هيثم أحمد زكي
"الوحدة صعبة جدا، حسيت بحاجات كتير مكنتش واعي ليها وأنا صغير.. أنا دايما لوحدي ومحدش بيشاركني" ذلك هو مضمون المقطع الأكثر تداولا للفنان هيثم أحمد زكي، الذي رحل، صباح اليوم الخميس، عن عالمنا بعمر ناهز الـ35 عاما إثر هبوط حاد في الدورة الدموية.
حياة هيثم بعيدا عن الأضواء كان دائما يشعر بالوحدة كونه فقد والدته عام 1993 بعمر الـ9 سنوات، وقبلها بعام فقد جده، ثم فقد والده أحمد زكي عام 2005، ثم رحلت جدته عام 2007، وتوفي خاله المخرج أشرف فؤاد عام 2011، ليبقى الشاب وحيدا.
وعن ما تفعله الوحدة في صحة الإنسان، قال الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، خلال حديثه مع "الوطن، إنها تسبب الحزن ومن ثم قد تصبح طريق الاكتئاب.
ولفت استشاري الصحة النفسية، أن هناك نوعين من الوحدة الأولى إرادية نتيجة رغبة الإنسان في العزلة، والثانية خارجة عن الإرادة نتيجة الظروف التي تجعل الإنسان منه وحيدا الأمر الذي انطبق على هيثم أحمد زكي، واصفا إياه بمفتقد وجود الحياة نتيجة "الفقد" الذي لازمه منذ الصغر.
وأوضح هاني أن الشخص الوحيد دائما لا يهتم بصحته وفاقد الأمل في الحياة، فضلا عن كونه عرضة للإصابة بالأمراض بجانب فقده للشهية، وقد تصل في بعض الأوقات إلى تقصير عمر الإنسان.
ونصح الدكتور محمد هاني، الأشخاص الذين يعانون من الوحدة بتكوين دائرة من الصدقات بشكل أسرع، فضلا عن ترك حياة العزوبية وخلق حياة أسرية جديدة، مؤكدا أن أهم شئ في الحياة هو المشاركة.
وخرجت العديد من الدراسات العلمية تتحدث عن أضرار الوحدة على الإنسان، من بينها واحدة أجراها باحثون بجامعة بريجام يونج الأمريكية، وتم عرض نتائجها فى المؤتمر السنوى للجمعية الأمريكية لعلم النفس المنعقد فى الفتررة من 3 إلى 6 أغسطس عام 2017 بالعاصمة الأمريكية وشنطن.
وأفادت الدراسة أن الشعور بالوحدة و العزلة الاجتماعية يمكن أن يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، يفوق التأثيرات السلبية للسمنة.
واستعرض الباحثون، وقتها، نتائج 70 دراسة شملت أكثر من 3.4 مليون شخص من أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا وأستراليا، وأثبتت النتائج أن زيادة التواصل الإجتماعي يرتبط بانخفاض معدل الوفاة المبكرة بين كبار السن بنسبة 50%.
تعليقات الفيسبوك