرع على باب المركز ولوجود كاميرات على البوابة عرف المدرس أن والد مريم ينتظرها وقال لهم "بابا مريم برة بس أنا مقولتش حاجة".
وبعد دقائق وقبل نهاية الدرس زاد صوت القرع على الباب ما اضطر المدرس لفتحه ودخل والد مريم وقام بسحبها من الطرحة التي كانت ترتديها و"منعنا من حمايتها"، وفقا لما روته "رولا"، في حديثها لـ"الوطن"، حيث إن والد مريم قام بسحلها حتى وصل إلى الدور الأرضي في ظل صراخها المستمر بعبارة "أنا مش عايزة أمشي معاك" ومحاولات أصدقائها تخليصها من يد والدها إلا أنه كان يدفعهم بيده للابتعاد عنها حتى قام بإدخالها في سيارته والذهاب بها إلى حيث انقطع الاتصال معها ولم يعد أي من أصدقائها قادرا على متابعة أخبارها "موبايلها مقفول ومش بتيجي الدروس".