تونس: محادثات سرية توثق تنسيق "النهضة" و"إخوان مصر" لـ"اغتيال المعارضين"
«بوعلاق»: معركتنا مع الجهاز الخاص عمرها 7 سنوات دون تراجع
كثير بوعلاق
قبل أشهر نشرت هيئة الدفاع فى قضية اغتيال المعارضين شكرى بلعيد والحاج محمد البراهمى فى تونس أكثر من 40 وثيقة تفضح التخابر ومحادثات سرية تمت بين حركة «النهضة» لتنظيم الإخوان الدولى، وعناصر الجماعة بمصر، بهدف تأسيس تنظيم سرى أو جهاز خاص تابع للحركة مهتمة بتنفيذ تلك الاغتيالات، فضلاً عن دعم الإرهاب والتطرف وجمع المعلومات عن مختلف المؤسسات الرسمية وغير الرسمية فى الدولة التونسية.
وتعود الوثائق التى نشرت «الوطن»، أجزاء منها مؤخراً إلى 2011، إذ تم التواصل والتنسيق بين «النهضة» و«إخوان مصر» عبر تونسى يدعى مصطفى خذر، الذى سبق أن عمل ملحقاً أمنياً فى السفارة التونسية بالقاهرة، ويعد المشرف الفعلى على عملية تأسيس التنظيم السرى الذى أودع فى السجن بعد أن قضت المحكمة الابتدائية بتونس بسجنه 8 سنوات بتهمة تكوين جهاز موازٍ يهدد أمن الدولة.
وشملت الوثائق أهم التعليمات والإرشادات التى قدمها «إخوان مصر»، بشأن تأسيس وتكوين الجهاز السرى لـ«النهضة»، وشروط عناصرها، والمهام الموكلة إليه، التى أتى أبرزها محاولات اختراق مؤسسات الجيش والشرطة والقضاء وتجنيد عناصر داخلها، فضلاً عن الأحزاب السياسية المختلفة المنافسة، وعلى وجه التحديد وقتها حركة «نداء تونس»، وأيضاً جمع معلومات دقيقة عن رجال الجيش والشرطة والقضاء والمؤسسات الصحفية والأحزاب السياسية حتى بما فى ذلك أقل التفاصيل التى تخص الحياة الخاصة للسياسيين المعارضين لـ«النهضة».
واستقدمت حركة «النهضة»، وفق الوثائق التى نشرتها هيئة الدفاع فى القضية، مجموعة من الإخوان فى مصر إلى تونس تحت مزاعم أنهم فى مهمة تتعلق بأعمال زراعة، وهؤلاء هم من قدموا التدريب للعناصر التى وضعت كنواة لتشكيل التنظيم السرى، حيث دربوهم على مسألة تشفير الاتصالات واختراقها فى أجهزة الدولة الرسمية، وأيضاً مواقع التواصل لبعض الشخصيات السياسية والإعلامية المشهورة، ومحاولة جمع أى معلومات يمكن ابتزازهم بها لاحقاً، بل ذهبت المعلومات فى إحدى الوثائق عن محادثة بين «خذر» المشرف على التنظيم، وأحد قياديى إخوان مصر، والذى كان يستعمل اسماً حركياً يؤكد فيها ضرورة ضرب اليسار فى تونس لقوته، بل والدعوة إلى قتلهم وترهيبهم.
أحكام مؤبد تنتظر المعتدين على أمن الدولة
وقال كثير بوعلاق، عضو هيئة الدفاع فى قضية اغتيال «بلعيد والبراهمى»، إن «الهيئة تواصل فك وتركيب هذا اللغز بالقضية ووصلت لمراحل متقدمة»، مضيفاً: «الحقيقة أن القضية باتت الشغل الشاغل للحقوقيين فى تونس والمحامين والوطنيين الذين يريدون الدفاع عن الدولة والعدالة والكرامة واستقلالية القضاء». وقال «بوعلاق» فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، إن «معركتنا عمرها 7 سنوات ونواصل فى هذا الملف، ولن نتأخر ولن نتراجع، فهذه معركة قانونية وإجرائية شرسة مع نيابة عمومية فى رأينا متواطئة وشريكة فى الجرائم التى ارتكبت فيما يعرف بالجهاز السرى لحركة النهضة فرع التنظيم الدولى للإخوان».
وأوضح المحامى التونسى أن «النهضة تدخلت بكل ما لديها من نفوذ وفتوى على مستوى الجهاز القضائى أو لنكن منصفين من الجهاز القضائى، وعلى رأسه وكيل الجمهورية فى العاصمة تونس وهى أهم محكمة والمحكمة المختصة حصرياً فى قضايا الإرهاب».