"فتاة الشرف بالعياط" بعد إخلاء سبيلها: شربت المُرّ فى 120 يوم
«الوطن» تستمع لـ«فتاة الشرف» عقب الإفراج عنها
بعد قرابة 4 أشهر من حبسها على ذمة قضية قتل ظاهرها العمد وباطنها الشرف، أفرجت الأجهزة الأمنية، مساء أمس، عن أميرة أحمد، التى عُرفت إعلامياً بـ«فتاة الشرف»، وذلك تنفيذاً لأمر المحكمة التى قررت إخلاء سبيلها دون ضمان، وتسليمها لوالدها، حيث خرجت «أميرة» من ديوان مركز شرطة العياط برفقة المحامية الخاصة بها، حيث استقلت سيارتها وتوجهت إلى منزل الأسرة، لتطوى صفحة من حياتها كانت مليئة بالعبر والعظات لها ولقريناتها، ولتبدأ مع أسرتها الصغيرة التى طالما كانت تمنى النفس بالإفراج عنها، خاصة بعد تسلم النيابة العامة تقارير الطب الشرعى التى تثبت عذريتها، فضلاً عن التحقيقات التى قطعت بارتكاب المتهمة الصغيرة جريمتها دفاعاً عن الشرف، وكانت أسرتها تنتظرها فى بيتها بالدموع والزغاريد.
محطات عدة مرت بها القضية، فبعد وقوع الحادث اعترفت الفتاة أمام فريق من ضباط المباحث بارتكاب جريمتها دفاعاً عن شرفها بعدما حاول القتيل «مهند» التعدى عليها جنسياً فى مدق صحراوى، ودلتهم على مكان ارتكابها، ثم مثلت أمام النيابة العامة واعترفت أمامها تفصيلياً بكل ما حدث بداية من خروجها للتنزه مع صديقها بحديقة حيوان الجيزة، ثم سرقة الأخير هاتفها المحمول وإعداد خطط لتسليمها لآخرين للتعدى عليها جنسياً، وواجهت الفتاة بقية المتهمين فى القضية أمام قضاة المعارضات الذين كانوا ينظرون تجديد حبسها، كانت هى تتمسك بأقوالها فيما كانوا هم متخبطين تحيط بهم آثام ما صنعوا.
أقاويل كثيرة رددها متابعو القضية، وأخرى أثارها المدعون بالحق المدنى الحاضرون مع أسرة السائق القتيل، وأسئلة أخرى جالت بخواطر المتابعين للقضية، فكثير ممن تابع حادث جريمة القتل التى وقعت فى يوليو الماضى، كان يتساءل: هل قتلته الفتاة بمفردها؟.. كيف تخلصت من السائق وسددت له 13 طعنة؟.. شكوك ظهرت حول الواقعة بظهور فيديو فى محطة بنزين للفتاة أثناء استقلال السيارة مع المجنى عليه.. أسئلة كثيرة أجابت عنها أوراق التحقيق فى القضية وأقوال الفتاة، وانتهت إلى أن أميرة قتلت السائق دفاعاً عن شرفها، وأصدرت محكمة الطفل، مساء أمس، قراراً بإخلاء سبيل الطفلة وتسليمها لوالدها.
«الوطن» كانت أول من استقبل «أميرة» بعد إنهاء إجراءات إخلاء سبيلها من مركز شرطة العياط، حيث روت التفاصيل المرعبة التى عاشتها، والكوابيس التى شاهدتها ومشاهد الدم والجريمة التى لم تفارق ذهنها، وحضن أمها، وعن رسالة اعتذار لم تتمكن من توصليها لوالدها فى كل جلسة تشاهده فيها داخل المحكمة.
عايزة أترمى فى حضن أمى وآكل "محشى"
التقينا «أميرة»، فتاة متوسطة الطول، نحيفة الجسد، بشرتها قمحية، لا تعرف معنى كلمة قتل أو تسمع عنها، لكنها مارستها دفاعاً عن شرفها، ولم تعلم ماذا بعد ارتكابها الجريمة: «أنا كنت حاسة إنى فى كابوس، شربت المر فى 120 يوم، مش عارفة أفوق من الكابوس، كنت كل يوم بحلم إن الكابوس ده يخلص وأصحى منه ألاقينى يوم الخميس يوم الجريمة فى حضن أمى، وباكل المحشى اللى بحبه، والله مش قادرة أتخيل إنى عملت كده».
وعن تفاصيل الواقعة، قالت «أميرة»: «اللى حصل إنى كنت مع وائل زميلى اللى اتعرفت عليه فى مصنع شمع فى أكتوبر، اشتغلنا مع بعض 3 شهور فى المصنع، واتفقت معاه إن إحنا نتقابل، وكانت أول مرة أقابل فيها وائل، وقابلته، وبعدين طلب منى التليفون بتاعى، وأخده ومشى، كلمته من تليفونى التانى، وقال لى تعالى نتقابل فى موقف الفيوم، وهتاخدى التليفون، وكلمته لما وصلت الموقف رد عليا واحد وقال لى أنا اسمى مهند، وقال لى التليفون معايا، لو عايزة التليفون بتاعك تعالى خديه من برنشت، قلت له دى فين قال لى فى العياط، اسألى الناس فى الموقف، وتعالى خدى تليفونك، رحت برنشت وأنا فى محطة البنزين فى برنشت جه حد وقال لى انتى أميرة اللى عايزة التليفون؟، تعالى اركبى معايا، وخدى تليفونك... ركبت معاه».
وواصلت: «ماكانش فى بالى أى حاجة، ولما سألته عن التليفون رد عليا قال لى التليفون أخده وائل، تعالى معايا أوديكى ليهم، وإحنا فى الطريق حسيت إن هو ماشى فى الصحراء، قلت له خلاص مش عايزة التليفون، أنا عايزة أروح، ودينى موقف الفيوم أركب منه، قال لى ماشى، بس هوصلك من الطريق الصحراوى ومشينا فى الصحراء ودخلنا الجبل، وفجأة لقيته وقف بالعربية وقال لى أنا عايزك، عايز أنام معاكى، نزلت من العربية بسرعة وجريت وفضل يجرى ورايا وكان ماسك سكينة فى إيده، كنت فى صحراء وفضلت أصرخ بس مفيش حد سامع أى حاجة، فكرت وقلت لازم أتصرف رجعت تانى عند العربية بتاعته، وقلت له أنا موافقة بس ارمى السكينة من إيدك، قال لى ماشى.. دى السكينة اللى انتى خايفة منها وسابها على كرسى العربية، جريت فتحت الباب، ومسكت السكينة قال لى ارمى السكينة لاحسن أقتلك.. قلت له مش هتقدر تلمسنى.. اقتلنى أحسن».
"أميرة": قتلت المجنى عليه عشان حاول يلمسنى
وتابعت: «حاول يلمسنى ضربته بالسكينة، طعنة، ولما شفت منظر الدم حصلت لى حالة هوس، وكل ما ييجى يلمسنى أضربه، وفضل يجرى ورايا، وكان رايح يفتح شنطة العربية ويطلع شومة يضربنى بيها، جريت عليه ضربته لحد ما وقع على الأرض.. ماكنتش مصدقة إنه مات، فضلت أجرى فى الصحرا وكان معايا السكينة، وكانت الدنيا ليل، وكل شوية أبص ورايا خايفة يكون بيجرى ورايا علشان ينتقم منى ويغتصبنى.. لحد ما شفت اتنين كانوا راكبين موتوسيكل وحكيت لهم اللى حصل، وأخدونى عند إمام مسجد، وحكيت له واديته رقم أبويا، وجه ليّا من الفيوم، وأخدنى ورحت على المركز، وقابلت رئيس المباحث المقدم أحمد صبحى، وحكيت له اللى حصل ولقيت الدنيا اتقلبت والنيابة جت ورُحت معاهم عند مكان الجثة، واعترفت بكل حاجة وقلت لهم فى التحقيق إن أنا قتلته علشان كان عايز يغتصبنى، كان عايز يعمل معايا حاجات وحشة».
رغم المأساة التى عاشتها «أميرة»، عقب الجريمة وصدور قرار بحبسها لمدة 4 أشهر على ذمة التحقيقات لحين صدور قرار بإخلاء سبيلها، فإنها طوال هذه الفترة كانت تحمل رسالة اعتذار لوالدها ووالدتها وشقيقتيها الكبرى والصغرى، ولكنها لم تتمكن من التواصل مع والدها فى الجلسات، وتخبره بأنها «تعتذر عن كل حاجة حصلت، تعتذر له عن البهدلة التى تعرض لها هو ووالدتها وأخواتها، وتخبره عن حضن أمها اللى وحشها، وعن المحشى بتاع أمها اللى نفسها تاكله».
هارجع المدرسة عشان عايزة أبقى دكتورة.. وكنت بخاف من الستات اللى موجودين معايا فى الحبس
تقول «أميرة»: «طول فترة الحبس كنت قاعدة لوحدى خايفة، مش عارفة أعمل إيه، كنت عايزة أقول لأمى وحشنى حضنك، كنت بخاف من الستات اللى موجودين معايا فى الحبس، بس كان دايماً فيه ناس فيهم بتطمنى، ومش ناسية واحدة كل يوم تقول لى انتى بت جدعة، انتى بمليون راجل، انتى دافعتى عن شرفك، كانت بتطمنى شوية وبتقول لى الأخبار اللى بتنزل عن القضية بتاعتى على الإنترنت، الكلام ده اللى كان بيهوّن عليّا، مشهد الدم والقتل مافارقش عينى من وقت الجريمة وطول فترة حبسى... أنا فى تانية إعدادى، هارجع المدرسة تانى، وهذاكر، أنا بحب مادة العلوم، وكنت شاطرة فيها، هأرجع المدرسة وهكمل تعليمى، علشان نفسى أبقى دكتورة، نفسى أشرف أبويا وأمى».
أرقام من القضية
3 أشهر مدة عمل أميرة مع المتهم «وائل» فى مصنع الشمع بأكتوبر.
13 طعنة سددتها أميرة للسائق القتيل عندما حاول الاعتداء عليها.
2 متهمين آخرين تم إدراجهما فى القضية وتتم محاكمتهما حالياً.