فى الوقت الذى نحتفل باليوم العالمى للكتابة بطريقة «برايل» لأول مرة فى 2019، تواجه تلك الصناعة تحديات أمام المكفوفين والمطابع لتعميم الفائدة وتحويل معظم المطبوعات الموجودة فى المكتبات والجهات الرسمية والخاصة إلى «برايل»، بوصفها وسيلة تواصل فى الإعمال الكامل لحقوق الإنسان للمكفوفين وضعفاء النظر.
«برايل»، هو نظام كتابة أبجدى، اخترعه الفرنسى لويس برايل، كى يمكّن المكفوفين من القراءة، من خلال جعل الحروف بارزة على الورق، والتعرف عليها عن طريق حاسة اللمس، ورغم اهتمام الدولة بفئة ذوى الاحتياجات الخاصة، لا يتم تنظيم الجهود بين مؤسسات الدولة التى تقدم خدمات للمكفوفين ومؤسسات المجتمع المدنى، وفقاً لأحمد نجيب، كفيف ومدير عام إدارة التربية المتحفية لذوى الاحتياجات الخاصة بقطاع المتاحف.
«معظم المطبوعات الموجودة بطريقة برايل، والخدمات التى تقدم للمكفوفين تتم بجهود شخصية، وليس بشكل ممنهج، ولا بد من استغلال اهتمام الدولة بذوى الاحتياجات الخاصة، المتمثل فى الإعفاءات الجمركية على كل الوسائل المستوردة لخدمة تلك الفئة، لتعظيم الفائدة، ووجود كتب بطريقة برايل داخل المكتبات، ودلائل للمتاحف».
ويضيف «نجيب» أن أبرز التحديات التى يصطدم بها الكفيف هو ارتفاع سعر المطبوعة «برايل»: «الخامات مستوردة ترفع السعر، ويتراوح سعر الورقة من 2 إلى 4 جنيهات»، الأمر الذى تتفق معه سامية سرى، مدير التدريب والتأهيل بمركز بصيرة للمكفوفين، مبررةً ارتفاع السعر بـ: «تحتاج المطابع إلى عمالة فى كثير من الأحيان لإعادة كتابة النص المراد تحويله إلى برايل إذا كان PDF وليس WORD، أو باللغة الإنجليزية لتحويله إلى العربية، فضلاً عن ضبط عدد الكلمات فى السطر، فالماكينات لا تفرق بين الكلمات، ويمكن أن تكتب الكلمة على سطرين إذا كان السطر لا يكفى، كما تحتاج الطباعة برايل إلى ورق سميك، حتى لا يتلف خلال الكتابة، التى تعتمد على الحروف البارزة».
رغم ذلك، ترى «سامية» أن المطبوعة «برايل» لا يتعامل معها جميع المكفوفين، فلا يجيد بعضهم القراءة السريعة والغالبية يلجأون إلى المصادر المسموعة، بخلاف أن هناك مطابع تابعة للدولة مثل الخاصة بمدارس النور والأمل، ومراكز أهلية، يختار الكفيف من بينها الأقرب لموقعه والأنسب سعراً له.
«طلاب الأزهر تم دمجهم مع المبصرين، ويتلقون تعليمهم من خلال وسائط سمعية، والمكتبات عالمياً تحتوى على الكتب المسموعة، ما يحل محل الكتب المطبوعة برايل، لأنه مهما تمكن الكفيف من القراءة بتلك الطريقة، فلن يقدر على القراءة بنفس سرعة الشخص المبصر، بينما نصر على تعليم صغار المكفوفين طريقة برايل، حتى يستطيعوا التعرف على الحروف وقراءتها والإملاء»، بحسب «سامية».
«بصيرة» مؤسسة غير هادفة للربح، وتقدم خدمات للمكفوفين، مثل كتابة دليل متحف بالمجان، وتحويل جميع كتب طلاب المدارس إلى برايل، حتى اللغات والرسوم تحول إلى 3D، كما تطبع امتحانات الطلاب، وتصل إلى المدارس فى مظاريف مغلقة.
تعليقات الفيسبوك