كاميرات المراقبة.. شاهد شاف كل حاجة
كاميرات المراقبة
جرائم إرهابية، وأخرى جنائية يتعرض لها المواطنون فى الشوارع يومياً، يتطلب الوصول إلى الجناة فيها للتعرف على حقيقة ما حدث بالأدلة، وضبط المتورطين فيها، هنا يبرز دور كاميرات المراقبة، التى تعد الشاهد الذى رأى كل شىء أو «شاف كل حاجة» بالتعبير العامى، حيث يُمكن من خلال ما سجلته رؤية الأحداث بأثر رجعى والوقوف على كل التفاصيل التى تخدم الوصول إلى الحقيقة، والتى كان آخرها التعرف على بعض الجناة فى حادث التحرش الجماعى بالمنصورة. ومع انتشار كاميرات المراقبة بالشوارع، التى تعد حارساً لا ينام على مدار الـ24 ساعة، يتحسب الجناة لكل خطوة يخطونها، ويعملون لتلك الكاميرات ألف حساب، وهو الأمر الذى اعتبره خبراء الأمن خطوة لتقليل معدلات الجريمة فى الشوارع الرئيسية والفرعية والأماكن المفتوحة.
«الوطن» تجولت داخل منطقة «باب اللوق» بوسط البلد، السوق الأشهر فى مجال كاميرات المراقبة، كما استمعت إلى حكايات المواطنين مع كاميرات المراقبة وكيف كشفت لهم الحقائق فى قضايا عديدة ومتنوعة.
"باب اللوق".. أشهر سوق لبيعها وصيانتها.. و"الصينى" يمثل 80% من مستلزمات تشغيلها.. وأسعارها تصل إلى 30 ألف جنيه
محلات كثيرة صغيرة أو فروع لشركات شهيرة، تصطف جنباً إلى جنب فى منطقة «باب اللوق» بوسط القاهرة، تلك المنطقة الأشهر فى بيع كاميرات المراقبة وصيانتها، حيث ينافس الجميع فى كيفية عرض أنواع مختلفة من الكاميرات ومستلزمات أنظمة التشغيل الخاصة بها، سواء أجهزة التسجيل أو أقراص التخزين أو المحولات الكهربائية والكابلات وغيرها، بالإضافة إلى ورش الصيانة، ليجتمع داخل «باب اللوق» البيع والصيانة معاً.
داخل أحد المحلات المُخصصة لبيع كاميرات المراقبة، كان المهندس محمد صبحى، 35 عاماً، مدير الفرع بمنطقة باب اللوق، يقف برفقة زملائه فى انتظار وصول الزبائن، موضحاً أن هناك أنواعاً كثيرة ومختلفة لكاميرات المراقبة، ويتوقف اختلافها على جودة الصورة، وزاوية الرؤية، وعدسات الزوم، وغيرها من الاختلافات، وأن منها أنواعاً موجودة بمصر بالفعل ومتداولة وأنواعاً أخرى تستخدم خارج مصر فقط، وأن غالبية كاميرات المراقبة الموجودة داخل السوق المصرية صناعة صينية بنسبة تصل إلى 80%.
"صبحى": الأسعار تبدأ من 100 جنيه.. والفرق بين الأنواع فى "جودة الصورة وزاوية الرؤية والعدسات"
أسعار الكاميرات تبدأ من 100 جنيه، وتصل إلى 30 ألف جنيه، حسبما أوضح «صبحى»، قائلاً: «الكاميرات الغالية قوى دى بتبقى فيها إمكانيات عالية جداً، وبتستخدم فى أماكن حيوية وحساسة فى البلد، ودى محظور بيعها فى المحلات، لأنها من دول الخارج على المكان اللى هتتركب فيه على طول»، مشيراً إلى أن المواطنين وأصحاب المحلات يُقبلون على الكاميرات التى تتراوح أسعارها بين 100 و500 جنيه، وتتراوح جودتها من 1 ميجا بيكسل حتى 5 ميجا بيكسل، وعليها إقبال كبير، خاصة أن الجميع يحتاج إليها سواء شركات أو مصانع أو محلات.
من يُقبل على شراء كاميرات مراقبة لا يشترى كاميرات فحسب، بل يشترى «سيستم كامل» يتضمن جهاز «DVR»، مسجل فيديو رقمى، وهارد ديسك لحفظ المادة المسجلة من الفيديو ويتراوح حجم التخزين به من 500 ميجا بايت حتى 2 تيرا، بالإضافة إلى الكابلات، وفقاً لـ«صبحى»، وأضاف أن هناك نوعين من كاميرات المراقبة داخلى وخارجى، الأول يستخدم فى الأماكن المغلقة، أما الآخر فيستخدم فى الأماكن المفتوحة يُصنع البعض منه من المعدن وله غطاء ويتحمل المياه وتقلبات المناخ وأشعة الشمس، وسعر الكاميرا الخارجى يزيد على الداخلى حوالى 50 جنيهاً، وعن أسعار جهاز تسجيل الفيديو الرقمى، قال: «سعر الجهاز 4 مداخل حوالى 500 جنيه، و8 مداخل من 800 إلى 900، أما 16 مدخل فسعره 1500 جنيه، وعدد المخارج يساوى عدد الكاميرات»، مؤكداً أن كاميرات المراقبة أصبحت شبه أساسية فى حياتنا ولا يستطيع الاستغناء عنها نهائياً سواء فى الأماكن العامة أو الخاصة.
وداخل محل آخر فى نفس مجال بيع كاميرات المراقبة وكل ما يتعلق بها، كان أحمد محمد، 22 عاماً، يقوم بتركيب هارد ديسك داخل أحد أجهزة تسجيل الفيديو الرقمية لأحد الزبائن، وعقب الانتهاء من تركيبه يُوصله بالشاشة الموجودة داخل المحل حتى يتأكد الزبون من عمل الجهاز وتجربته أمامه، ويوضح «أحمد» أن هناك كاميرات ثابتة وكاميرات متحركة، إضافة إلى نوعية من كاميرات المراقبة بها خاصية الرؤية الليلية، حيث تعمل فى النهار بشكل طبيعى، وفى المساء ومع الظلام تعمل تلك الخاصية عن طريق الأشعة تحت الحمراء، قائلاً: «الكاميرا الداخلى تعطى صورة أوسع للمكان على عكس الخارجى بتجيب صورة أطول».
يُوضع الهارد ديسك داخل جهاز تسجيل الفيديو الرقمى، لمن يُريد تسجيل ما تلتقطه الكاميرات، لأن البعض يستخدم الكاميرات فى المشاهدة والمراقبة المباشرة فقط وليس التسجيل، وفقاً لـ«أحمد»، موضحاً أن الهارد مساحة 500 جيجا بايت مع 4 كاميرات يُسجل من 7 إلى 10 أيام، والهارد التيرا يسجل 15 يوماً، أما الـ2 تيرا فيصل إلى شهر، «لو قللنا عدد الكاميرات أو الكاميرا كانت أقل فى الجودة هيدينا فترة أطول من التسجيل»، مشيراً إلى أن جهاز «باور سبلاى» 5 أمبير يبدأ سعره من 60 جنيهاً، وأن دولة الصين أصبحت مسيطرة تماماً على سوق كاميرات المراقبة فى مصر، ويتطرق الشاب العشرينى إلى التحدث عن استخدام الموبايل فى متابعة ما يحدث أمام الكاميرات قائلاً: «دلوقتى بقى ينفع أدخل سيستم الكاميرات على الموبايل بحيث أقدر أتابع الكاميرات وأنا قاعد بره المكان اللى فيه الكاميرات، عن طريق توصيل إنترنت لجهاز تسجيل الفيديو الرقمى، وتشغيل الإنترنت على الموبايل فى نفس الوقت».
فنى صيانة: تركيب الكاميرات يجب أن يكون على يد أخصائى لأن لها أبعاداً وزوايا محددة يجب حسابها بدقة
وداخل مول البستان الشهير فى وسط البلد لبيع أجهزة الكمبيوتر وصيانتها، كان عمرو حسن، 35 عاماً، فنى صيانة كاميرات، يجلس داخل ورشة الصيانة أمام المكتب الذى يُصلح عليه أحد أجهزة تسجيل الفيديوهات الرقمية، يعمل «عمرو» فى ذلك المجال منذ 15 عاماً، موضحاً أنه يجب أثناء تركيب كاميرات المراقبة أن يقوم بها شخص مختص «فنى تركيب»، لأن الكاميرات لها أبعاد وزوايا محددة يجب حسابها أثناء التركيب، قائلاً: «الشخص العادى لو جرب يركبها مش هيبقى دقيق فى الأبعاد دى، زى مثلاً عاوز يقرب من حاجة معينة بالزوم، أو حتة معينة عاوز يشوفها أدق أكتر بجودة كويسة، أو مثلاً مكان مربع مش هحطله أربع كاميرات لأنه هيبقى كتير، و2 كاميرا بس هيكونوا كافيين جداً، والفيديوهات اللى ممكن يتفرج عليها الزبون على الإنترنت عشان يتعلم يركبها مش هتبقى كافية»، وأشار «عمرو» إلى أن كاميرات المراقبة الداخلية تختلف فى نظامها عن الخارجية، موضحاً أن الأولى تصور بشكل عرضى، أما الخارجية فتصور بشكل طولى.
وعن أبرز المشاكل التى من الممكن أن تحدث مع التركيب الخاطئ لنظام الكاميرات بأكمله، يقول «فنى الصيانة»: «الباور سبلاى لو اتركبت فيه الوصلات والأسلاك غلط النظام كله ممكن يتحرق، وييجى بعدها الزبون يشتكى من كده، ويطلع إنه عَكَس فى التركيب السالب مكان الموجب، وبالتالى كل حاجة باظت من أول الكاميرات لحد جهاز التسجيل عشان خدت جهد كهربائى كبير»، مؤكداً أنه إذا قام العميل بتركيب الكابلات بالقرب من مصدر كهربائى آخر مرتفع سيحدث تشويش فى الصورة أو انقطاع بها، مضيفاً أن الدول التى نستورد منها الكاميرات هى الصين وتايوان وماليزيا.
تعليمات كثيرة يُوجهها «عمرو» للعملاء الذين لديهم كاميرات مراقبة، أولها عدم توصيل جهاز التسجيل بـ«الباور سبلاى»، لأن الحمل سيصبح زائداً عليه مع الكاميرات، وبالتالى سيتوقف التسجيل، وبالتالى يجب تشغيل جهاز التسجيل على محول منفرد، مشيراً إلى أنه يجب أن يُتابع العميل جيداً علامة الفيديو أو الكاميرا الموجودة بالشاشة والتى يختلف شكلها من جهاز لآخر، لأنها إذا اختفت من عليها فهذا يعنى أن الجهاز لا يُسجل، بالإضافة إلى ملاحظة التاريخ والوقت لأنه إذا تغير فذلك يعنى أن البطارية يجب أن تُستبدل حتى لا تضيع الفيديوهات المسجلة بتواريخ وتوقيتات مختلفة، مختتماً حديثه قائلاً: «غالبية المشاكل اللى بتحصل فى السيستم بالكامل لازم الفنى المتخصص هو اللى يصلحها».
جرائم كشفتها كاميرات المراقبة خلال عام 2019
5 يناير
انفجار «عزبة الهجانة»
كشفت كاميرات المراقبة هوية الإرهابى المتهم فى زرع قنبلة أمام إحدى الكنائس بعزبة الهجانة.
15 فبراير
سرقة محل مشغولات ذهبية بحدائق الأهرام
استغل رجال المباحث الكاميرات الموجودة بالمحل فى تتبع مرتكبى الحادث.
27 فبراير
حادث قطار محطة مصر
نقلت الكاميرات الموجودة بالمحطة لحظة وقوع الحادث، وكشفت عن أسبابه.
4 أغسطس
انفجار معهد الأورام بالمنيل
رصدت الكاميرا تحركات سيارة منفذ الانفجار أمام المعهد القومى للأورام.
15 نوفمبر
واقعة دهس وسط البلد
رصدت كاميرات المراقبة بشارع طلعت حرب بوسط البلد دهس سيارة ملاكى لعدد من المواطنين عقب صعودها على الرصيف.
30 نوفمبر
حادث انتحار شاب من برج القاهرة
رصدت كاميرا المراقبة ببرج القاهرة واقعة انتحار طالب الهندسة من أعلى البرج.
أقرا إيضا
أصحاب محلات: مطمئنون على بضاعتنا لأن الكاميرات تسجل 24 ساعة
مساعد وزير الداخلية الأسبق: تركيب كاميرات المراقبة يحد من الجرائم ويكشف مرتكبيها