أم على كرسي متحرك وأب مريض قلب.. مريم طفلة بدرجة ربة منزل: نفسي أفرحهم
مريم ووالديها
ولدت دون أخ أو أخت، وحيدة والديها التي كللت زواجهما الذي واجه صعوبات شتى بعد إصابة الأم بكسر في العمود الفقري حرمها من المشي وأجبرها على الجلوس على كرسي متحرك في فترة الخطوبة، وقبل إتمام الزواج، اتفق الزوجان على السير معاً والصبر على البلاء فكانت "مريم" نوراً لهما في نهاية طريق مُعتم أخذت بأيديهم وهونت عليهم مشقة الرحلة.
منذ أن أتمت عامها الثامن وقع على عاتق مريم إبراهيم، طالبة الصف الثاني الإعدادي بمدرسة فؤاد محي الدين الإعدادية، مسؤولية أسرة كاملة، أصبحت رغم صغر سنها، بمثابة ربة منزل تتولى شراء الطعام وطهيه بنفسها، وتهتم بنظافة البيت وترتيب محتوياته، حسب تعبير والدها البالغ من العمر 51 عاما.
زادت مسؤوليات مريم صاحبة الـ 13 عاما، بعد أن اكتشف والدها منذ حوالي 5 سنوات إصابته بتضخم في عضلة القلب إلى جانب معاناته مع مرض الضغط والسكر، وحسب رواية الأب لـ"الوطن" إصابته ألزمته الجلوس في الفراش أوقاتاً طويلة ومنعته من ممارسة أي عمل به مجهود مضاعف فزادت مسؤولية مريم داخل البيت.
مريم: بحلم أطلع محامية وأفرح بابا وماما
مع السابعة صباحا يبدأ يوم مريم مبكرا بالذهاب إلى المدرسة، التي تعود منها في الواحدة ظهراً مسرعة نحو بيتها وحسب روايتها لـ"الوطن" في طريق عودتها تقوم بشراء احتياجات البيت من السوق وتعود لوالدتها به التي تتولى تنظيفه وتقوم بطهيه مريم وخلال ذلك الوقت تباشر تنظيف الملابس والأطباق وغيرها من الأمور اليومية التي تتولى القيام بها أي ربة منزل.
مواعيد الدواء الخاصة بوالدها مريض القلب لم تغفل عنها الصغيرة، رغم ما تحمله على عاتقها من مهام شتى، وما إن تنتهي من مسؤولياتها المنزلية حتى تتجه نحو الكتب للمذاكرة، "بذاكر 3 ساعات في اليوم وبنام بدري عشان أقدر أصحى بدري".
"نفسي أطلع محامية وأفرح ماما وبابا بيا وماما تعمل عملية وتقدر تمشي"، استكملت طالبة الصف الثاني الإعدادي حديثها عن أحلامها التي تراودها كل ليلة، لم تنل من عزيمتها المسؤوليات الكبرى ولا المهام الصعبة التي تقع على عاتقها كل يوم.