مؤتمر طبي بجامعة أسيوط لشرح سبل الوقاية والتعامل مع كورونا
يصيب الفئة العمرية من 15 إلى 60 سنة والماسكات لا تمنع انتشاره
فيروس كورونا وسبل الوقاية والتعامل مع الحالات المصابة فى مؤتمر طبى بجامعة أسيوط
حذرت الدكتورة سوزان سلامة أستاذ ورئيس قسم أمراض الصدر بجامعة أسيوط، الأطقم الطبية بضرورة توخي أقصى درجات الحذر من فيروس كورونا المستجد، وذلك لأنهم الفئة الأكثر عرضة للعدوى.
وأكدت أن الأطباء قد يكونوا أداة نشطة لنفل الفيروس وتوسيع قاعدة انتشاره، كاشفةً أن استخدام الماسكات لا يمنع انتشار الفيروس بسبب صغر حجمه المتناهي والذي لا يتجاوز من 80 إلى 220 نانوميللي، مضيفة أن الفيروس يصيب الفئة العمرية من 15 إلى 60 سنة بكثافة ولكن بدرجة متوسطة في الأغلب، ولكنه يكون أكثر خطرا على من هم فوق 70 عاما، حيث يكونوا أكثر عرضة للوفاة وكذلك المرضى المصابين بسكر غير منتظم، وكذلك مرضى الأمراض المزمنة مثل القلب والكلى، مشيرة إلى أن الفيروس يحدث التهاب رئوي ولكنه لا يسبب الوفاة إلا إذا تسبب في فشل رئوي، حيث في مثل تلك الحالات قد تصل الوفاة إلى 75% أو 80% من المصابين بتلك المضاعفات.
وعن سبل مكافحة العدوى بفيروس كورونا المستجد، شددت سلامة على ضرورة التزام المواطنين بتجنب ملامسة العين والأنف والفم لأن الفيروس يحتوي على نتوئات تمكنه من السكن في تجويفات وفتحات الجسم لمدة تتجاوز 9 أيام، مع العطس في منديل ورميه مباشرة، مع التأكد من وجود غطاء لسلات القمامة وغلق الأكياس البلاستيكية، مع تطهير الأسطح و مقابض الأبواب والحنفيات 3 مرات يوميا باستخدام الكحول أو السبرتو، وكذلك أسطح الكمبيوتر والتليفونات المحمولة، وغسيل الأيدي ما لا يقل عن 6 مرات يوميا بالماء والصابون العادي ويفضل غسل الوجه معهم، وكذلك غسل الفاكهة والخضروات جيدا والتأكد من الطهي الجيد لكافة أنواع اللحوم.
ووجهت رئيسة المؤتمر الأطقم الطبية المشاركة في المؤتمر بضرورة الاهتمام بفحص أي عينة مشتبه بها جيدا، وذلك عن طريق مسح من الأنف و إجراء قياس لغازات الدم لمعرفة نسبة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، وكذلك عينة الدم لتحديد عدد الخلايا الليمفاوية وكرات الدم الحمراء مع عدم التردد في حجز المريض بالعناية المركزة في حال وجود أي انخفاض في القياسات والتحليلات السابقة.
جاء ذلك خلال محاضرتها في المؤتمر الدولي التاسع لجمعية الطب التكاملي واضطرابات النوم بجامعة أسيوط، والمنعقد برئاستها في الفيوم لمدة 3 أيام متتالية تحت رعاية الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط، والدكتور مصطفى كمال رئيس جامعة بدر وتحت مظلة إتحاد الجامعات العربية برئاسة الدكتور عمرو عزت سلامة، والذي يتضمن وقائعه تنظيم برنامجا موسعا لتدريب وتوعية عددا من أطباء وتمريض مديرية الصحة بالفيوم بحقيقة فيروس كورونا المستجد وكيفية الوقاية منه والطرق المثلي في التعامل مع المصابين به، وذلك تحت إشراف الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم والدكتور أحمد شديد رئيس الجامعة.
وأضافت أن المؤتمر شهد مشاركة متميزة من الدكتور عمر عواد أستاذ أمراض القلب بجامعة عين شمس، ونائب رئيس المؤتمر والذي أوضح خلال محاضرته أن الهلع الشديد من الكورونا هو جزء منه حق وذلك لسرعة انتشار الفيروس وصعوبة تحقيق الوقاية منه لأن الفيروس يجرى عن طريق الأجسام الصلبة والملابس التي تحتفظ بالفيروس لمدة تتراوح من 10 إلى 12 ساعة وكذلك الملامسة، مضيفاَ أن خطر الكورونا من المنظور الطبي تتمثل في تعرض نسبة قليلة من مرضاه لا تتجاوز 3% لإصابة شديدة في الرئة وهو ما يعرض المصاب للوفاة، وذلك إن لم يجرى علاجه بطريقة صحيحة والسيطرة على الفيروس بشكل صحيح، محذرا أنه بعض المصابين بفيروس كورونا يكونوا عرضة للتعرض إلى ارتفاع الشريان الرئوي في الجهة اليمنى من القلب، وذلك حتى بعد شفائه من الفيروس، إلى جانب إعلان بعض الدراسات الحديثة تسبب فيروس كورونا في إصابة المريض بضعف في عضلة القلب.
وأكد الدكتور خالد خشاب أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب بجامعة الفيوم أن مهارة الفريق الطبى فى قدرته على التمييز بين المريض الذى يحتاج إلى الحجز بالعناية المركزة فى الوقت الملائم ، مشيراً إلى أن القاعدة العريضة من المرضى يتم علاجه فى العزل الطبى المعتاد ، والتى تتضمن أعراضه الكحة وضيق التنفس وارتفاع درجات الحرارة وقد تتضمن مشاكل فى الكلى.
وطمأن الدكتور مصطفى رجب أستاذ ورئيس قسم أمراض الصدر بجامعة الزقازيق المواطنين بأن الكورونا هو فيروس عادي وليس بالخطورة المتصورة في حين أن الكثيرين لا يعرف أن الأنفلونزا الشتوية تسبب أعداد وفيات أكبر من الكورونا، مشيرا إلى أن الخوف من الكورونا هو إمكانية مهاجمته لأعداد كبيرة في وقت واحد على نحو وبائي وهو ما يمكن مواجهته برفع الوعي وتجنب طرق انتشاره.
وشددت الدكتورة حنان حامد أستاذ الأمراض الباطنة وأمراض الدم بجامعة عين شمس، على أهمية الاكتشاف المبكر للإصابة وذلك مما يسهل سرعة السيطرة على الفيروس، محذرةً من أن أي تأخيرا في التشخيص يزيد من خطورة الفيروس على صحة الإنسان والذي يزداد خطورته كذلك مع مهاجمته للأشخاص ممن يعانون من ضعف في جهازهم المناعي.
وفى سياق متصل قالت الدكتورة حنان حامد، أن فيروس كورونا المستجد هو واحدا من عائلة فيروسات كورونا التي جرى تناولها في أكثر من 930 ورقة بحثية على مستوى العالم، إلا أن الفيروس الحالي جاء نتيجة تحور في التكوين الجيني للفيروس مما جعل الفيروس أشد عدوانية وأكثر سرعة في الانتشار.