"المعلمة كسرت دراعها".. "زمزم" ضحية العنف داخل جمعية أهلية بالإسكندرية
الطفلة زمزم
بعد انقطاع عام عن الدراسة، استعدت الطفلة "زمزم"، 9 سنوات، والمصابة بالتوحد للذهاب إلى إحدى الجمعيات الأهلية المشهورة في الإسكندرية، لاستكمال دراستها، حيث ارتدت زيها المخصص وحملت حقيبتها على ظهرها، في حماس وأسرعت خطواتها لتتلقى الدروس بفصل الجمعية، ولكن قرار عودتها لم يكن كما توقعت والدتها، حيث تعرضت لعنف شديد دون سابق معرفة من قبل معلمتها ما أدى إلى كسر ذراعها الأيمن.
وقالت زينب صبحي إبراهيم، والدة الطفلة زمزم محمد مصطفى، اليوم الثلاثاء، إن ابنتها الصغيرة، مصابة بتوحد، انقطعت عن الذهاب إلى جمعية الوفاء لرعاية المعاقين بوسط الإسكندرية، والمشهرة برقم 1004 لسنة 1989 بوزارة التضامن الاجتماعي، لعام كامل، بسبب ظروف الأسرة، ومن ثم قررت عودة استكمال دراسة ابنتها ومعاودة الدراسة من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا.
الأم: بنتي ظهرت عليها أعراض عنف شديدة نتيجة ضرب معلمتها لها
وأضافت الأم لـ"الوطن": "كنت عايزها ترجع دراستها تاني، وتدرس تخاطب، وتعديل سلوك، وتنمية مهارات، وتحضر حفلات، وتتعلم وتمارس رياضتها المفضلة، وتندمج مع أصحابها، ولكن بعد أيام من عودتها بدأت تظهر عليها أعراض عنيفة، وممارسة سلوكيات مغايرة لطبيعتها مثل (عضت كتفي، وبتضربني، وبتهددني "هضربك زي الميس ما عاقبتني") يومها رجعتلي عنيفة جدا".
وتابعت: "لغز تفسير ظهور تلك الأعراض لم يبق عليه ساعات حتى انكشف حين علمت بأن ابنتي تتعرض للضرب من قبل معملتها، ما أدى إلى كسر مضاعف بين الكتف والمفصل بالذراع الأيمن".
وأكملت: "ذهبت إلى الجمعية وقالوا لي ذراعها اتعوج لما كانت بتجري والمُدرسة شدت إيديها عشان تدخلها الفصل"، فما كان على الأم غير التحقق من روايتها بسؤال طفلتها وإحدى المربيات في الجمعية، بينما المديرة تتصبب عرقا وتقدم لها الاعتذارات ومبلغ 200 جنيه لتكاليف علاجها.
رحلة بحث عن العلاج مدتها 48 ساعة
ذهبت الأم مسرعة بطفلتها وهي تصرخ إلى قسم طوارئ عظام بمستشفى مبرة العصافرة لإنقاذها، حتى أبلغوها بأنه حدث كسر مضاعف في الذراع الأيمن، وتتابع: "لقيت إيديها بتقع مني، وقالوا كسر فوق المفصل، كسر مقطوم، محتاجة عملية وجبس"، موضحة أن الطبيب المختص أبلغها أن الكسر ناتج عن الضرب عن قصد، وتعرض الطفلة لحركة عنيفة شديدة وليس كسر عادي".
وامتدت الأم بالذهاب إلى مستشفى ناريمان والطلبة وأخيرًا وصلت إلى مستشفى مارمرقس بجمال عبدالناصر بعد ظهور ورم بكفتف ابنتها وارتفاع درجة حرارتها.
وخضعت الطفلة لتدخل جراحي، استغرق نحو 3 ساعات، وتقول الأم: "دخلوها أول حالة من صعوبتها، وأجرت عملية فورا، عاملوها برأفة ورحمة".
وجرى تحويل الطفلة إلى مستشفى أبو قير العام للحصول على تقرير طبي الذي صنفها أنها تخضع لفترة علاجية لا تقل عن 6 أسابيع، مشيرة إلى أنها حررت محضرا بالواقعة رقم 22928 لسنة 2019 بقسم المنتزه ثاني، وجار عرضه على النيابة لمباشرة التحقيقات.
وأكدت الأم، أنها اتهمت بالمحضر المعلمة وبعض العاملين بجمعية الوفاء لرعاية المعاقين والمشهرة برقم 1004 لسنة 1989 بجوار مدرسة المندرة القبلية، بالتسبب في حدوث إصابة بالغة لدى طفلتها وتعرضها لسلوكيات عنيفة، متابعة أنه أنقطع الاتصال بهم منذ مغادرة ابنتها الجمعية.