بريد الوطن.. بين أوقات الضيق وفقدان السلام
الولادة
تخيل معى سيدة حاملاً فى شهرها التاسع وعندما وضعت لم تشتَق إلى رؤية مولودها وأخبرت الجميع بتركه ليبكى، لأنه السبب الرئيسى فى تألم شديد ظلت تعانى منه لمدة طويلة، فهل من المنطقى أن يحدث هذا؟!
هناك فهم مغلوط يخلط بين أوقات الضيق وبين فقدان السلام من حياتنا، ففى المثال السابق بالرغم من حالة الضيق التى مرت بها السيدة فإنها لم تستطع نزع حالة السلام الطبيعية من داخلها.
للضيق حكمة فى حياتنا، والخوف هو إحدى العواطف الإنسانية الأولية المُحركة للسلوك الإنسانى لدفع الأذى وقت الضيق، ولكن الإشكالية هنا تكمن فى كيفية تغذية الكفة الراجحة من المشاعر المختلطة فى وقت الضيق ما بين الرهبة وخيبة الأمل أو التسليم والخضوع من الجهة الأخرى، الأمر الذى يحتاج إلى قيادة وسيطرة منا.
ليس بإمكاننا رفع الضيقات عن أنفسنا ولكننا نستطيع إما تغذية المشاعر السلبية التى تلاحقها أو بقيادتها والتحكم بها، لذا عليك الكف عن محاولات علاج المشاعر فى المكان الخطأ، فالضيق الذى تمر به لا علاقة له بضرورة فقدان سلامك الداخلى.
أخيراً تذكر أن سلام الإنسان مرتبط بثقته ويقينه بأن جميع أموره تتحكم بها سلطة أعلى منه، فثق فى إلهك وتقبل الأمر، ولكن عليك أن تتعلم أيضاً كيف تقود مشاعرك.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com