دبلوماسي أمريكي: واشنطن ملتزمة بإزالة اسم السودان من "لائحة الإرهاب"
دبلوماسي أمريكي: واشنطن ملتزمة بإزالة اسم السودان من "لائحة الإرهاب"
أكد السفير الأمريكي "المتجول" المعني بمكافحة الإرهاب، ناثان سيلز، التزام "واشنطن" بدعم الحكومة الانتقالية في السودان، وإزالة اسمه من "لائحة الدول الراعية للإرهاب".
وذكرت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، اليوم، أن الدبلوماسي الأمريكي استعرض، خلال لقائه رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، في "واشنطن" الخطوات الإجرائية اللازمة لإزالة اسم السودان من "اللائحة"، مشيدا بجهود "الخرطوم" لتحقيق السلام ومكافحة الإرهاب.
وجرى اللقاء، بحضور الوفد السوداني المرافق لحمدوك، ويضم وزراء: الدفاع ، الفريق أول ركن جمال عمر، والعدل نصر الدين عبدالباري، والشباب والرياضة، والشؤون الدينية نصر الدين مفرح، ومندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمر صديق والسفيرة مها أيوب، مديرة إدارة أمريكا الشمالية بوزارة الخارجية، حيث تم استعراض جهود الحكومة الانتقالية في السودان لتحقيق السلام، وجهود مكافحة الإرهاب، وفتح المسارات لتمرير المساعدات الإنسانية، فضلا عن الإصلاحات التشريعية التي أجرتها الحكومة مؤخرا.
وشدد سيلز أن الشعب السوداني ظل يدفع ثمن ممارسات النظام السابق، وأنه آن الأوان لإسقاط اسم السودان من "لائحة الدول الراعية للإرهاب"، مطالبا بضرورة مخاطبة الأسباب الجذرية للإرهاب، والتي يمثل الفقر أحد أهمها.
واستعرض وزير العدل السوداني الإصلاحات التشريعية والقانونية التي اتخذتها الوزارة مؤخرا، كما تحدثت وزيرة الشباب والرياضة عن دور الشباب في تفجير ثورة ديسمبر، داعية إلى دعم وزارتها لخلق وظائف ورفع قدرات الشباب.
وتلقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رسالة من رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، تتعلق بالترتيبات الجارية لإنجاح مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة، بجوبا الثلاثاء المقبل، مؤكدا لدى لقائه اليوم، مستشار الشؤون الأمنية لرئيس جنوب السودان، توت قلواك، حرص الحكومة على تحقيق الاستقرار للشعب السوداني، لافتا إلى أن التغيير لابد أن يُرافقه السلام.
وأكد قلواك، حرص وجاهزية دولة جنوب السودان لإنجاح المفاوضات، متمنيا أن تكون الجولة المقبلة حاسمة وأخيرة، وأن يكون العام 2020 عام السلام في السودان، وأشار إلى أن وجود قادة الحركات المسلحة بالخرطوم، واستقبال الحكومة لهم والروح الطيبة التي سادت اللقاءات "تُبشر بسلام قادم"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء"الشرق الاوسط".
وتستضيف جوبا محادثات سلام بين الحكومة الانتقالية برئاسة حمدوك وممثّلين لـ"الجبهة الثورية" التي تضمّ ثلاث حركات مسلّحة رئيسية قاتلت قوات الخرطوم في عهد الرئيس المعزول عمر البشير في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
وأصدرت الجبهة الثورية والسلطات السودانية الانتقالية في 11 سبتمبر الماضي في ختام جولة محادثات أولى في عاصمة جنوب السودان "إعلان جوبا" الذي تضمن المبادئ الأساسية للتوصّل لاتّفاق سلام بين الطرفين اللذين اتفقا على عقد جولة ثانية في العاشر من الجاري، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس".
العطا: السيادة والوزراء و"الحرية والتغيير" يعملون بخطط واضحة الملامح
وفي سياق آخر، أكد عضو مجلس السيادة بالسودان الفريق ركن ياسر العطا، تماسك وتناغم المنظومة العسكرية في بلاده، مشددا أن القوات المسلحة وقوات الشرطة والدعم السريع والأمن "يد واحدة" متماسكة متناغمة تعمل بتنسيق وتعاون من أجل توفير الأمن والاستقرار والخروج بالبلاد إلى بر الأمان.
وقال العطا، في كلمة خلال فعالية أقامتها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، إن "المنظومة العسكرية انحازت إلى خيار الشعب وستظل حامية له"، مشيرا إلى أن الشرطة تمضي في مسيرتها وتعمل بكل تجرد من أجل الأمن والاستقرار والقانون والإصلاح".
وأضاف العطا، أن مجلسي السيادة والوزراء وقوى "إعلان الحرية والتغيير" يعملون بخطط واضحة الملامح، مشيرا إلى أن مسيرة النهضة بدأت في كل المجالات السياسية والاقتصادية، مطالبا الشرطة في الخرطوم والولايات بالتنسيق مع لجان المقاومة، وأن تمد الأيادي بيضاء من أجل تحقيق واقع آمن ومستقر في كل ربوع البلاد.
وأكد وزير الداخلية السوداني الفريق شرطة الطريفي إدريس، الاهتمام بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وتوفير آليات ومتطلبات رفع قدرات وتدريب كوادرها، وتنفيذ خططها واستراتجيتها الهادفة للحد من مهددات ومخاطر المخدرات.
وقال إن "المخدرات أصبحت خطرا يهدد البشرية ويهدر الطاقات ويعطل التنمية"، لافتا إلى أن التصدي لمخاطرها أصبح أمرا حتميا، ويجب أن تعمل كل الدول ومنظمات المجتمع المدني على الحد من انتشارها".
عضو بالسيادة السوداني: ضرورة تعزيز مفهوم التعايش السلمي عبر مبدأ المواطنة
وقال عضو مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، حسن محمد إدريس، إن تحقيق السلام يتطلب التشاور بين مكونات الشعب السوداني كافة؛ نخبًا وقيادات أهلية ومواطنين، مشددا - في كلمة ألقاها خلال ورشة عمل عن "متطلبات السلام" اليوم - على ضرورة تعزيز مفهوم التعايش السلمي، عبر مبدأ المواطنة، التي هي أساس الحقوق والواجبات، والاعتراف بالتنوع باعتباره مصدر قوة.
وأكد إدريس، أهمية الاعتراف بوجود أزمة في المقام الأول، ثم الشروع في حلها عبر الوسائل القانونية والمشروعة، مشيدًا بالتجربة الثرية للشعب السوداني في ممارسة الديمقراطية عقب الثورات، موضحا: "لا بد من الالتفات إلى الصراعات الدينية في بلد متعدد الديانات، وإقرار التمييز الإيجابي للمحرومين من خدمات الوظيفة، والتعليم ومجانيته".
وأضاف عضو مجلس السيادة الانتقالي: "يجب الاهتمام بقضية العدالة في توزيع السلطة والثروة، التي جعلت السودان عرضة لمطامع الخارج، الذي ظل يبذر الفتنة من أجل تعطيلها"، مشيرا إلى الموقع المهم للسودان في محيطه الإقليمي وإطلاله على البحر الأحمر.