رواية مدمن نجاح
حالة من الغضب أثارتها بعض الكتب الصادرة خلال معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث اعتبر القراء أنها دون المستوى، وتسىء إلى الثقافة المصرية، والمشهد الثقافى ككل. وعبر بعض القراء عن غضبهم بإطلاق حملات لمقاطعة تلك الكتب، ودور النشر التى أصدرتها، بل والمطالبة بسحب هذه الكتب من الأسواق، والاعتذار لجمهور القراء.
كتاب «مدمن نجاح» للكاتب على غزلان، أحد الكتب التى حظيت بحالة كبيرة من الجدل، ثم تحولت إلى غضب بعد نشر بعض مقتطفات من محتوى الكتاب على السوشيال ميديا، حيث رأوا فيه محتوى لا يليق مع حدث بحجم معرض الكتاب.
مصطفى محمود، طبيب ثلاثينى، وأحد مطلقى دعوة مقاطعة دار النشر، من خلال هاشتاج «مقاطعة_دار_الوطن_للطباعة_والنشر»، قال: «أشعر بالدهشة من كتاب مثل «مدمن نجاح» فيه محتوى متدنٍ ويتم نشره، أين إدارة المعرض، وأين الرقابة على المحتوى من قبل الدولة على مثل هذه الكتب؟!»، أما عبدالرحمن البشبيشى، طالب فى كلية الأزهر، فلم يكتف بالدعوة للمقاطعة بل دعا إلى اعتذار دار النشر عن إصدار هذا الكتاب قائلاً: «مهزلة أن يصل الأدب لهذا الحد من اللاأدب، فى بلد الرافعى والمنفلوطى ومحمود شاكر ومحمد سعيد العريان والعقاد وغيرهم من كبار الأدباء، فالأدب يجب أن يرقى بحال البلد، وليس العكس».
لم تقتصر دعوات المقاطعة على هذا الكتاب، فهناك كتب أخرى مثل «شقة الهرم» للكاتب تامر عطوة، الذى دعا الكثير من القراء إلى مقاطعة شرائه، ومقاطعة أى كتب صادرة عن دار النشر الخاصة به، وكذلك كتب مثل «تزوجت أخى»، و«الجامدة»، و«عدالة السماء».
من جانبه عبر خالد ناصر، رئيس دار الوطن التى نشرت كتاب «مدمن نجاح»، عن استيائه من إصدار مثل تلك الحملات قائلاً: «كدار نشر نحن لدينا خبرة أعوام طويلة فى صناعة الكتب، ونسعى لتوفير فرص مناسبة للمبدعين، وتسليط الضوء على كتاباتهم، وتلك الحملات مغرضة، لأننا حتى الآن بعنا أكثر من 8000 نسخة».
من جانبه اعتبر الكاتب والأديب يوسف القعيد، أن الحملات طريقة غير ناجعة فى التعبير عن غضبهم من المستوى المتدنى لبعض الكتب الصادرة فى المعرض، وأن الأفضل هو استخدام القنوات الرسمية: «إذا تركنا الحبل على الغارب للقراء لكى يعبروا عن غضبهم بتلك الطرق، فهذا قد يؤدى إلى عشوائية، ويصبح لكل من هب ودب القرار فى إصدار الكتب، ولكن كان الأفضل طالما بعض القراء يرون أن محتوى تلك الكتب يسىء للثقافة، التقدم بمذكرة لإدارة المعرض تحت إشراف هيثم الحاج، أو حتى إدارة العمليات التى تشرف عليها وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، ليتم التحقيق فى محتوى تلك الكتب، أو تقديم بلاغ لاتحاد الناشرين العرب، أو فى أسوأ الظروف للنائب العام، ووقتها يتم تشكيل لجنة والبت ما إذا كان المحتوى مسيئاً ومتدنياً أم لا، لأن فكرة الحديث عن أن العامية المصرية معناها كتاب ذو مستوى متدنٍ أمر غير مقبول، فلويس عوض وبيرم التونسى وصلاح جاهين كانوا يكتبون الروائع بالعامية».
تعليقات الفيسبوك