مديرو المراكز التكنولوجية : التدريب يصقل خبرات "مُقدمى الخدمة".. ويتماشى مع تطور العمل الحكومى
تيسير الخدمات على المواطنين من خلال المراكز التكنولوجية
من واقع خبرتهم فى العمل المحلى، وإدارة مراكز تكنولوجية فى محافظات مختلفة، تحدث عدد من مديرى تلك المراكز عن أهمية ميكنة الخدمات، وفق نظام موحد فى رفع أعباء كثيرة عن كاهل المواطن، وتقديم خدمات بجودة عالية فى وقت قياسى، فضلاً عن إنهاء التعامل المباشر مع مقدم الخدمة، لمنع أى تجاوزات.
"رباب": "الشباك الواحد" فى المراكز التكنولوجية يوفر الوقت وينهى معاناة التردد على الجهات الحكومية لاستكمال الطلبات
وقالت رباب المهندس، مدير المركز التكنولوجى لخدمة المواطنين بمدينة مرسى مطروح، إن الدولة تسعى لإرساء مبدأ الشفافية والنزاهة فى تقديم الخدمات للمواطن، فاتجهت لمنظومة الشباك الواحد لفصل الخدمة عن مؤديها، وبذلك توفر على المواطن أعباء عدة، سواء فى المال أو الجهد أو الوقت، وإنهاء التردد عدة مرات على الجهات الحكومية لاستكمال خطوات الطلب، وأضافت أن تطوير المراكز التكنولوجية منح الفرصة للمواطن للحصول على خدماته بسهولة، وإنهاء المحسوبية وخلافه، مشيرة إلى أن المركز التكنولوجى بمطروح يقدم ١٥٤ خدمة تلبى احتياجات المواطن، ويتردد عليه حوالى ٢٥٠ مواطناً يومياً طلباً لمختلف الخدمات، سواء فى مجال البناء من تراخيص مبان وتراخيص هدم أو فى مجال تحسين البيئة وغيرها، كما أن كل الخدمات مميكنة داخل المراكز وفق نظام موحد.
وأكدت «المهندس» أن رسوم الخدمات تختلف حسب الخدمة المقدمة، فهناك خدمات رسومها 2٫5 جنيه وصولاً إلى رسوم رخصة المبانى 1500 جنيه، لافتة إلى أن مدة تقديم الخدمة تختلف حسب طبيعتها، فهناك خدمة تقدم فى غضون ٢٤ ساعة، مثل صورة طبق الأصل من خريطة مثلاً، وخدمة أخرى مدتها أسبوع وأخرى مدة إنجازها ٢٨ يوماً وهى أقصى مدة تقديم للخدمات، وتتعلق باستخراج ترخيص مبان، وفى بعض الأحيان يأتى المواطن للمركز التكنولوجى قبل ميعاد تسلم الخدمة ويجد طلبه جاهزاً، وأوضحت أن كل سبل الراحة متوافرة داخل المركز، ولا تقل جودة الخدمات التى نقدمها وأسلوب الحصول عليها عن أى منشأة خاصة، حيث توجد استراحة لاستقبال المواطنين، وموظف متخصص لإرشادهم والرد على أى تساؤل، علاوة على تخصيص شباك لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة، وآخر لكبار السن، وخدمة للصم والبكم من خلال توفير شاشة «تاتش» توضح له المستندات والرسوم المطلوب سدادها لأى خدمة مطلوبة، علاوة على وجود خزينة فى نفس المكان لسداد الرسوم دون معاناة.
"فؤاد": خصصنا موظفين لإرشاد المواطنين والرد على تساؤلاتهم ونوافذ منفصلة لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن
وقال رمضان فؤاد، مدير المركز التكنولوجى بنجع حمادى فى قنا، إن المركز الذى يتولى إدارته منذ 2008 يعتمد على نظام متطور فى تقديمه الخدمات بعد دخوله ضمن مشروع التنمية المحلية لتنمية الصعيد، بما يضمن تلافى كل السلبيات والملاحظات السابقة حول خدمة المواطن، وأشار إلى أنه التحق بالعمل بالمحليات منذ 1995 وأن الدورات التدريبية تصقل خبرات العاملين وتصب فى اتجاه تطوير الأداء، حيث حصل مؤخراً على دورة فى تنمية المهارات وحل المشكلات واتخاذ القرار، ولمس خلالها تطوراً واختلافاً كبيراً فى طرق تقديم الخدمة، لافتاً إلى أنه تردد على مركز التدريب نحو 6 مرات خلال السنوات الماضية، لكن الوضع اختلف حالياً بفضل تطور الدورات، فلم يعد الأمر مقصوراً على محاضرات نظرية، إنما يتم التركيز على الجانب العملى، حيث جرى استحداث فكرة «مساعد المدرب» فى كل الدورات للرد على على التساؤلات والوجود أطول فترة ممكنة مع المتدربين. ودعا «فؤاد» إلى ضرورة تكثيف الدورات التدريبية للعاملين بالمحليات على وجه العموم والمراكز التكنولوجية على وجه الخصوص لتأهيل الكوادر وتطوير الأداء، واستطرد مدير مركز «نجع حمادى» أن المراكز التكنولوجية تهدف لتلبية طلبات المواطنين وبحث شكواهم، لافتاً إلى أن المركز يتعامل مع المواطنين بأسلوب راق، ويرد على تساؤلاتهم بشكل هادئ، وتابع القول إنه من ميزات دخول قنا وسوهاج فى برنامج تنمية الصعيد توحيد الإجراءات واستصدار دليل موحد للخدمات، من حيث الرسوم والأوراق والإجراءات المتبعة للتيسير على المواطنين ومنع أى لبس، وأن المركز حد من الروتين ويقدم عدداً كبيراً من الخدمات، حيث يقدم مركز نجع حمادى أكثر من 70 خدمة متنوعة.
وقال أحمد الكحكى، مدير المركز التكنولوجى بحى الزهور ببورسعيد، إن المهمة الأساسية للمركز تتمثل فى فصل مقدم الخدمة عن طالبها ومنع احتكاك المواطن بالموظف المختص، وبالتالى يكون المركز حلقة وصل بين المواطن وجهة الخدمة منعاً للفساد وتيسيراً على المواطن، والقضاء على مظاهر الروتين وتقديم الخدمة فى وقت قياسى، وفق منظومة التحول الرقمى ومواكبة التطور التكنولوجى، ومن المقرر الانتقال الكامل قريباً من العمل الورقى إلى التكنولوجى من خلال «الشباك الواحد»، ومن خلال قاعدة البيانات سيكون بإمكان المواطن طلب الخدمة والحصول عليها عبر هاتفه المحمول من خلال تطبيق خاص بها، وأشار إلى أن المركز التكنولوجى سيقدم خدمات أخرى للمواطن قريباً تشمل «الأحوال الشخصية والشهر العقارى وطلبات مياه الشرب والغاز» من خلال ربط الوزارات ببعضها مع المركز التكنولوجى، واستطرد «الكحكى» قائلاً إن ميكنة الخدمات تنهى عصر «فوت علينا بكرة» وتقضى على المحسوبية والفساد، لأن كل إجراء له مدة إنجاز محددة منعاً لأى تجاوز.
وفيما يتعلق بدورات التدريب أشار «الكحكى» إلى أنها تطورت بشكل كبير ولم تعد مقصورة على أسلوب التلقين من المحاضر، إنما يتم تبسيط المعلومة وتوصيلها لكل متدرب للاستفادة بها عبر وسائل تعليمية وأنشطة متعددة ومحاكاة، ثم عقد ورش عمل تساهم فى بناء الشخصية وترسخ العمل بروح الفريق، مع التعرف على ثقافة وأفكار من مختلف المحافظات، للتعامل مع مختلف الملفات وتوصيل الرأى والقدرة على الابتكار والتفكير خارج الصندوق، والتعرف على ثقافات متنوعة مختلفة، بما ينعكس إيجابياً على المواطن.