أثار كورونا تمتد للنواحي العسكرية في الشرق الأوسط
خبراء لـ"الوطن": سحب القوات الأمريكية والبريطانية أمر متوقع
التحالف الدولي في العراق
لم يقتصر تأثير انتشار فيروس كورونا المستجد في العديد من دول العالم، على القطاع الطبي والاقتصادي فقط، بل امتد ليشمل النواحي العسكرية أيضا، حيث تسبب الفيروس في إعلان عدة دول عن نيتها في تخفيض أعداد جنودها في بعض الدول المنتشر بها الفيروس.
وأعلن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، انسحاب قواته من قاعدة "كركوك"، شمالي العراق، وتسليم المعدات إلى قوات الأمن العراقية، وذكرت قوة المهام المشتركة التابعة في التحالف الدولي، أن خروج هذه القوات الأمريكية لا علاقة له، بالهجمات التي استهدفت المنشأة العسكرية، خلال الآونة الأخيرة.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، أنّها ستسحب جزء من قواتها العاملة ضمن بعثة تدريب في العراق على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد، وأنّ القوات المعنية سيتم سحبها بسبب تراجع وتيرة التدريبات في الأشهر الأخيرة، وبسبب "تعليق" برنامجي التحالف وحلف شمال الأطلسي "الناتو" للتدريب مدة ستين يوما "كإجراء وقائي" إثر تفشي الوباء.
وتتواجد القوات البريطانية في العراق ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، منذ عام 2014، بهدف تدريب قوات الأمن العراقية، لإعادة احكام سيطرتها، وتدريبها على مكافحة الإرهاب.
الدكتور أيمن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، قال إن قرار الدول بخفض جنودها أو الانسحاب من الخارج متوقع في ظل انتشار فيروس خطير مثل كورونا المستجد، موضحا أن قرار خفض الجنود يعد إجراء احتراز يهدف لحماية الجنود، ومنع انتشار الفيرس بين بقية الجنود.
وأضاف سلامة، لـ"الوطن"، أن القوات البريطانية في العراق، أو الأمريكية في الشرق الأوسط تتواجد في قواعد خاصة بها أنشئت بالاتفاق مع الدولة المتواجدة بأرضها، مشيرا إلى أنه يمكنها في المستقبل زيادة عدد جنود أو معدات، أو تسليح أو الخروج منها نهائيا إذ رغبت من ذلك.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن القوات البريطانية تتواجد في قواعد مخصصة لهم تابعة لقوات التحالف في العراق، كذلك القوات الأمريكية العائدة من أفغانستان والتي جرى تجهيز حجر صحي لجنودها في أمريكيا أو في أي دولة أخرى لهم قواعد مخصصة لهم تحت إداراتهم.
من جانبه، قال ضياء نوح الباحث في شؤون الشرق الأوسط، إن بعض الدول تلجأ لتخفيف من قواتها في بعض الدول، التي تمتلك نظاما صحيا متدهورا، بالإضافة إلى انتشار الفيروس بها، موضحا أن العراق في الفترة الحالية تعاني من انتشار الفيروس بصورة كبيرة، بالإضافة إلى أن الجهود القضاء على الفيروس مازلت ضعيفة.
وأضاف نوح لـ"الوطن"، أن الانسحاب الأمريكي من الشرق الأسط مرتبطا بخطط الولايات المتحدة مع الدولة المستضيفة للقواعد الأمريكية، موضحا أن أمريكا أعنلت عن نيتها تزويد بعض القواعد لها في العراق بمنظومات للدفاع الجوي، وأن خطط والولايات المتحدة تجاه قواعدها في الشرق الأوسط لم تتضح بعد، فاستراتيجية في المنطقة وعلاقتها للدولة المضيفة للقواعد الأمريكية، أما بريطانيا إذ خفضت عدد قواتها لن تزيدها مرة أخرى إلا إذ ظهر تهديدا صريحا وقويا، وسيكتفي بالمشاركة حتي وإن كان بعددا بسيطا من الجنود.