نائب رئيس جامعة الأزهر: التجديد من مظاهر الرحمة وسنة كونية
الدكتور يوسف عامر
قال الدكتور يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، إن التجديد مظهر من مظاهر الرحمة، والتي تتجلى أيضا في كونها سنة كونية متناغمة مع طبائع المكونات، وهو ضرورة حتمية بدَت جلية واضحة في ثراثنا الإسلامي.
وأضاف خلال مؤتمر "دور الأزهر في الإصلاح والتجديد ومواجهة الفكر المنحرف"، الذي عقد الاثنين، بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بطنطا، أن وفاءَ الشريعة بمصالح العبادِ يجعلها مرنة تستوعبُ المتغيراتِ الزمانيةِ والمكانيةِ مما يستلزم منهجًا رشيدًا، تمثل ذلك في المنهجِ الأزهري، الذي هو نتاج عقول مستوعبة ناضجة قدمت نتاجا ضخما ثريا في مختلف جوانب العلوم الإسلامية على مدارِ تاريخِ الأزهر ومسيرته، وهو إذ يحمل على عاتقه ذلك الحضورَ الفاعلَ في نوازلِ العصرِ يسعى إلى تحقيقِ مقاصد الشريعة، وعلى رأسِها تحقيق مصالحِ العبادِ وما ينفعهم، وتلك غاية ما تسعى إليه همم المصلحين من كل اتجاه، لافتا إلى أن هذا المنهج قائم في أساسه على الإنصاف والانتصاف والنقد، بل ونقد النقد، لا الانتقاء والنقض.
وأضاف أن التجديدَ المنشود هو القائم على استيعاب التراثِ والاستفادةِ من مناهجه والوقوف على نماذجه المعرفية، وهو الذي يراعي فقه النص وإدراكه إدراكا صحيحا وفق مراد الله ورسوله بقدر الطاقة والوسع.
وأكد أهمية صناعة عقلية ناقدة رشيدة، تجعل الطالب يميز الصحيح ويقف بما تعلمه من مناهجنا العلمية الرصينة في وجه دعوات التغريب والتطرف والانحلال والإلحاد والموجات، وكذلك احتواء الطلاب بالنقاش الهادف المثمر.